فلة الجزائرية: أعتزل... لا أعتزل

فلة الجزائرية: أعتزل... لا أعتزل

05 مايو 2018
(فيسبوك)
+ الخط -
في آذار/ مارس الماضي، ظهرت المغنّية الجزائرية فلّة عبابسة (المعروفة بـ فلّة الجزائرية)، عبر قناةٍ تلفزيونية محليّة لتُعلن، وهي تذرف الدموع، اعتزالها الفن، بسبب ما سمّته "تعرُّضها إلى التهميش والنكران". وحين سألها المذيع عن إمكانية تراجعها عن القرار، أجابت قائلةً: "مستحيل، هو قرار لا رجعة فيه".
رغم الصدى الإعلامي الواسع الذي أثاره إعلان الاعتزال، رأى كثيرون أنه، ربّما، لا يخرُج عن لعبة "الشو" الإعلامي التي تُميّز إطلالات فلّة التلفزيونية، خصوصاً أنه يأتي مع اقتراب صدور ألبومها الغنائي الجديد الذي أطنبت في الحديث عنه خلال المقابلة، واعتبرت أنه "من أروع الألبومات" في مسيرتها الفنّية.
لم تكُن تلك المرّة الأولى التي تشتكي فيها عبابسة من "التهميش" في بلدها؛ ففي 2014، نشرت المغنّية فيديو، على فيسبوك، وهي تبكي وتُخاطب مسؤولين جزائريّين قائلةً: "حرام عليكم. أعيشُ حالة تشرُّد ولا أملك حتّى ما آكله"، فتباينت ردود الفعل، حينها، بين متعاطفٍ يرى أن كلامها يعكس الوضع المزري الذي يعيشه الفنّان الجزائري، وبين من يتّهمها بالمبالغة.
أيّاً كان، فإن العارفين بمزاجية المغنيّة الجزائرية لم يأخذوا قرارها على محمل الجد، وتوقّعوا تراجعاً سريعاً عنه. وبالفعل، وبعد أيّامٍ قليلة، عادت فلّة لتُوضّح، عبر قناةٍ محلّية أُخرى، أنها لم تقصد بكلامها اعتزال الفن، بل عدم المشاركة في أنشطةٍ فنيّة إذا استمرَّ مدير "الديوان الوطني للثقافة والإعلام"، لخضر بن تُركي، في منصبه، مُتّهمةً الرجل، الذي وصفته بالشخص ذي النفوذ والجبروت، بإقصائها من المشاركة في المهرجانات الفنيّة التي تُقام في الجزائر، مُضيفة: "إذا شعرتُ بأن الأمور لم تتغيّر، سأحمل حقائبي وأُهاجر إلى بلدٍ آخر".
تزامَن إعلان الاعتزال مع حصول فلّة على "جائزة سعاد محمّد" الموسيقية التي يمنحها "مكتب الأمم المتّحدة للفنون لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا"، في مصر. حينها، أشاد وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، بالمغنّية، معتبراً الجائزة "تأكيداً على موهبتها وثراء وتميُّز مسارها الفني". غير أن الوزير لم يُعلّق على قرار الاعتزال.
أخيراً، عاد اسمُ ميهوبي ليتردّد، بقوّة، على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر موقع "ألجيري بارت"، نقلاً عمّن سماها "مصادر موثوقة"، أن الوزير منَح فلّة مبلغاً مالياً بقيمة 400 مليون سنتيم جزائري (قرابة عشرين ألف دولار).
وربط الموقع "المنحة" بتصريحات فلّة وآخرها تلك التي أدلت بها في برنامج "المكتب الثاني" على قناة "إم تي في" اللبنانية وكرّرت فيه ما قالته سابقاً، في إشارةٍ إلى أنها محاولةٌ لشراء صمتها، مضيفاً أن الخطوة أثارت انزعاج عددٍ كبيرٍ من إطارات وزارة الثقافة الذين اعتبروا أن هناك الكثير من الفنّانين الجزائريين الذين يعيشون ظروفاً مادية صعبة، وهم أولى بالمساعدة من فلّة.
لم تُعلّق فلّة، التي اختارتها منظّمة "IABP" و"نقابة ممثّلي المسرح والإذاعة والسينما اللبنانية" و"لجنة مهرجان أفضال الدولية" سفيرةً للفن في العالم العربي، الإثنين الماضي، على الموضوع. لكن وزير الثقافة اعتبره في تصريح لصحيفة "الخبر" الجزائرية بأنه محض كلام فارغ، مضيفاً: "من حقّها أن تُعبّر عن موقفها عندما تشعر بأنها تعرّضت للإهانة أو عانت من إقصاء مورس عليها من إحدى المؤسّسات التابعة لقطاع الثقافة، فإذا كان هذا حدث، فإنني سأنحاز للفنان ولن أُغطّي على تصرّف غير ثقافي وغير مهني من مؤسّسة هدفها خدمة الفنّانين والمبدعين".
وأوضح الوزير: "عندما شاهدتُ الفنانة الجزائرية فلّة في برنامج تلفزيوني تُعلن اعتزالها الفن بسبب ما تتعرّض له، اتصلتُ بها ودعوتها إلى عدم استعجال أمر الاعتزال. وهذا طبيعي من وزير هدفه رعاية العمل الثقافي ومتابعة أوضاع الناشطين فيه".

المساهمون