تربية الحمام... هواية محببة ومربحة

تربية الحمام... هواية محببة ومربحة

29 نوفمبر 2015
أبراج الحمام تزيّن الريف المصري (Getty)
+ الخط -

من أجمل المشاهد التي يمكن أن تُرى في الريف المصري هي أبراج الحمام البيضاء ذات الشكل الهرمي، والتي تقع في وسط الحقول الخضراء، حيث ينطلق الحمام منها وإليها في لقطات طبيعية رائعة.

وتربية الحمام إلى جانب أنها هواية محببة لكثيرين، تُعد حرفة تدر ربحاً وفيراً، وتختلف أنواع الحضائر أو الأعشاش التي تُبنى للحمام، لكن الأبراج التقليدية المجوفة من الداخل بطابعها المعماري الموروث لا تزال أحد أشكال الهوية التي يمتاز بها الريف المصري، إذ تُبنى الأبراج في أحواش أو فوق أسطح البيوت.

تمتاز المناطق التي تشيد فيها تلك الأبراج بالقرب من مناطق المياه المفتوحة كالترع، كما يوفر أصحابها الحبوب كالعدس والقمح والذرة بكميات مناسبة حتى لا تتطفل أسراب الحمام على المحاصيل المجاورة، أو تهرب لأماكن أخرى أكثر كرماً. وأيضاً ينبغي توفير مساقي المياه النظيفة بصورة مستمرة داخل الأبراج بجوار الحبوب.


والأماكن الجافة هي الأنسب لبناء الأبراج لأن الرطوبة تجذب الحشرات الضارة، وتؤذي جسم البناء الذي يكون من الطين اللبن الذي يحتفظ لغرفة البرج بدرجة حرارة مناسبة ويقلل من الآفات وبالتالي لا يدفع الحمام للهروب.

كلما كانت مساحة الأرض التي يبنى عليها البرج أكبر كلما كان أفضل لتسهل حركة الطيور بداخله، ويفضل ألا يقل المسطح عن 30 متراً مربعاً، وفي داخل البرج تبنى مئات الأعشاش الفخارية (القواديس) بشكل منتظم في الجدار الداخلي، كي يعيش فيها الحمام ويبيض، إذ يخصص لكل زوج من الحمام العش الخاص به لتحقيق معيشة كاملة منفصلة عن الأزواج الأخرى. في العادة تكون لفتحات التهوية الخارجية نفس عدد القواديس الداخلية. كما يتم إنشاء عروق منتظمة من الخشب حتى يقف عليها الحمام خارجياً وداخلياً.

وتتعدد أنواع الحمام المنتشرة في مصر فهناك البلدي والهندي والكنج والجبلي والبربري وغيرها من الأنواع الشهية الطعم. كما توجد أنواع أخرى من حمام الزينة كالهزاز والنمساوي والنفاخ، وأيضاً يهتم بعض الهواة بتربية الحمام الزاجل الذي كان وسيلة بريدية تقليدية قديماً، ولا تزال تعقد مسابقات بين الحمام الزاجل تقوم على دقة الحمام وسرعة وصوله مقياساً للتميز.

ولتربية الحمام بعض المشاكل التي يجب على المربي أن يعيها جيدًا حتى يحقق لمشروعه الربحية المطلوبة. فهناك منافسة قوية غير مباشرة، حيث يقبل المستهلك على لحوم الدواجن والأرانب والطيور الأخرى، حيث يعتبر البعض لحم الحمام من مظاهر الرفاهية التي يلجأ لها في المناسبات الخاصة فقط. هذا إلى جانب ضعف الطلب صيفًا على لحم الحمام، حيث يزيد إنتاجه؛ لذا يجب أن يكون لدى المربي خبرة تسويقية جيدة، وهو عنصر غير متوفر بشكل جيد. هذا بالإضافة إلى أنه مشروع يستلزم العمل سبعة أيام في الأسبوع، حيث إن الإهمال في النظافة والتغذية يؤدي إلى نقص الإنتاج. كما أن أعمال النظافة مجهدة.

إقرأ أيضاً: (فيديو)ماذا غنّى محمود حميدة مع باسم يوسف في تونس؟

المساهمون