"نار الأناضول"... 20 عاماً من الفن العابر للحدود

تتنقل بين قارات العالم منذ عقدين، ولا تتوقف عن تقديم العروض الفنية، التي تمزج بين الرقص الشرقي والغربي، فمن رقصات الباليه إلى الرقصات الشعبية القديمة، وانتهاءً بالرقص الحماسي الحديث، تعمل فرقة "نار الأناضول" التركية على إمتاع كل من يحضر حفلاتها.

وتقوم الفكرة الأصلية لهذه الفرقة على تلاقي الحضارات ودمج الثقافة الشرقية بالثقافة الغربية، إذ يؤمن القائمون عليها بأنهم يستطيعون تقديم الكثير من رسائل السلام إلى العالم، على شكل لوحات فنية ممزوجة بتاريخ الأناضول القديم، ورقصاتها والموسيقى الشعبية الخاصة بها.

وقد أطلق فكرة الفرقة مصطفى أردوغان الذي بدأ بالمشروع باسم "سلاطين الرقص" في العام 1999، محققاً بذلك حلمه الذي كان يراوده منذ سنوات، ونشر بعد ذلك إعلانات في الصحف باحثاً عن مجموعة من الراقصين.

ومن بين 750 متقدماً اختار 90 شاباً وشابة، لتبدأ بعدها مرحلة التدريب المكثف لهم والتي استمرت لمدة عام ونصف متضمنة دروساً في الرقص الشرقي والغربي ورقصات الأناضول وتدريبات اليوغا أيضاً.

وفي الثالث من مايو/أيار عام 2001 بدأت الفرقة بأول عروضها الراقصة في تركيا، وكانت إدارة الفرقة تخطط لإقامة أربعة عروض في البلاد، ثم الانتقال من بعدها إلى دول عالمية لتقديم عروض مختلفة فيها، ولكن الإقبال الشديد الذي لقيته عروضها داخل تركيا ونفاد تذاكر حفلاتها مبكراً دفعها لتقديم المزيد من العروض داخل تركيا خلال بقية العام.

وفي العام التالي مباشرة بدأت الفرقة بالمشاركة الدولية في محافل مختلفة متنقلة بذلك بين 97 دولة حول العالم، منها أميركا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والمكسيك، والصين، واليابان، وماليزيا، ومصر، وسورية، وقطر، ولبنان، والأردن، وقدمت ما يزيد عن أربعة آلاف عرض، حضرها أكثر من أربعين مليون شخص حول العالم، وفق ما يوضحه الموقع الرسمي للفرقة.

وإلى جانب المعجبين بالفرقة في تلك الدول، فقد حضر حفلاتها أيضاً قادة دول ووزراء وسياسيون ورجال أعمال، وذلك لقدرتها على كسب إعجابهم وتقديمها لأجمل ما لديها من عروض راقصة متنوعة.

وترسم هذه الفرقة برقصاتها وأزيائها المزركشة والجميلة لوحات فنية بديعة من خلال حركاتها المنظمة والمنسقة بدقة متوافقة مع موسيقى تراثية بمقطوعات ذات إيقاع متباين بين الهادئ والصاخب والبطيء والسريع.

وبذلك أصبحت فرقة نار الأناضول من أشهر فرق الرقص الجماعي في العالم، وقد حققت رقمين قياسيين في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، الأول لتقديم أسرع عرض راقص بمعدل 241 خطوة في الدقيقة، والثاني بوصفها صاحبة أكبر جمهور في أحد عروضها الذي وصل إلى 400 ألف شخص، وقدمته في مدينة "أريغلي" التركية الواقعة بمنطقة البحر الأسود.

وتضم الفرقة طاقماً من الراقصين من 250 شخصاً، ويمكن أن تقدم الفرقة ثلاثة عروض في الوقت نفسه، وفي ثلاث مناطق مختلفة نتيجة لطاقمها الكبير.

وتحرص الفرقة على تقديم عروض مختلفة ومتوزعة على أيام العام في مدن تركيا وخارجها، إلا أنها تقدم عروضاً شبه مستمرة في مدينة أنطاليا، خصوصاً في شهر إبريل/ نيسان وفي فترة الصيف، في مركز العروض Antalya Aspendos Arena، وبحضور عشرات الآلاف من السياح الأجانب والأتراك.

وتملك الفرقة أكاديمية لتعليم الرقص، تتوزع فروعها بين مدن إسطنبول وأنقرة وأنطاليا وغازي عنتاب وكوجايلي. وخلال السنوات الأخيرة أصبحت تلك المعاهد التعليمية وجهة للمئات من هواة تعلم الرقص أو حتى المعجبين بالفرقة، والذين يطمحون لأن يكونوا من أعضائها.