"الحوار التونسي "و"موزاييك" يتصدران المرتبة الأولى

هاتان المؤسستان الإعلاميتان الخاصتان تحتكران أيضاً النصيب الأكبر من المداخيل من الإعلانات التجارية في تونس، حيث تحقق قناة "الحوار التونسي" أكثر من 20 مليون دينار تونسي (8.5 ملايين دولار أميركي) إيرادات مالية سنوية من الإعلانات التجارية. في حين تحقق إذاعة "موزاييك أف أم" حوالي 8 ملايين دينار تونسي (3.4 ملايين دولار) إيرادات من الإعلانات التجارية، وهو ما يعني أن المؤسستين تستأثران بأكثر من ربع مداخيل الإعلانات التجارية المقدرة بمائة مليون دينار سنوياً.

ويعود ذلك إلى الاستغلال المتبادل للوجوه الإعلامية التي تعمل في المؤسستين في الآن نفسه، وهو ما يعود عليهما بالفائدة من حيث نسب المتابعة ومن حيث العائدات المالية، هذه السياسة المعتمدة من المؤسستين تأكدت فى إعلاناتهما على البرمجة الجديدة التي تأتي بعد فترة السبات الصيفي.


وأعلنت إذاعة موزاييك عن استقدامها للإعلامي علاء الشابي صاحب برنامج "عندي ما نقلك" الاجتماعي الذي يبث أسبوعياً على قناة "الحوار التونسي"، ويحظى بأعلى نسب مشاهدة ليقدم برنامجا إذاعيا في تجربة جديدة وهو استثمار إضافي للإذاعة.


كما أعادت الإذاعة إلى برمجتها الإعلامي نوفل الورتاني صاحب العديد من البرامج التلفزيونية على قناة "الحوار التونسي"، وهي برامج تعد من علامات نجاح القناة، وهو ما تحاول إذاعة موزاييك استغلاله فى برمجتها الجديدة. كما أعلنت إدارة الإذاعة عن عودة الياس الغربي المدير العام السابق للتلفزيون الرسمي التونسي، ليقدم برنامجاً ذا طابع سياسي فى برمجتها الجديدة.

الياس الغربي سيعود أيضا إلى قناة الحوار التونسي مثلما أعلنت القناة، حيث سيعوض الإعلامي حاتم بن عمارة في تقديم برنامج "كلام الناس". وأعلنت أيضاً أن نوفل الورتاني وعلاء الشابي سيواصلان التجربة معها، في حين تمّ إنهاء التعامل مع الإعلامي سمير الوافي الذي كان يقدم برنامجاً سياسياً بعنوان "لمن يجرؤ فقط" يبث كل ليلة أحد، لكن اتهامه بالرشوة والفساد المالي والزج به في السجن دفع إدارة القناة إلى إنهاء التعاقد معه.


وسيتم تعويض برنامج "لمن يجرؤ فقط" ببرنامج "نهار الأحد ما يهمك في حد" (يوم الأحد لا تهتم بأحد) الذي تتفاوض القناة مع الإعلامية التونسية فرح بن رجب لتقديمه، خاصة بعد تجاربها في تلفزيونات عربية مثل قناتي "ال بي سي" و"أبو ظبي".

هذه الاستعدادات لعودة موسم المشاهدة التلفزيونية في تونس بعد ركود الصيف يترجم حرص القنوات الخاصة، وخاصة "موزاييك أف أم" وتلفزيون "الحوار التونسي"، على مواصلة الهيمنة على المشهد السمعي البصري التونسي الذي يتشكل من أكثر من 15 قناة تلفزيونية، وما يناهز 45 محطة إذاعية، جلّها مملوكة لرجال أعمال تونسيين ماعدا قناة "نسمة تي في" التي يملك رئيس الحكومة الإيطالية الأسبق ورجل الأعمال سيلفي برلسكوني جزءًا منها، وكذلك قناة "حنبعل تي في" التي يملك رجل الأعمال السعودي من أصل فلسطيني طارق قدادة جزءًا من أسهمها.