ليبيا: الحل يسابق التصعيد

ليبيا: الحل يسابق التصعيد

25 اغسطس 2015
تعثر الحوار سينعكس تصعيداً في المعارك الميدانية(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
تكشف التطورات الليبية السياسية والميدانية المتلاحقة، والتصريحات الدولية وتحديداً الإيطالية في ما يتعلق باحتمال تدخل قوات عسكرية تابعة للأمم المتحدة في ليبيا على غرار قوات الـ "يونيفيل" في لبنان، أن الأزمة الليبية تتجه نحو مزيد من التعقيد، في استباق لجولة جديدة من الحوار في مدينة الصخيرات المغربية.
وفيما يفترض أن يستأنف حوار الصخيرات، بعد غد الخميس، لبحث تشكيل حكومة وحدة وطنية وكيفية إدراج تعديلات وتحفظات المؤتمر الوطني الليبي العام بطرابلس (المنتهية ولايته) على الاتفاق السياسي، بعد المشاورات التي أجراها المبعوث الأممي برناردينيو ليون ووفد المؤتمر، خلال الأيام الماضية، شكلت التسريبات عن توجه حكومة طرابلس برئاسة خليفة الغويل إلى تقديم تشكيلة حكومية جديدة من 12 وزارة، اليوم الأربعاء، ضربة استباقية لحوار الصخيرات.
وتعكس الخطوة التي تتضمن تقليص عدد الوزارات، في حال تمت اليوم، عجز المبعوث الأممي عن التوصل إلى نتائج إيجابية ترضي المؤتمر الوطني الذي تنبثق عنه حكومة الغويل التي يطلق عليها "حكومة الإنقاذ الوطني".

اقرأ أيضاً مراقبون ليبيون: الحل ليس بيد الجامعة العربية

من جهته، نأى اللواء خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي المنبثق عن مجلس نواب طبرق (المنحل بحكم من المحكمة الدستورية)، بنفسه عن حوار الصخيرات، محاولاً تقديم نفسه على أنه معني حصراً بـ "مواجهة الجماعات الإرهابية وبناء القوات المسلحة". لكنه استدرك بالقول "إذا كانت هناك نتائج إيجابية في صالح الشعب الليبي فنحن معها، وإذا كانت هناك نتائج سلبية نحن لسنا معها". في موازاة ذلك، استغل حفتر تواجده في الأردن لإطلاق سلسلة تهديدات عسكرية، متحججاً بأن قواته تحارب "الإرهاب نيابة عن العالم وليس فقط نيابة عن العرب أو ليبيا"، ومطالباً بتقديم الدعم العسكري لقواته، على الرغم من أن الطرف الرئيسي الذي يحارب "داعش" في سرت، هي قوات "المؤتمر الوطني".
وفي محاولة لتبرير فشل قواته، اتهم حفتر حكومات كل من "قطر والسودان وتركيا بدعم الإرهابيين الذين يدخلون إلى ليبيا"، على حد زعمه، مشيراً إلى أنّ "الجماعات الإرهابية كانت تركز عملها كله باتجاه بنغازي، في محاولة منهم لإخضاع المدينة كي تقع بقية المدن".
ولفت حفتر إلى أنه "يجري التحضير لعمل عسكري في مدينة سرت التي يسيطر عليها مسلحو داعش"، معلناً أنه "ستتغير الأوضاع لصالح الجيش الليبي قريباً". في المقابل، كان تنظيم "داعش" قد جدد يوم الأحد الماضي، تهديده بالتصدي لحفتر وقواته، إذ قال أبو علي الجزراوي، وهو أحد أهم قادة "داعش" في ليبيا، في تسجيل مصور "نبشر الطاغوت خليفة حفتر بالدحر والهزيمة".
دولياً، وعلى الرغم من مؤشرات تعثر الحل السياسي واستمرار المعارك الميدانية، كان لافتاً إشارة وزيرة الدفاع الإيطالية، روبرتا بينوتي، خلال تصريحات صحافية أمس الإثنين، إلى احتمال تدخل قوات تابعة للأمم المتحدة في ليبيا، على غرار قوات الـ "يونيفيل" في لبنان، وذلك بالاتفاق مع الليبيين. وتوقعت وزيرة الدفاع الإيطالية التوصل إلى اتفاق سياسي ليبي شامل قريباً، مضيفة أن اتفاق الليبيين يسمح للأمم المتحدة، بالاتفاق على الحكومة الليبية الجديدة وعلى تشكيل قوات لحفظ الأمن خلال إطار أمني محدد، مشيرةً إلى أن آلية عمل هذه القوات مختلفة عن تلك التي كانت عام 2011 عندما تدخل حلف شمال الأطلسي، لإسقاط النظام في ليبيا. ودعت بينوتي، إلى تركيز كل الجهد على ليبيا لوقف توافد المهاجرين إلى أوروبا، ومواجهة تنظيم "داعش". واقترحت أن تكون إيطاليا مركز القيادة لقوات الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً ليبيا: كرة الأزمات تكبُر

المساهمون