الصحة العالمية تطلب من بكين "دعوتها" للتحقيق بمصدر كورونا

منظمة الصحة العالمية تطلب من بكين "دعوتها" للتحقيق في مصدر كورونا

جنيف

العربي الجديد

العربي الجديد
01 مايو 2020
+ الخط -
أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، أنها تأمل بتلقي دعوة من بكين للمشاركة في تحقيقاتها بشأن المصدر الحيواني لفيروس كورونا الجديد، في وقت نفت الصين الادعاءات التي تفيد بأن الفيروس تسرب من مختبر مدينة ووهان.

وقال المتحدث باسم الهيئة الدولية طارق ياساريفيتش، في رسالة لوكالة "فرانس برس" عبر البريد الإلكتروني، إن "منظمة الصحة العالمية ستكون متحمسة للعمل مع الشركاء الدوليين، وبدعوة من الحكومة الصينية، للمشاركة في التحقيق بشأن المصادر الحيوانية" للفيروس.
ويأتي هذا بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، أنّه يُفكّر في فرض رسوم عقابيّة على الصين، بعدما قال إنّه اطّلع على أدلّة تشير إلى أنّ فيروس كورونا مصدره مختبر في ووهان الصينية كان قد اتُهم في الآونة الأخيرة بالافتقار إلى الشفافيّة.
ونفى المتحدث باسم الخارجية الصينية قنغ شوانغ، الادعاءات التي تفيد بأن فيروس كورونا تسرب من مختبر مدينة ووهان.

وقال شوانغ، في تصريح صحافي اليوم الجمعة، إن مختبر ووهان "غير قادر على تصميم وخلق فيروسات كورونا، وأنه لم يفعل ذلك مطلقاً"، مضيفاً أن المختبر يحقق جميع التدابير الوقائية والسلامة البيولوجية لمنع تسرب أي مسببات للأمراض، مضيفا أن "الادعاءات لا أساس لها من الصحة ومزيفة تماماً".
وذكر شوانغ أن مصدر الفيروس مشكلة علمية معقدة، وأنه يجب فحصها من قبل العلماء والأخصائيين، منتقداً تصريحات السياسيين الأميركيين حول تحميل الصين مسؤولية الوباء العالمي، داعياً الولايات المتحدة لقضاء وقت أكثر من أجل السيطرة على الوباء.
وفي تطور لافت يتصل بالجدال بين واشنطن وبكين، أعلنت الاستخبارات الأميركية، الخميس، أنّها توصلت إلى خلاصة مفادها أنّ فيروس كورونا "ليس من صنع الإنسان ولم يُعدّل جينيّاً". وتُواصل الأجهزة الاستخباراتية بحثها لـ"تحديد ما إذا كان الوباء بدأ باحتكاك مع حيوانات مصابة أو أنّه نتيجة حادث مخبري في ووهان" الصينية.
وردّاً على مراسل في البيت الأبيض سأله عمّا إذا كان قد اطّلع على أدلّة تجعله يعتقد جدّياً أنّ معهد ووهان للفيروسات هو مصدر جائحة كورونا، قال ترامب "نعم"، بحسب "فرانس برس".
وأضاف ترامب "إنّه شيء كان يمكن احتواؤه في مكان المنشأ. وأعتقد أنّه كان من الممكن احتواؤه بسهولة كبيرة".
ولم يحدّد الرئيس الأميركي ماهيّة الأدلّة التي اطّلع عليها في هذا السياق، لكنّه أشار إلى أنّه قد يفرض على الصين "رسوماً جمركيّة" عقابيّة.


تفاقم الخلاف الصيني - الأسترالي

والسبت الماضي، أعلنت المتحدثة باسم السفارة الصينية لدى لندن، شين وان، أن بلادها ترفض بشكل كامل أي تحقيق دولي حول مصدر فيروس كورونا الجديد وظروف نشأته، بعد تصاعد الاتهامات الموجهة إليها في الغرب حول تقصيرها في منع تحوّل الفيروس إلى جائحة. 

