"داري ديكو".. برنامج تلفزيوني يبكي التونسيين

"داري ديكو".. برنامج تلفزيوني يبكي التونسيين

23 مارس 2016
تحقيق حلم أناس بسطاء أبلغ من كل الخطابات السياسية(يوتيوب)
+ الخط -
نجح برنامج تلفزيوني على قناة "الحوار التونسي" في إسالة دموع الآلاف من مشاهديه، بعد أن تمكن من تحقيق أمنية أحد عناصر الأمن التونسي الذي قتل في بيته على يد مسلحين.

عاطف الجبري هو أحد ضحايا الإرهاب في تونس، ولم يتجاوز بعد 29 سنة، من محافظة باجة في الشمال التونسي، شارك في معارك كثيرة بجهات متعددة من تونس ضد المسلحين، وشُهد له بالتفوق منذ كان يتلقى التدريبات.

سَخَّر حياته من أجل إرضاء أبويه، بشهادة أخته وأفراد عائلته، وكان حلمه أن يغيّر منزل والديه في أحد أرياف تونس.

غير أن برنامج "داري ديكو"، وهو برنامج يعنى أسبوعياً بتغيير ديكور منازل بعض المشاهدين، اهتم ببيت الجبري، وجنّد شركات متعددة تطوّعت لتقديم كل مستلزمات البيت، مجاناً.

وتمكن البرنامج من تحويل البيت إلى "قطعة من الجنة" على حد تعبير "عم خميّس" والد الجبري، وحوله من بيت ريفي بسيط الى فيلا فخمة فيها كل مستلزمات البيت العصري، وأدخلت الماء والكهرباء، ولم تغفل حتى إسطبل البقرات.

وحظي البرنامج بدعم الأهالي والجيران، وكذلك زملاء الجبري من الأمنيين الذين شاركوا بتنظيف محيط البيت، في مشهد امتزجت فيه الذكريات بدموع الحاضرين.

العم خميّس وزوجته وبقية العائلة كانوا يرددون وهم يشاهدون صورة عاطف في الصالون الجديد "حيّاً كان يرعانا، ميّتاً يرعانا أيضاً". تلك اللحظة التلفزيونية خرجت عن سائد البرامج، وجسّدت معنى التطوع والتآزر، وكفّرت عن نسيان شهداء كثر أهملتهم تونس في زحمة مشاكلها الكثيرة، ولكنها بالخصوص أثبتت قدرة التلفزيون على إثارة أحاسيس الناس، ودموعهم، بعيداً عن الابتذال. لتؤكد أن تحقيق حلم أناس بسطاء أبلغ من كل الخطابات السياسية، وأعمق من كل برامج تلفزيون الواقع.




اقرأ أيضاً: نهاية 42 عاماً... "السفير" اللبنانية تتوقف الأسبوع المقبل

المساهمون