العراق: وزير الدفاع يستعين بالمرجعيات للحد من نفوذ المليشيات

العراق: وزير الدفاع يستعين بالمرجعيات للحد من نفوذ المليشيات

18 سبتمبر 2015
عمليات الخطف والابتزاز المليشياوية تثير ردود فعل غاضبة (Getty)
+ الخط -
كشف مصدر مطلع في وزارة الدفاع العراقية، لـ"العربي الجديد"، عن لقاء جرى بين وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، وعدد من رجال الدين والمراجع في النجف وكربلاء، في مسعى منه للحد من نفوذ المليشيات المسلحة في العاصمة بغداد ومحافظات أخرى.


وبحسب المصدر، دعا العبيدي لإصدار فتاوى تحد من عمليات القتل والخطف والابتزاز والتهديد التي تنفذها المليشيات تحت مظلة "الحشد الشعبي"، مبيّناً أن العبيدي أبلغ من التقاهم أن حادثة اختطاف العمال الأتراك أثبتت بشكل واضح أن المليشيات تجاوزت كل الحدود، بعدما نفذت عملياتها في قلب العاصمة وفي وضح النهار، على حد قوله.

ونقل المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، تحذير العبيدي من استمرار هذا النهج الذي تعتمده "العصابات الإجرامية كونه يسيء لعلاقات العراقيين في ما بينهم، وعلاقة العراق بالدول المجاورة"، لافتاً إلى عجز القوات الأمنية عن مواجهتهم بعدما فشلت في كسب معركة شارع فلسطين مع بعض المسلحين في مقر إحدى المليشيات قبل أسبوعين.

ووصل العبيدي ورئيس أركان الجيش بالوكالة، عثمان الغانمي، أمس الخميس، إلى محافظة النجف للقاء عدد من المراجع الدينية والمسؤولين في المحافظة لبحث الأوضاع الأمنية، فيما زار المسؤولان، في وقت سابق من اليوم نفسه، محافظة كربلاء للقاء المسؤولين فيها.

وأشارت مصادر محلية إلى لقاء المسؤولين العسكريين العراقيين بممثل المرجعية الدينية في كربلاء، عبد المهدي الكربلائي.

وتزايدت الدعوات للحد من خطر مليشيا "الحشد الشعبي"، بعد اختطاف مليشيا تطلق على نفسها اسم "فرق الموت"، يرجح أن تكون مقرّبة من مليشيا "حزب الله العراقي" لثمانية عشر عاملاً تركياً في بغداد، وطلبها مبالغ مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم.

وأثارت عملية الخطف ردود فعل واسعة، إذ طالبت كتل سياسية عراقية وناشطون محليون الحكومة العراقية بنشر قوات أمن كافية ومهنية، بعد انتقال موجة الخطف والقتل على الهوية من الطرقات إلى المستشفيات الكبيرة بالعاصمة، تنفذها مليشيات مسلحة وعصابات وتهدف إلى الابتزاز المالي.

من جهته، اعتبر عضو "تحالف القوى العراقية"، عمر شاكر، أن مليشيا "الحشد الشعبي" تأسست بفتوى دينية، ولا يمكن إنهاؤها إلا من خلال فتوى دينية جديدة، موضحاً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن مراجع الدين في النجف وكربلاء يمتلكون سلطات روحية كبيرة قادرة على التأثير بمقاتلي "الحشد".

وأضاف شاكر أن "إنهاء الغطاء الشرعي للحشد سيؤدي إلى تخلي آلاف العراقيين عن تأييدهم للفصائل المسلحة التي تحمل السلاح بحجة تلبية فتوى المرجعية"، مؤكداً أن هذا الأمر إن حدث سيعزل العصابات المسلحة، ويسهّل عملية إقصائها وضربها من قبل القوات المسلحة.

وحذر شاكر من تفاقم أزمة القتل والخطف في بغداد والمحافظات الجنوبية، بعد انسحاب الآلاف من مقاتلي "الحشد الشعبي" من ساحات القتال في الأنبار وصلاح الدين، والعودة إلى المدن، داعياً رئيس الوزراء ووزارتي الداخلية والدفاع ولجنة الأمن والدفاع في البرلمان لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من الأخطار المحتملة لهذا الانسحاب.

اقرأ أيضاً: قانون حظر حيازة السلاح في العراق يستثني المليشيات