انقسام في موريتانيا حول النشيد الجديد

الموريتانيون منقسمون حول نشيدهم الجديد...نقاش حاد بين المدونين والشعراء على مواقع التواصل

27 سبتمبر 2017
أيّد البعض النشيد وعارضه آخرون (العربي الجديد)
+ الخط -

انقسم المدونون والشعراء في موريتانيا حول كلمات النشيد الوطني الجديد الذي أقره مجلس الوزراء وأحاله إلى البرلمان للتصديق عليه. واستأثر الحديث عن النشيد الجديد باهتمامات شعراء ونقاد ومدونين اعتبروا في تدويناتهم، على مواقع التواصل الاجتماعي، أن كلمات النشيد "لا ترقى إلى المستوى المقبول"، خاصة أن اللجنة الموكل إليها إعداد النشيد تضم نخبة من كبار شعراء البلاد، بينما دافع آخرون عن النشيد الجديد.

واعتبر بعض المدونين أن النشيد الجديد غير حماسي ولا يعبّر عن موريتانيا، لأنه ليس وليد لحظة الانعتاق من الاستعمار أو توحيد البلاد. وكتب الناشط عبد الفتاح الداه متهكماً على كلمات النشيد "الأناشيد الوطنية المعبرة والجميلة تكون وليدة المحن والتضحيات، اسجنوا لجنة النشيد أو ألقوهم في غيابات جب لمدة شهر، وسترون بم يرجع المسجونون".

واعتبرت الناشطة مريم الشيخ أن اختيار آية "إن مع العسر يسراً" ليتضمنها النشيد إشارة واضحة إلى ما تعيشه موريتانيا، وكتبت على صفحتها "إن مع العسر يسراً عنوان المرحلة التي تعيشها موريتانيا في الوقت الحالي". وكتب المدون المختار السالم "فعلاً الآن أصبحت هناك ضرورة قصوى لتغيير النشيد الوطني".

واستغرب بعض المدونين كيف أن لجنة تضم كبار الشعراء تخرج بهذا النشيد، فكتب المدون المعروف حبيب الله أحمد، على صفحته: "أغلب الظن أن النشيد الحالي أعد على عجل من طرف عضو واحد من أعضاء اللجنة".


وتابع: "من الصعب تصديق أن تلك الكوكبة اجتمعت عليه، فالأمة لا تجتمع على كل هذا "الضلال الإبداعي"... لغة مكسرة وأسلوب مذبوح بسكاكين التكلف وارتباك يصعد بنا إلى الثريا ثم يعيدنا لمحاولة الصعود إليها وينتقص من بلدنا ويختصر اسمه، وهو ما لا يليق في الأناشيد الوطنية".

واعتبر بعض المدونين أن النشيد الجديد عبارة عن "كوكتيل" من العبارات المستنسخة من أناشيد دول عربية، كما اعتبر آخرون أن النشيد لا يعبر عن بلد المليون شاعر. وكتب المدون مصطفى ولد محمذن: "إبداع يكفيه شاعر واحد، وما أكثر الشعراء في هذه البلاد؟ لكن عندما يكون الإبداع تابعا لرغبة سياسية ويكون المبدعون أسرى رأي لجنة مكوّنة من بعض مستشاري الرئيس يعتبرون الشعر كارثة والشعراء فضيحة بشرية، فهل تنتظر نصاً يمت إلى الإبداع بصلة؟".

في المقابل، دافع بعض المدونين عن النشيد، فكتب الناشط سيدي محمد بهاد "ليس النشيد المقترح بهذا السوء الذي يُنعت به، لكن وجود شعراء مبدعين في اللجنة دفعنا إلى توقع الكثير من الإبداع والألق الشعري، مع ذلك لا يخلو المقترح من معان سامية وروح وطنية عالية... وتبقى الملاحظات واردة ذكر يعرب في متن النشيد الجديد تأكيد لعقدة الانتماء التي تلاحقنا، وكان من الأولى تفاديه".

وكتب المدون لمهابة ولد بلال: "كل الأناشيد في الدنيا على هذا الطراز، ليس مطلوباً قصيدة عصماء، بل كلام موزون مفهوم حماسي سهل الحفظ، وهذا ما تضمنه النشيد الجديد".



 



دلالات

المساهمون