حسن علاوي، بوابيري، يقول لمراسل الأناضول إنّه "نتيجة الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائي، وارتفاع سعر أسطوانة الغاز المنزلي من 250 إلى خمسة آلاف ليرة سورية (من 1 إلى 20 دولاراً)، اضطرّ الأهالي إلى البحث عن أدوات بديلة لتلبية متطلباتهم الحياتية اليومية".
ويتابع: "البابور من الأدوات البديلة التي عادت الكثير من العائلات لاستخدامها في الطهو وتسخين المياه وغيرها، سواء في المدينة أو الريف، بحيث تكاد لا تجد منزلاً يخلو من البابور".
اللوكس (مصباح الكاز) أيضاً عاد إلى الظهور، وهو يشبه الفانوس لكنّه أكبر حجماً وضوؤه أكثر إنارة، "وانتشاره يتركز في الريف نظراً للانقطاع الدائم في التيار الكهربائي، أما في المدينة فاستخدامه قليل نتيجة اعتماد الأهالي على مولدات الكهرباء"، يضيف البوابيري السوري.
نوري علي بوابيري آخر في الخمسين من عمره يشير إلى أنّه "حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي كانت حرفة البوابيري منتشرة، لكن بسبب تطوّر الحياة وانتشار استخدام الأجهزة الكهربائية الحديثة تضاءل انتشار الحرفة لتغدو فقط مظهراً فلكلورياً".
ويستدرك: "في السابق، أي قبيل الحرب، قلّما كان يأتينا من يريد تصليح بابور. زبون أو اثنان كلّ شهر، أما الآن فنقوم بتصليح أربعة إلى خمسة بوابير يومياً، وأحياناً يصل العدد إلى عشرة، وبالإضافة لتصليح البوابير القديمة نقوم بتصنيع بوابير جديدة، لكنّ شكلها يختلف عن تلك القديمة. فهي تتميّز بقاعدتها النحاسية الصفراء، أما الجديدة فشكلها كموقد الغاز المنزلي العادي، لكنّنا نضيف إلى جانبها أسطوانة صغيرة للكاز، ورأساً نحاسياً في المنتصف".
اقرأ أيضاً: "لحم الأرانب" على موائد السوريين بسبب الحرب
وعن أسعار بضاعته يوضح علي: "البابور الجديد ثمنه يبلغ حوالى 4 آلاف ليرة (16 دولاراً) وهذا أقلّ من ثمن القديم المستعمل الذي يصل سعره حتّى 10 آلاف (40 دولاراً)، أما أجرة تصليح البابور فتتراوح بين 200 و3500 ليرة (بين 1 و12.5 دولاراً) بحسب العطل".
مقاطعة عفرين، ذات الغالبية الكردية، هي واحدة من مقاطعات الإدارة الذاتية الثلاث، التي أُعلن عنها مطلع العام الماضي (المناطق الكردية شمال وشمال شرق سورية) من قبل مجموعة من الأحزاب والمنظمات الكردية والعربية والسريانية، ويتبع لها 366 قرية.
وارتفع عدد سكان عفرين من 650 ألف نسمة قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضدّ نظام بشار الأسد في مارس/ آذار 2011، إلى أكثر من مليون نسمة، بحسب مصادر كردية، بعدما توجّه نازحون من مناطق سورية أخرى إليها كونها لا تتعرّض عادة لقصف من قوات النظام السوري.
اقرأ أيضاً: فيان: فرحٌ بافتتاح أوّل معهد للغة والأدب الكردي بسورية