الاحتلال الإسرائيلي يخطط لضم مستوطنة "معاليه أدوميم"

الاحتلال الإسرائيلي يخطط لضم مستوطنة "معاليه أدوميم"

15 يوليو 2016
إسرائيل تحاول فرض الأمر الواقع (توماس كويكس/ فرانس برس)
+ الخط -

يعكف اليمين الإسرائيلي في الآونة الأخيرة على وضع النقاط الأخيرة على مخطط مدروس سعياً لتشريع قانون يقضي بضم مستوطنة "معاليه أدوميم"، إلى دولة الاحتلال رسمياً وجعلها جزءاً لا يتجزأ منه، ضمن محاكاة قانون ضم هضبة الجولان وفرض القانون الإسرائيلي عليها.

وذكر تقرير لصحيفة "معاريف" اليوم، أن عضوي الكنيست بتسليئيل سموطريتش، من حزب "البيت اليهودي"، ويوآف كيش من "الليكود"، أعدا مقترح قانون لضم "معاليه أدوميم" إلى إسرائيل. وأضاف أنهما حصلا على تأييد وموافقة رؤساء كافة الكتل المشكلة للائتلاف الحكومي في إسرائيل، بمن فيهم رئيس كتلة "كولانو" موشيه كاحلون، تمهيدا لعرض اقتراح القانون رسميا في الكنيست الإثنين المقبل.


إلى ذلك، بين موقع "معاريف" أن غالبية أعضاء اللجنة الوزارية للتشريع يؤيدون القانون المقترح، وبالتالي فإن فرص المصادقة على مقترح القانون عالية جداً، بالرغم من أنه يعني في حال المصادقة عليه، تفجير أزمة كبيرة في العلاقات مع الولايات المتحدة وإدارة أوباما تحديداً، ومع دول الاتحاد الأوروبي.

ولفت القانون إلى أنه تمت دعوة وزيرين ممن يتناوبون على رئاسة لجنة التشريع الوزارية، والمؤيدين للقانون، وهما وزيرة العدل، أيليت شاكيد، من حزب البيت اليهودي الذي يطالب أصلاً بفرض السيادة الإسرائيلية، منذ الآن على كافة المنطقة (سي) من أراضي الضفة الغربية، والوزير يريف لفين، الذي يشكل مندوب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وممثله في اللجنة.

وبالرغم من أن القانون المقترح يحظى بتأييد إسرائيلي كبير، إلا أن لوبي الاستيطان في الكنيست والحكومة الإسرائيلية، يعتزم تسجيل وطرح القانون في الكنيست بشكل رسمي، بعد ثلاثة أشهر، مع بدء الدورة الشتوية للكنيست. ويعمل كذلك لضمان حملة تجنيد إعلامي ضمن خطة أعدت مسبقا من عدة مراحل، بحسب ما ذكر موقع "معاريف".

ووفقا للخطة المذكورة، فإن القائمين عليها سيطلقون حملة دعائية واسعة النطاق، "تطل بموجبها مستوطنة معاليه أدوميم، علينا من كافة اللافتات الإعلانية في شوارع إسرائيل، وحملة دعائية في مختلف وسائل الإعلام، وعقد مؤتمرات واجتماعات بشكل مكثف، مع تجنيد وزراء وشخصيات إسرائيلية عامة لصالح هذه الحملة".

وتهدف الحملة إلى ضمان انتزاع التزام من كل شخصية في إسرائيل، تدعي دعم الاستيطان، بتأييد مقترح فرض السيادة الإسرائيلية على "معاليه أدوميم" للوصول إلى تكريس الفكرة في الجمهور الإسرائيلي بشكل تام وتحويلها إلى فكرة لا يمكن التراجع عنها.

وتعتبر مستوطنة "معاليه أدوميم" التي أقيمت عام 1975 من أهم المستوطنات الإسرائيلية في مشروع قتل أي تواصل جغرافي فلسطيني بين القدس المحتلة ومدينة رام الله، على الرغم من أنها تقوم إلى الشرق من القدس المحتلة على طريق أريحا، في أضيق شريط من أراضي الضفة الغربية المحتلة. وكانت إسرائيل أعلنت عنها بشكل غير قانوني أراضي دولة، على الرغم من وجود مجمعات بدوية فلسطينية فيها، تفصلها عن القدس المحتلة، وهي المنطقة المعروفة بالمنطقة E1.

وشكلت "معاليه أدوميم" حلقة أولى من جملة مستوطنات سعت إسرائيل إلى إقامتها لإحاطة القدس المحتلة بمستوطنات إسرائيلية تضمن عزلها كليا عن الضفة الغربية، رغم تسمية هذه المستوطنات بأنها أحياء، مثل مستوطنات "نافي يعقوف، وجفعات زئيف وبسجات زئيف، ورمات شلومو".

ويقطن في مستوطنة "معاليه أدوميم"، وفق المعطيات الإسرائيلية، لغاية العام 2014 نحو 37 ألف مستوطن، وهي تقوم على مساحة تصل إلى 49.177 دونما. وتعتبر المستوطنة واحدة من الكتل الاستيطانية الكبيرة التي تسعى إسرائيل لإبقائها تحت سيادتها في أي حل مستقبلي مع الجانب الفلسطيني مثل "كتلة أريئيل"، جنوبي نابلس، و"غوش عتصيون" الفاصلة بين القدس وبيت لحم والخليل، وكتلة مستوطنات "بيت إيل" غربي رام الله.

المساهمون