صراع عروش وحرب نجوم

صراع عروش وحرب نجوم

14 مايو 2019
حازت الحلقة 4 على أسوأ تقييم للجمهور (فرانس برس)
+ الخط -
في فبراير/ شباط 2018، أعلنت شركة "ديزني" اختيار ديفيد بينوف ودي.بي وايس، صانعي وكاتبي مسلسل Game of Thrones الذائع الصيت، لتولي مهمة إنتاج وكتابة ثلاثية جديدة من ملحمة Star Wars بخط زمني وشخصيات مختلفة عن السلسلة الأصلية التي بدأت عام 1977، وسيصدر جزؤها التاسع أواخر العام الجاري. استقبل الخبر بحماسة شديدة، نظراً للشعبية الهائلة لـ"لعبة العروش"، وتشابه بعض معطيات عالمه مع "حرب النجوم"؛ من ناحية الملحمية والصراع ومساحة الميثولوجيا، وأصبح الجميع منتظراً لما يمكن أن يضيفه بينوف/ وايس للمجرة البعيدة، في ثلاثيتهم المرجح أن تبدأ في أواخر عام 2022.

كل هذه الحماسة فترت مع بداية عرض الموسم الأخير من المسلسل في منتصف الشهر الماضي، قبل أن يتحول لقلق وشكوك لا تحصى إثر عرض الحلقة الثالثة (التي تحمل اسم "الليلة الطويلة")، ثم الرابعة (باسم "آخر الستاركس"). صحيح أن المسلسل كان قد انحدر مستواه بشدة في موسمه السابع الذي عرض عام 2017، تحديداً من ناحية السيناريو وسير الأحداث، إلا أن قرار شبكة HBO مع صنّاعه الانتظار عامين قبل عرض الموسم الثامن والأخير، جعل الجمهور والمتابعين ينتظرون تحسناً واضحاً في إغلاق خيوط الملحمة الممتدة منذ 2010. ولكن هذا لم يحدث، لينال الموسم حالياً هجاءً عنيفاً ومستمراً من أغلب المتابعين، وصل لدرجة أن الحلقة الرابعة نالت أقل تقييم في تاريخ المسلسل (من بين 71 حلقة) على موقع IMDB المعتمد على تصويت الجمهور. المتهمون الأساسيون في هذا الانحدار كانوا بينوف ووايس؛ وبدلاً من كونهما "صناع الملحمة"، أصبحا الرجلين اللذين فشلا في الحفاظ على المسلسل في الموسمين الأخيرين بعد نهاية أحداث الروايات المقتبس عنها، وزاد الأمر سوءاً خروج جورج مارتن مؤلف الكتب، وتعبيره عن غضبه من سير الأحداث في الموسمين الأخيرين، والاستعجال الشديد في أغلب الخطوط ومصائر الشخصيات.
الأثر الجماهيري لذلك على مستقبل Star Wars أتى واضحاً وسريعاً للغاية؛ محبو السلسلة لم يعد لديهم الرغبة في وضع الثلاثية الجديدة بيد بينوف/ وايس، وهو أمر يظهر بشدة على موقع تويتر وفيديوهات يوتيوب، وخصوصاً أن المخرج المحتمل للتعاون معهما هو ريان جونسون، مخرج The Last Jedi، الذي عرض عام 2017 ونال ردود فعل متفاوتة ولكن أغلبها سلبي نظراً لـ"عدم حفاظه على إرث حرب النجوم". ومع دخول جونسون نفسه إلى الجدل المثار حول موسم "لعبة العروش"، وكتابته تغريدة مثيرة للجدل على موقع تويتر يسخر فيها من منتقدي حلقة "الليلة الطويلة"، ازداد الأمر توتراً وصخباً ورفضاً من قِبَل جمهور المجرّة البعيدة، واعتبر البعض منهم أن هذا التعاون سيكون كارثياً على مستقبل السلسلة.
من المستبعد قطعاً أن تقرر "ديزني"، وفي هذا الجدول الزمني الضيق للغاية، استبدال خططها واستبعاد بينوف ووايس، فأحد تفسيرات الاستعجال في إنهاء "لعبة العروش" رغم نجاحه التاريخي، وحاجته للاستمرار موسمين آخرين على الأقل لغلق خطوطه المتناثرة؛ هو رغبتهما في الانتقال للسينما والتفرغ لمشروع "حرب النجوم". لذلك، فإن خطط "ديزني" الطويلة لن تلغى بتلك السهولة، ومهما كان الضغط الجماهيري، المرجح في المقابل أن تقل مساحة الحرية والثقة التي تمنحها لهما "ديزني"، سواء في سيطرة الاستوديو على بعض التفاصيل، أو حتى تعيين كتاب آخرين بمهمة الحفاظ على "روح السلسلة"، وذلك بهدفٍ أساسي هو ألا تتأثر عائدات شباك التذاكر مثلما حدث مع The Last Jedi؛ الذي حقق 1.3 مليار دولار في الوقت الذي كان ينتظر منه أن يحقق مليارين على الأقل.

المساهمون