"في غمضة عين".. معرض يوثق حياة بدويات فلسطين

"في غمضة عين".. معرض يوثق حياة بدويات فلسطين

21 ابريل 2015
صور البدويات الفلسطينيات توثق تفاصيل المعاناة
+ الخط -

في باحة المحكمة العثمانية بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، تنقلك 52 صورة وثقت بآلات تصوير غير احترافية من قبل 35 سيدة فلسطينية بدوية، إلى بعض ملامح الحياة للمجتمع الفلسطيني البدوي في الأغوار الفلسطينية، وما يعانيه سكانه من مضايقات وانتهاكات متواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

المعرض الذي افتتحه مركز القدس للمساعدة القانونية، بتمويل من الحكومة الأسترالية، يوم أمس الإثنين، كشف واقع ومعيشة البدو، من تعليم وحياة يومية وعمل، وما تمارسه سلطات الاحتلال من انتهاكات بحق التجمعات البدوية.

وتم تدريب النساء، خلال العامين الماضيين، على استخدام آلات التصوير، ليرصدن بعدساتهن، خلال العام الماضي، عددا من الصور، حيث تم اختيار 52 صورة لذلك الواقع في تجمعات البدو، بمناطق مصنفة (ج) ضمن اتفاقية أوسلو.

وخلال حفل افتتاح المعرض، أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، وليد عساف، في كلمته، أن ملف توثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق البدو وما يتعرضون له من مخططات تهجير واستيطان، سيقدم خلال الفترة القادمة إلى محكمة الجنايات الدولية، لتكون إسرائيل في قفص الاتهام، وليحصل الفلسطينيون على حقوقهم.

وتواكب تلك الصور نظيرتها من الصور الاحترافية في جودتها ودقتها، في ما يفكر قيمو المعرض في نقل تلك الصور إلى غالبية محافظات الضفة الغربية والقدس، لإبراز حياة البدو، في 10 تجمعات بدوية في الأغوار من الخان الأحمر إلى الشرق من الضفة الغربية. وخلا المعرض من النساء اللواتي التقطت عدساتهن تلك الصور أو حتى أسماء لهن، ضمن عادات البدو وحفاظهم على المرأة، التي لا زالت متمسكة بكنف الرجل.

وتقول مسؤولة المناصرة الوطنية في مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، فاطمة عبدالكريم لـ"العربي الجديد" إن "المجتمعات البدوية لها خصوصية عالية بما يتعلق بالنساء، ولكنها تركت أثرًا إيجابيًا بأن وثقت عدساتهن ما قد لا يستطيع الرجل توثيقه، ما يعكس انتماء وطاقة إبداعية كامنة بينهن".

وأنت تتجول بين أروقة المعرض، يقع بصرك على الفارق ما بين العمران المحاذي لتلك التجمعات من نظيرتها في القرى المحاذية، إضافة إلى ما يتحيز به الاحتلال من عنصرية للمستوطنين، بمنع البدو من استغلال ثروات المياه، في وقت تبنى فيه خزانات المياه الضخمة لتزويد المستوطنات القريبة والمقامة على الأراضي الفلسطينية.


في لوحات علقت على أحد الأروقة، تجد الأطفال يلهون بمياه الينابيع، أو يلعبون فوق ركام خيامهم وهم يبتسمون، أو تجدهم يتعلمون في غرفهم الصفية المصنوعة من الحديد على شكل "بركسات"، وصورًا أخرى تزدان بالجمال النابض بألوان الطبيعة وجمال الغزلان، حيث لا تراها أعين الفلسطينيين كثيرًا.

وفي المقابل، ترى ظلم الاحتلال للفلسطينيين البدو، من خلال التدخل اليومي في حياتهم، فقد تظن أن تلك اللوحة التي التقطتها آلة التصوير لسيارات مدنية تتجول بين الخيام، هي نوع من استخدام البدو لوسائل النقل المريحة، لتجد في الحقيقة أن تلك السيارات تابعة للسلطات الإسرائيلية، والتي تنوي إخطار السكان البدو بهدم خيامهم وبيوتهم الحديدية، أو مصادرة صهاريج مياههم، أو ربما منعهم من الرعي في منطقة معينة، بحجة أنها مكان للتدريب، أو قد تجد موظفين إسرائيليين يعملون على مسح قطع أراضٍ، لعلها تكون في يومٍ من الأيام مشروعًا استيطانيًا جديدًا.

كما ترصد لك عدسات النساء امرأة تحلب الأغنام، وصورة أخرى لكيفية صناعة الأجبان، وتلمح صهريج مياه هنا، أو وعاءً خشبيًا قد تظنه صندوقًا لتجده وعاءً لجلي الأواني، فتكشف للكثيرين ما كان مخبأً، على أمل أن تستقر الصورة في أعين وقلوب زوار المعرض، كما أراد منظموه حينما أطلقوا عليه اسم "في غمضة عين".

اقرأ أيضا:
معدات سينمائية عالمية "صُنعت في فلسطين"
الكوفية.. صناعة التراث الفلسطيني للمستقبل
"القبقاب النابلسي" إرث فلسطيني مهدد بالاندثار

دلالات

المساهمون