اشتباكات في الشمال السوري وتسيير دوريات روسية تركية قريباً

اشتباكات في الشمال السوري وتسيير دوريات روسية تركية قريباً

30 أكتوبر 2019
منطقة أبو راسين تشهد معارك عنيفة (نذير الخطيب/فرانس برس)
+ الخط -
تشهد مناطق التماس في الشمال السوري هدوءا حذرا عقب اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات متأخرة من يوم أمس، بين قوات "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة من قوات النظام السوري.

وتحاول قوات سورية الديمقراطية الوصول إلى المناطق الحدودية مع تركيا، خلافا للاتفاق الروسي- التركي الأخير، كما تقول أنقرة.

وقالت مصادر محلية إن أشد المعارك وقعت في منطقة أبو راسين على محور يمتد 2 كلم واستمرت حتى فجر اليوم الأربعاء، بينما تتواصل الاشتباكات المتقطعة بين الطرفين على محاور جنوب مدينة رأس العين.
ويسعى "الجيش الوطني" للسيطرة على بلدة أبو راسين وعدد من القرى المجاورة في ريف رأس العين لمنع وصول قوات النظام إلى الحدود، بعد أن كانت تلك القوات قد انتشرت هناك في الأيام الأخيرة.

وسيطرت قوات "الجيش الوطني" على مقرات أنشأتها قوات النظام السوري، في الأيام الماضية، في محيط مدينة رأس العين، كما أعلنت إسقاط طائرة استطلاع لمليشيا "قسد" على محور مدينة رأس العين، وذلك خلال تصديه لمحاولة تقدم من قبل قسد وقوات النظام نحو قرية يالشلي بريف مدينة منبج.

وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات التي بدأت بمناوشات بين الطرفين وقصف مدفعي، تطورت إلى مواجهة مباشرة زادت وتيرتها في اليومين الماضيين وأدت لسقوط قتلى في صفوف الجانبين.

وقالت شبكة "الخابور" المحلية، إن مليشيا "قسد" استولت على منازل للمدنيين وحولتها إلى نقاط عسكرية في قرى مشيرفة والخضراوي والأسدية شرق رأس العين.

وكانت تركيا أعلنت أن قواتها أسرت جنود تابعين للنظام السوري في منطقة رأس العين، ونقلت وكالة "الأناضول" عن وزارة الدفاع التركية، قولها إنه "تم القبض على 18 شخصا ادعوا أنهم من عناصر النظام خلال أنشطة التمشيط والاستطلاع وبسط الأمن جنوب شرقي رأس العين".

وتداول نشطاء التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر اللحظات الأولى لأسر جنود النظام ببلدة تل الهوى بريف مدينة رأس العين من قبل عناصر "الجيش الوطني".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر عسكرية مطلعة، قولها إن مشكلة هؤلاء الأسرى ستحل صباح اليوم الأربعاء.

إلى ذلك، كشفت وزارة الدفاع الروسية، أنه جرى إخراج 34 ألفا من عناصر مليشيا "قسد"، من المنطقة الآمنة شمالي سورية، في إطار الاتفاق التركي - الروسي.
وقال مدير "مركز المصالحة الروسي" في سورية التابع للوزارة يوري بورينكوف، في بيان له مساء أمس: "الطرف الروسي نفذ تماما التدابير المنصوص عليها في مذكرة التفاهم الموقعة بين روسيا وتركيا في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019"، مضيفا أنه انسحب مع نهاية المهلة المحددة في الاتفاق مساء أمس 34 ألف عنصر، يشكلون 68 فصيلا تابعين لـ"قسد" إضافةً إلى سحب أكثر من ثلاثة آلاف قطعة من الأسلحة والمعدات العسكرية لمسافة 30 كلم عن خط التماس مع القوات المسلحة التركية".

وأوضح أن قوات النظام أقامت 84 مخفراً على الحدود التركية، 60 منها في القامشلي، و24 أخرى في منطقة عين العرب شمال حلب، كما أشار إلى أن "الشرطة العسكرية الروسية سيرت دوريات، في مسارات جرابلس-كوران، القامشلي- فقيرة، والقامشلي-سيمالكا، منذ 23 أكتوبر 2019.

من جانبه، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، مساء أمس إن تسيير دوريات مشتركة مع روسيا شمال شرقي سورية سينطلق قريباً، فيما قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إن بلاده ستتأكد مما إذا كانت مليشيا قسد انسحبت أم لم تنسحب من المنطقة الآمنة في سورية عبر الدوريات المشتركة مع روسيا.

