نشطاء يعترضون مسرحية لممثلة إسرائيلية في أمستردام

نشطاء يعترضون مسرحية لممثلة إسرائيلية في أمستردام

28 سبتمبر 2014
جانب من مظاهرة ضدّ إسرائيل في أمستردام (العربي الجديد)
+ الخط -

ما إن أعلن مهرجان "سبوت أون تياتر" الهولندي عن اختيار إسرائيل، ضيفاً شرفياً في دورته لهذا العام، حتى اتّخذت العاصمة الهولندية، أمستردام، الكثير من الاحتياطات الأمنية حول المسارح التي ستستضيف فعاليات المهرجان المسرحي المدعوم مباشرة من السفارة الإسرائيلية في هولندا، لكنّ هذا لم يمنع خروج العديد من النشطاء السياسيين الهولنديين والعرب في مظاهرات كبيرة، للتنديد بهذ الاختيار، خصوصاً بعد المذابح البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال في حرب غزّة الأخيرة.
وجاء إعلان المهرجان عن استضافته الممثلة الإسرائيلية المعروفة، ليا كونيخ (مواليد 1929) والتي تلقب بأمّ المسرح الإسرائيلي، لتقدّم عرضاً مسرحياً ضمن عروض المهرجان، ليزيد من أعداد المحتجّين، وينذر بوقوع ما لا تحمد عقباه، وهو ما حدث بالفعل ليلة العرض الأول لمسرحية الممثلة الإسرائيلية، فبعد مرور نصف ساعة من بدء العرض، قام عشرة نشطاء كانوا في الصفوف الخلفية لقاعة المسرح بالهتاف بمقاطعة إسرائيل بوصفها بلداً يحتلّ بلداً آخر، ورفع بعضهم العلم الفلسطيني، ما دفع الممثّلة الإسرائيلية ومرافقها على آلة البيانو إلى الصمت، حتى تولّى رجال أمن المسرح وبعض الحاضرين إخراج المعترضين خارج القاعة.
وقد أوضح "فرانك فان در لينده"، أحد النشطاء السياسيين المنظّمين لحركة الاحتجاج، فيما بعد، عبر بيان له على موقعه الإلكتروني الشخصي، أنّ حركتهم المعترضة على وجود إسرائيل كضيف شرف للمهرجان المسرحي سببها هو الإبادة العرقية التي تنتهجها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وهو ما رآه العالم أجمع في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وأيضاً لأنّ استضافة إسرائيل كضيف شرف لدورة هذا العام من المهرجان يهدف إلى تبييض وجه إسرائيل ثقافياً أمام الشعب الهولندي، والدليل على ذلك الدعم الماديّ الكبير الذي تلقّته إدارة المهرجان من السفارة الإسرائيلية في أمستردام.
تناولت العديد من الصحف الهولندية الحركة الاحتجاجية بوصفها حركة لا ضرورة لها، بل و"تسيء إلى صورة هولندا أمام الإسرائيليين"! وكان الأمر سيمرّ بصمت ويُطوى بسرعة، لولا نشر إدارة المهرجان المسرحي، في اليوم التالي للعرض المسرحي، على موقع المهرجان الإلكتروني، مقطع فيديو يصوّر ما قام به النشطاء السياسيون من احتجاج ومقاطعة للعرض المسرحي للممثّلة الإسرائيلية، في محاولة من إدارة المهرجان لإظهار المعترضين على أنهم يفتقدون لأبسط قواعد احترام الفن المسرحي، إلا أن مقطع الفيديو المنشور أتى بنتائج عكسية لم تكن تتوقعها إدارة المهرجان أو القائمين عليه، حيث أظهر الشريط اعتداء بعض الحاضرين من الجمهور بالضرب على عدد من النشطاء والمحتجّين، ومن بينهم فتيات ونساء، وسرعان ما بدأت تظهر كتابات صحفية عديدة تدين العنف المفرط الذي واجه به الحضور النشطاء.
من ناحيته، قام "فرانك فان در لينده" بنشر فيديو آخر صوّره بنفسه من داخل قاعة العرض (مرفق)، يُظهر جانباً إضافياً من تعامل الشرطة وأمن المسرح العنيف مع المحتجّين، والذين انتهى الحال ببعضهم بإلقاء القبض عليه، فيما أطلق سراح بعضهم الآخر بعد ساعات من التحقيق معهم من قبل البوليس الهولندي.

المساهمون