الحرب السورية تحيي مهنة "البوابيري"

الأناضول

avata
الأناضول
23 يونيو 2015
14B25ED1-1F37-4CE4-BCF9-46F209808639
+ الخط -
ألقت الأزمة السورية المستمرّة منذ أربع سنوات بظلالها على كافة نواحي الحياة، إذ عادت الكثير من الحرف اليدوية القديمة، التي كانت بحكم المندثرة، إلى الظهور مجدداً، وفي مقدّمها حرفة "البوابيري"، أو مصلح مواقد الكاز (البابور)، التي باتت منتشرة في أسواق مقاطعة عفرين، شمال غربي سورية.

حسن علاوي، بوابيري، يقول لمراسل الأناضول إنّه "نتيجة الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائي، وارتفاع سعر أسطوانة الغاز المنزلي من 250 إلى خمسة آلاف ليرة سورية (من 1 إلى 20 دولاراً)، اضطرّ الأهالي إلى البحث عن أدوات بديلة لتلبية متطلباتهم الحياتية اليومية".

ويتابع: "البابور من الأدوات البديلة التي عادت الكثير من العائلات لاستخدامها في الطهو وتسخين المياه وغيرها، سواء في المدينة أو الريف، بحيث تكاد لا تجد منزلاً يخلو من البابور".

اللوكس (مصباح الكاز) أيضاً عاد إلى الظهور، وهو يشبه الفانوس لكنّه أكبر حجماً وضوؤه أكثر إنارة، "وانتشاره يتركز في الريف نظراً للانقطاع الدائم في التيار الكهربائي، أما في المدينة فاستخدامه قليل نتيجة اعتماد الأهالي على مولدات الكهرباء"، يضيف البوابيري السوري.

نوري علي بوابيري آخر في الخمسين من عمره يشير إلى أنّه "حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي كانت حرفة البوابيري منتشرة، لكن بسبب تطوّر الحياة وانتشار استخدام الأجهزة الكهربائية الحديثة تضاءل انتشار الحرفة لتغدو فقط مظهراً فلكلورياً".

ويستدرك: "في السابق، أي قبيل الحرب، قلّما كان يأتينا من يريد تصليح بابور. زبون أو اثنان كلّ شهر، أما الآن فنقوم بتصليح أربعة إلى خمسة بوابير يومياً، وأحياناً يصل العدد إلى عشرة، وبالإضافة لتصليح البوابير القديمة نقوم بتصنيع بوابير جديدة، لكنّ شكلها يختلف عن تلك القديمة. فهي تتميّز بقاعدتها النحاسية الصفراء، أما الجديدة فشكلها كموقد الغاز المنزلي العادي، لكنّنا نضيف إلى جانبها أسطوانة صغيرة للكاز، ورأساً نحاسياً في المنتصف".


اقرأ أيضاً: "لحم الأرانب" على موائد السوريين بسبب الحرب

وعن أسعار بضاعته يوضح علي: "البابور الجديد ثمنه يبلغ حوالى 4 آلاف ليرة (16 دولاراً) وهذا أقلّ من ثمن القديم المستعمل الذي يصل سعره حتّى 10 آلاف (40 دولاراً)، أما أجرة تصليح البابور فتتراوح بين 200 و3500 ليرة (بين 1 و12.5 دولاراً) بحسب العطل". 

مقاطعة عفرين، ذات الغالبية الكردية، هي واحدة من مقاطعات الإدارة الذاتية الثلاث، التي أُعلن عنها مطلع العام الماضي (المناطق الكردية شمال وشمال شرق سورية) من قبل مجموعة من الأحزاب والمنظمات الكردية والعربية والسريانية، ويتبع لها 366 قرية.

وارتفع عدد سكان عفرين من 650 ألف نسمة قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضدّ نظام بشار الأسد في مارس/ آذار 2011، إلى أكثر من مليون نسمة، بحسب مصادر كردية، بعدما توجّه نازحون من مناطق سورية أخرى إليها كونها لا تتعرّض عادة لقصف من قوات النظام السوري.

اقرأ أيضاً: فيان: فرحٌ بافتتاح أوّل معهد للغة والأدب الكردي بسورية

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
الحرب تضرب موسم الزراعة في إسرئيل، 19 يونيو 2024(ديفيد سيلفر/Getty)

اقتصاد

من المتوقع أن تستفحل أزمة الغذاء في إسرائيل بسبب توسع الحرب ومحدودية الوصول إلى الأراضي الزراعية ونقص العمال، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي.
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
المساهمون