"تانغو": بين الواقع والتشويق

20 مايو 2018
أبطال "تانغو" (lbci)
+ الخط -
يُشكل مسلسل "تانغو حالة قد تكون بالنسبة للمتابع عادية جداً أمام طائفة من المسلسلات العربية التي تغزو الشاشة في موسم رمضان. لكن حكاية "تانغو" تخرج بعد الحلقة الأولى عن قائمة المسلسلات المُشتركة المتشابهة، أو تلك التي تبحث عن هوية، لنجد أنفسنا أمام، قصة واقعية، تبدأ بصداقات وتنتهي بجريمة قتل، لأسباب مجهولة حتى الحلقة الثالثة.

تلعب دانيلا رحمة "فرح" أول أدوارها بعد أن دخلت عالم الضوء عن طريق تقديم البرامج، واستطاعت أن تحقق لنفسها مكانًا جيداً. والواضح أن المخرج رامي حنّا حاول الاستثمار في منحها دوراً رئيسيًا يكاد يكون مغامرة، أو منافسة غير مضمونة، في البازار الرمضاني الذي أعاد حنّا إلى الدراما بعد غياب دام أربع سنوات.
محاولة واقعية في محتوى "تانغو" يضعها المخرج أمامنا، وينقل قصة شخصين متزوّجين، تعارفا صدفة في أحد النوادي الليلية. بعد الاستلطاف، تبدأ قصة حب خاطفة بين "عامر" باسل خياط المتزوج، من "لينا" دانا مارديني، وبين "فرح" دانيلا رحمة المتزوجة من "سامر" باسم مغنية.
يمزج حنّا بين الماضي والآن. يُظهر ذلك مدونّا أسفل الشاشة، ويحرك طقوس الشخصيات بين الأمس والقريب والحاضر، بطريقة تُنبئ المشاهد بمزيد من الحماس والانتظار. قدرة جيدة، في الحلقات الثلاث الأولى، أو لعلها وسيلة سهلة لإقناع المشاهد، وتركيزه على التقاط "القطبة" أو القصد من وراء الخلط بين الماضي والحاضر. مدربة الرقص، فقدت في سيارة صديقها بعد حادث سير مروّع، تختفي وتظهر في ظروف غامضة.

تقصّد المخرج من الحلقة الأولى إشراك المشاهد في البحث والتساؤل حول ما يحصل، بطريقة مقنعة تماماً، في أداء الفريق المؤلف من الشخصين ومفتش المباحث "طلال الجردي" الذي يدخل بسرعة على الخط، والسياق الدرامي للمسلسل. ولا يقف عند حدود عمله البوليسي، بل يحاول الكاتب والمخرج الدخول في تفاصيل حياة المفتش الخاصة، وصراع زوجته على الحمل، وفشلها المستمر في تحقيق أمنيتها في الأمومة.
اللافت أيضاً، كان لعب المخرج على الأحوال النفسية وحركات الممثلين في "تانغو" والتساؤلات الكثيرة التي لا تجد إجابات لها في الحلقات الأولى كنوع من التشويق والمبارزة. لعلّ أفضلها طريقة أداء باسل خياط تحديداً، وهي غير مُستجدة، بالنسبة له، بعد أن زرعها السنة الماضية في مسلسل "30 يوم"، وأخرج من الصراع النفسي والتماسك الدرامي في نقل الشخصيات ما يُشهد له، وبالتالي تكرّس ذلك ولو بجرعة أقل في "تانغو" هذه السنة. الزوج المعجب بامرأة متزوجة، وعلى علاقة طيبة بزوجها، يسجل بعض المواقف والمشاهد التي تشدّ من عزيمة المتفرج، وتضعه أمام وجبة جيدة فيها كافة عناصر الدراما وإجابات حول مواقف عادية تعترض كل متابع، يقع فريسة في الإعجاب من الدقائق الأولى، ويبدأ في رحلة الصراع، فكيف اذا كان متزوجاً، ومن أحبها متزوجة أيضاً.

لا مغالاة عند رامي حنّا، على العكس تماماً، إشارات إلى بعض التفاصيل الصغيرة، التي تُسهم إلى حد ما في إثارة وإقناع المشاهد، ما يحفزه على المتابعة، وألا يقف عند حدود أو التزام بالورق أو السيناريو. بل يترك العنان لحرية الممثل بعد أن يمده بجرعات من النصائح والتفاعل مع الدور ليبدو أكثر إقناعاً.
دلالات
المساهمون