ووصفت وان الهدف من مطالبة بعض الجهات بإجراء تحقيق في الأمر، بأنّه "سياسي"، رافضة الادعاء بأن معرفة مصدر الفيروس ونشأته ستساعد في التعامل معه ومواجهته.

وتمسك رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، اليوم الجمعة، بمطلبه بإجراء تحقيق لتحديد أصل فيروس كورونا، نافياً أي دوافع غير منع مثل هذه الجائحة من الحدوث مرة أخرى.
وقال موريسون، لإذاعة "سيدني 2 غي بي": "لا أعتقد أن أي شخص في أي أرض خيالية (لديه شكوك) حول من أين بدأ. لقد بدأ في الصين وما يحتاج العالم إلى معرفته - وهناك الكثير من الدعم لهذا - هو كيف بدأ وما هي الدروس التي يمكن تعلمها". وأضاف: "يجب القيام بذلك بشكل مستقل، ولماذا نريد أن نعرف ذلك؟ لأنه يمكن أن يحدث مرة أخرى".
واتهمت الصين أستراليا بالسير وراء الولايات المتحدة في دعوتها لإجراء تحقيق مستقل عن منظمة الصحة العالمية، لتحديد أصل مرض "كوفيد-19".
واستخدم السفير الصيني تشينغ جينجي مقابلة صحافية أسترالية، هذا الأسبوع، للتحذير من أن إجراء تحقيق قد يؤدي إلى مقاطعة المستهلكين الصينيين من الطلاب والسياح الذين يزورون أستراليا، بالإضافة إلى مبيعات الصادرات الرئيسة، بما في ذلك لحوم البقر والنبيذ.
وكانت الحكومة الأسترالية قد أعلنت أن رئيس الوزراء طلب الدعم لفتح تحقيق دولي بشأن الجائحة، في اتصالات هاتفية مع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.


وأمس، الخميس، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين، سابقين وحاليين، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تضغط على وكالات الاستخبارات للبحث عن أي دليل قد يثبت أن للحكومة الصينية يداً في تخليق فيروس كورونا الجديد ونشره.
وأوضحت الصحيفة أن الضغوطات التي تمارسها إدارة ترامب تذهب باتجاه إثبات فرضية أن الفيروس نشأ في مختبر مدينة ووهان، حيث سجّلت أولى حالات الإصابة واكتشف الفيروس.
وتبعاً لذلك، يبدي محللون في وكالات استخبارات، تحدّثوا للصحيفة، خشيتهم من أن ضغوطات الإدارة قد تحرف الاستنتاجات عن مسارها، ومن ثمّ تستخدم كسلاح سياسي في النزاع المتصاعد مع الصين.
وتسرد الصحيفة أن معظم وكالات الاستخبارات ظلّت متشكّكة حيال إمكانية إيجاد دليل قاطع يثبت فرضية مختبر ووهان، وذلك لأن العلماء، الذين درسوا جينات الفيروس، خلصوا إلى أن الاحتمال الأكثر ترجيحاً هو أن الفيروس انتقل من أحد الحيوانات إلى الإنسان في ظرف غير مختبري، كما كان الحال مع فيروسات مثل "إيبولا" و"سارس".

ذات صلة

الصورة

مجتمع

واجهت رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية ضغوطا جديدة أمس الجمعة إذ وجهت لجنة الإشراف بالجامعة انتقادات حادة لإدارتها بسبب قمع احتجاجات داعمة للفلسطينيين في الجامعة.
الصورة

سياسة

يعتزم مجلس النواب الأميركي التصويت على مجموعة من العقوبات على إيران بعد الهجوم الذي شنّته على إسرائيل ليل السبت، فيما سيحاول تمرير مساعدات عسكرية لإسرائيل.
الصورة
المسؤولون العسكريون الإسرائيليون سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين (محمد عبد / فرانس برس)

منوعات

يفاقم الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحروب المخاوف من خطر التصعيد ودور البشر في اتخاذ القرارات. وأثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على اختصار الوقت.
الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.