تونس: بوادر أزمة في النقل التلفزيوني لمباريات كرة القدم

تونس: بوادر أزمة في النقل التلفزيوني لمباريات كرة القدم

04 اغسطس 2015
خلال مباراة سابقة للمنتخب التونسي أمام المغرب (العربي الجديد)
+ الخط -


في خطوة مفاجئة، أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم عن منح جزء من حقوق البث التلفزيوني لبطولة الرابطة المحترفة الأولى خارج التراب التونسي لمدة ثلاث سنوات، لشركة B4 Productions.

وأوضحت الجامعة التونسية لكرة القدم أن "هذه الشركة قدمت أفضل عرض مالي، وستتولى نقل بعض المباريات تلفزيونياً إلى منطقة الخليج العربي وشمال إفريقيا، في حين حافظ على النقل الحصري داخل تونس، التلفزيون التونسي الرسمي، بالنسبة للرابطة المحترفة الأولى وقناة "حنبعل تي في" بالنسبة للرابطة المحترفة الثانية إلى نهاية العام 2016".

وذكرت الجامعة في بيانها أنّها "استشارت التلفزيوني التونسي الرسمي الذي شارك ممثلوه في جلسة عمل مع الشركة الفائزة بالعرض"، لكنّ الإعلان أثار غضب المسؤولين في التلفزيون الرسمي التونسي، والذين بادروا بدورهم إلى نشر بلاغ رسمي، يُكذّب ما أوردته الجامعة التونسية لكرة القدم.

وقالوا "تُعلم التلفزة التونسية الرأي العام، أنه وفي خرق لمقتضيات العقد الذى يربطها بالجامعة التونسية لكرة القدم،  أنّه لم يقع تشريكها فى المفاوضات التي جرت مع الأطراف الأجنبية وإنما تم مجرد إعلامها".

وأضافت: "وباعتبارها التلفزة التونسية مالكة الحقوق، فإنها لم تعطِ موافقتها خاصة حول الجوانب المالية، ولم تعطِ موافقتها على بيع الحقوق لأي قناة أجنبية خلال موسم 2015-2016".

حرب البيانات هذه، تُترجم حالة الخلاف القائم بين التلفزيون التونسي، الذي يحتكر منذ إنشاء التلفزيون حقوق بثّ مباريات كرة القدم التونسية، والجامعة التونسية لكرة القدم التي تحاول تنويع مصادر دخلها خاصة، أمام ضغط النوادي الكبرى في تونس.

واختيار قناة أبو ظبي الرياضية لنقل مباريات كرة القدم للرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم في تونس، يبقى قراراً أولياً في انتظار اجتماع المكتب الجامعي لكرة القدم، واتخاذ القرار المناسب وفقاً لما صرّح به لـ"العربي الجديد" أحد أعضاء المكتب الجامعي.

كما ينتظر التوصل إلى اتفاق تسوية مع التلفزيون التونسي قبل توقيع هذا الاتفاق، خاصةً في ظل الضغوط التي يمارسها التلفزيون كمالك حصري لحقوق البث داخل الأراضي التونسية. كما أن أية قناة تلفزيونية تشتري حقوق بثّ مقابلات بطولة كرة القدم التونسية، من المهم لها التوصل لاتفاق مع التلفزيون الرسمي التونسي، حتى تضمن تجنب بعض العوائق التقنية ومنها تمكينها من إشارة البث. وقد يوفر لها التلفزيون التونسي معداته التقنية للبث، مثلما حصل سابقاً مع عديد من القنوات التلفزيونية، سواء في نقل مباريات كأس الاتحاد الإفريقي لكرة أو رابطة الأبطال الإفريقية التي جرت في تونس.

يُذكر أنّه تم توقيع اتفاقية مع قناة "الكأس" القطرية، في الموسم الكروي الماضي، والتي بثت عدّة مباريات من البطولة المحترفة التونسية من دون أن يثير هذا الأمر إشكالاً. لكن يبدو أن عدم إشراك التلفزيون الرسمي في بيع الحقوق لقناة أبو ظبي الرياضية، هو ما أثار هذه المشكلة خاصةً، وأن التلفزيون التونسي لن يستفيد من أية موارد مالية من هذا الاتفاق على عكس ما تحقق عند الاتفاق مع قناة "الكأس" القطرية.

يُذكر أنّ التلفزيون التونسي يجني نسبة هامة من عائداته المالية من عمليات الإعلان، من نقله للمباريات الكبرى، كما يحقق نسب مشاهدة عالية باحتكاره لحقوق بث مباريات الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم التونسية.

 

دلالات

المساهمون