عام على سقوط الطائرة الروسية في مصر: التفاصيل "غائبة"

عام على سقوط الطائرة الروسية في مصر: التفاصيل "غائبة"

القاهرة

العربي الجديد

العربي الجديد
31 أكتوبر 2016
+ الخط -

لم تتمكن السلطات واﻷجهزة اﻷمنية المصرية من فكّ ألغاز سقوط طائرة الركاب الروسية "إيرباص 321"، التي سقطت فوق سيناء، في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على الرغم من المحاولات الحثيثة التي بُذلت في هذا الصدد.


وسقطت طائرة الركاب الروسية التي كانت تقل 224 شخصاً، في سماء شبه جزيرة سيناء، في منطقة الحسنة بوسط سيناء، ما أسفر عن تحطمها ومقتل جميع ركابها وطاقمها.

وعثرت السلطات المصرية على حطام الطائرة وهي من طراز "إيرباص 321" وتشغلها شركة كوغاليمافيا الروسية، عقب عمليات بحثٍ بعد اختفائها وانقطاع الاتصال مع ربّانها بعد 23 دقيقة من إقلاعها بمطار شرم الشيخ متجهةً إلى سانت بطرسبورغ.

وتسلمت أجهزة سيادية في الدولة التحقيق في سقوط الطائرة، بفعل عمل إرهابي، في محاولةٍ لكشف عملية اختراق المطارات المصرية، وهو ما ألقى ظلاله على توقف حركة الطيران بين مصر ودول عدة، في مقدمتها روسيا.

ولا تزال عملية الكشف عن تفاصيل عملية اختراق مطار شرم الشيخ وزرْع عبوة ناسفة على متن الطائرة، عصيّة على الحل حتى اﻵن على الرغم من مرور عام على الحادثة.

ولم يفصح تنظيم "ولاية سيناء" الذي تبنى زرع العبوة الناسفة في الطائرة، عن تفاصيل العملية، واكتفى بالكشف عن شكل العبوة المستخدمة في التفجير، وهي عبارة عن علبة مياه غازية، موصلة بكبسة زر للتفجير، ما يعني أن منفذ العملية كان أحد ركاب الطائرة.


ولا تكشف الجماعات المسلحة عن معلومات تفصيلية حول العمليات الجديدة، منعًا لكشف كل الخيوط، ﻹمكانية تكرار نفس اﻷسلوب في أوقات مقبلة.

وفشلت اﻷجهزة اﻷمنية المصرية من التوصل إلى كشف الحقيقة على الرغم من إجراء عمليات تحقيق واسعة مع العاملين بمطار شرم الشيخ، واتخاذ إجراءات أمنية مشددة في تفتيش الركاب واﻷغراض.

وقال خبير أمني إن اﻷجهزة اﻷمنية فشلت بشكل مريع في الوصول للثغرة التي استخدمها التنظيم اﻹرهابي، ووضع عبوة ناسفة على متن طائرة.

وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن اﻷزمة تكمن في إمكانية تكرار العملية مستقبلا، حال عدم كشف التفاصيل عن العملية، وهذا يكشف ضعف التعامل اﻷمني.

وأشار إلى أن فشل اﻷمن في حادثة الطائرة ينذر بفشل مماثل على مستوى مواجهة الكيانات والمجموعات المسلحة التي ظهرت في مصر، بما يشكك في اﻷخبار المتداولة حول كشف خيوط التنظيمات المسلحة على الساحة المصرية.

ولفت إلى أن كل أجهزة الدولة اﻷمنية والسيادية شاركت في عمليات التحقيق ومع ذلك لم تكشف خيوط العملية اﻹرهابية، بما يعطي تفوقًا للتنظيم المسلح.

من جانبه، انتقد الخبير اﻷمني، حسين حمودة، عدم الكشف حتى اﻵن عن المتهمين الأساسيين في تحطم الطائرة الروسية.

وقال حمودة لـ"العربي الجديد"، إن اﻷزمة في الاتهامات التي توجَّه إلى جماعات بعينها بشكل عام، من دون معرفة أشخاص بعينهم متورطين في عمليات محددة، ﻷن ذلك يصعِّب من الوصول ﻹجابات أو معلومات حقيقية عن الجماعات اﻹرهابية.

وأضاف أن الوصول لمنفذي العملية يسهِّل من إمكانية البحث والتحرِّي وتعقُّب دائرة معارف هؤلاء، للكشف عن خيوط يتم البناء عليها لتفكيك تلك الجماعات، ولكن للأسف لا تزال هناك أزمة لدى أجهزة اﻷمن.

على صعيد متصل، أعلن رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، عن مشاركة وفد من البرلمان على مدار يومين، أمس اﻷحد واليوم الاثنين، في مراسم إحياء ذكرى سقوط الطائرة الروسية، كما يشارك في القداس المُقام بهذه المناسبة بمدينة شرم الشيخ.

وقال عبد العال، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب إن الوفد يترأسه وكيل مجلس النواب السيد الشريف، وعدد من نواب محافظة جنوب سيناء، إلى جانب رئيس لجنة السياحة والطيران المدني، سحر طلعت مصطفى.

ذات صلة

الصورة
أبناء قبائل في مصر يطالبون بالعودة إلى قراهم في شمال سيناء (فيسبوك)

مجتمع

أعلنت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، أن محكمة عسكرية مصرية، قررت تجديد حبس 11 من أبناء سيناء، على خلفية القضية المعروفة إعلاميًا بـ"تظاهرات حق العودة".
الصورة
جنود مصريون قرب معبر رفح، أكتوبر الماضي (كيريلوس صلاح/فرانس برس)

سياسة

عبّرت القاهرة عن غضبها بسبب الخرائط التي نشرها جيش الاحتلال أخيراً، ويظهر فيها الأراضي المصرية المتاخمة للحدود مع غزة.
الصورة

سياسة

على مدار العقود الماضية، كانت الحدود المصرية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل عام 1948، خاصرة رخوة للاحتلال، فتارةً تشهد عمليات ينفذها أفراد من الجيش المصري، أو مسلحون من جماعات جهادية مختلفة، أو اقتحامات من قبل شبكات تهريب المخدرات والبشر.
الصورة
مشتل للأزهار على أنقاض الحرب في الموصل العراقية

مجتمع

مناظر الخراب والأماكن المدمرة التي خلفتها الحرب الأخيرة ضد تنظيم داعش الإرهابي، لم تكن عائقاً أمام طموح أهالي مدينة الموصل شماليّ العراق، لإعادة الحياة إلى سابق عهدها وإزالة الأنقاض منها.

المساهمون