المغرب: سلطة "الميديا" أقوى من الحكومة

المغرب: سلطة "الميديا" أقوى من الحكومة

23 ديسمبر 2014
أوزين (تويتر)
+ الخط -
يبدو أن المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في المغرب تمتلك قوة ضغط أقوى من تلك التي توجد في جعبة الحكومة نفسها، إذ يرى مراقبون أن قرار الملك محمد السادس بتعليق أنشطة وزير الرياضة، جراء "فضيحة الملعب العائم"، جاء استجابة لسلطة "الميديا".

وكان العاهل المغربي قد أمر بتجميد مهام وزير الرياضة، محمد أوزين، من القيام بأنشطته إلى أن تصدر نتائج التحقيق الجاري بخصوص من يقف وراء المهزلة التي شهدها ملعب الرباط بمناسبة كأس العالم للأندية، عندما تحول إلى ملعب عائم بسبب الأمطار.

وبمجرد اندلاع ما سمي "فضيحة ملعب الرباط"، عندما تناقلت وسائل الإعلام الدولية مشاهد من تحول رقعة الميدان إلى مسبح كبير، قبل أكثر من أسبوع، حتى امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بالاحتجاجات ضد الحكومة، ووزير الرياضة خصوصاً.

وطالب معلقون وقراء كثيرون في المغرب بتطبيق مبدأ "ربط المسؤولية بالمحاسبة"، الذي نص عليه الدستور الجديد للمملكة، وصوت عليه الشعب المغربي سنة 2011 إبان مرحلة "الربيع العربي"، داعين إلى "محاسبة من أضر بسمعة وصورة المغرب أمام العالم".

وحفلت صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ومقالات ومتابعات قامت بها مواقع إلكترونية إخبارية، بمطالبات من ناشطين في الشبكة العنكبوتية بأن تتدخل السلطات العليا لإجراء تحقيق في "الفضيحة"، وتوقيف المسؤولين عما جرى في منافسات "الموندياليتو".

وبعد مرور أقل من أسبوع، جاء قرار العاهل المغربي المتواجد في الإمارات في عطلة خاصة، ليُقرّر تجميد أنشطة وزير الرياضة، فضلاً عن تعليماته التي وجهها إلى رئيس الحكومة، بأن يجري تحقيقاً معمّقاً لتحديد المسؤولين عن الاختلالات التي طالت الملعب.

وذهب ناشطون على الشبكة إلى القول أنّ "مالكي القرار في البلاد استمعوا جيداً لنبض الشارع، الذي تجسد في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، وبأن "فيسبوك" تحول إلى منصة برلمانية حقيقية ذات سلطة افتراضية وتأثير أكبر من تأثير الحكومة نفسها.

ولفت ناشطون آخرون إلى ما باتت تحوز عليه المواقع الإلكترونية، كثيرة العدد بالمغرب، من متابعة لدى القراء والرأي العام المحلي، من خلال متابعتها اللصيقة لتطورات واقعة ملعب الرباط، وتناسل تعليقات الجمهور على ما حدث، ومطالبتهم بتحديد المسؤوليات.

وتتزايد مكانة المواقع الإلكترونية الإخبارية في المغرب، حيث يعمد الكثيرون إلى الاطلاع على الأخبار في مختلف المجالات من مواقع محلية، بعضها بلغ مراتب متقدمة في تصنيف المواقع الإخبارية في العالم العربي، كما أن مرتادي "فيسبوك" في البلاد يتجاوزون 6 ملايين شخص.

المساهمون