كما اندلعت اشتباكات مساء أمس بين قوات النظام و"قسد" في محيط مدينة دير الزور، بحسب شبكة "دير الزور 24" التي قالت إن الاشتباكات وقعت في بلدتي الحسينية والجنينة غرب مدينة دير الزور، عقب قيام "قسد" بقصف مواقع النظام، المتمركزة في محيط حي هرابش والجورة التي ردت بقصف مواقع "قسد" في بلدة الجنينة.

من جهة أخرى، تقدم عدد من وجهاء المنطقة الشرقية المقربين من النظام السوري بطلب لرئيس النظام بشار الأسد بإصدار عفو عن المنتسبين إلى "قسد" ليتسنى لهم تشكيل مليشيا رديفة لقوات النظام حسب تعبيرهم. 

أردوغان يلمح بتوسيع المنطقة الآمنة
من جانبه، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده توسيع مساحة "المنطقة الآمنة" في سورية، إذا استدعى الأمر، مرجحا عدم انسحاب "وحدات حماية الشعب" الكردية  بشكل كامل من المنطقة المتفق عليها بين تركيا وروسيا.

وقال أردوغان في خطاب ألقاه اليوم الأربعاء، أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالعاصمة أنقرة:"سنرد بكافة الوسائل على الهجمات التي قد تأتي من خارج المنطقة الآمنة، وإذا استدعى الأمر سنعمل على توسيع مساحة المنطقة الآمنة".
وأضاف: "نحتفظ بحقنا في تنفيذ عمليتنا العسكرية بأنفسنا إذا تبيّن لنا عدم إبعاد الإرهابيين إلى خارج عمق 30 كيلومتر أو إذا استمرت الهجمات من أي مكان كان"، بحسب وكالة الأناضول.

وأشار أردوغان إلى أن المعلومات المتوفرة لدى تركيا تفيد بأن مسلحي "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة إرهابية، لم تنسحب بشكل كامل من المنطقة خلافا لما تم الاتفاق عليه مع روسيا في مذكرة التفاهم التي توصل إليها مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يوم 22 أكتوبر تشرين الأول الجاري.

وأوضح أردوغان أن القوات التركية قامت بتطهير 558 منطقة سكنية على مساحة 4219 كيلومترا في منطقة العملية العسكرية التركية وب"تحييد" أكثر من 900 إرهابي، معتبرا أنه يجب "تطهير عين العرب (كوباني) من الإرهابيين بأقرب وقت ممكن".

وأعلن أردوغان أن تركيا وروسيا ستطلقان الدوريات المشتركة شمال شرق سورية يوم الجمعة المقبل، مبينا أنها ستجرى مبدئيا على أراض عمقها 7 كيلومترات عن منطقة عملية العملية العسكرية التركية. 

في غضون ذلك، عادت الشرطة الروسية إلى قواعدها في مطار القامشلي في أقصى شمال شرق سورية، بعد أن أنهت صباح اليوم دوريات قامت بها في مدن الدرباسية وعين العرب والمالكية.

وقالت مصادر محلية أن الشرطة العسكرية الروسية سيرت اليوم الأربعاء، ثلاث دوريات، انطلقت من المطار العسكري بمدينة القامشلي، حيث شاركت قوات من "قسد" باثنتين منها فيما كان يفترض أن يشارك الجيش التركي في الثالثة عند معبر مدينة الدرباسية شمال مدينة الحسكة، لكن ذلك لم يحصل لأسباب غير معلومة.

وأوضحت المصادر أن الدوريتين التي شاركت فيهما قوات كردية ضمت الأولى ثلاث آليات وانطلقت باتجاه مدينة المالكية ثم بلدة رميلان فالقحطانية، فيما تكونت الثانية من سيارتين توجهتا إلى مدينة الحسكة وبلدة تل تمر، بينما عادت الدورية التي توجهت إلى الدرباسية إلى مواقعها في القامشلي نظرا لعدم دخول الآليات التركية التي كانت ستشارك إلى جانب القوات الروسية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس اكتمال انسحاب "قسد" من المنطقة الآمنة في إطار تنفيذ الاتفاق الروسي - التركي، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعقيبا على ذلك إن روسيا أبلغتهم بانسحاب "قسد بشكل كامل، مشيرا إلى أن ت ركيا ستتأكد تركيا من صحة ذلك عبر الدوريات المشتركة.