المتحف القبطي

12 ابريل 2016
إحدى الأيقونات في المتحف (Getty)
+ الخط -
تعود فكرة حصر الآثار والمخطوطات القبطية وجمعها إلى منتصف القرن التاسع عشر، حين جاء عالم الآثار الفرنسي (مارييت) سنة 1850 بتكليف من الحكومة الفرنسية لهذا الغرض، غير أن مجموعة من المعوقات حالت دون وصوله إلى هدفه، فتغيرت وجهته إلى الآثار الفرعونية وأسس (المتحف المصري).


جاء بعده العالم الفرنسي (أملينو) الذي مكث في مصر سبع سنوات، وطرح فكرة إنشاء متحف يجمع الآثار القبطية ويلمّ شعثها المتناثر في الكنائس والأديرة والمقابر، ويقوم بحفظها وتصنيفها. وفي 1882 جاء العالم الإنجليزي (ألفريد ج. بتلر) فنشر مؤلفين عن الكنائس والأديرة القديمة، فبدأ الاهتمام بمشروع المتحف يأخذ منحى جاداً، إذ شهد عام 1898 اقتراحاً بإنشاء متحف للفنون القبطية، ثم جاءت الموافقة على تشييده من لجنة الآثار العربية التابعة لوزارة الأوقاف.


الموقع والتاريخ: افتتح المتحف القبطي رسمياً في 1910، بعد جهود كبيرة من العلماء وعلى رأسهم (مرقس باشا سميكة)، الذي يٌنسب إليه الفضل الأكبر في طرح الفكرة والدفاع عنها لدى الحكومة. وهو يعد أكبر متاحف العالم لآثار مصر من المرحلة القبطية، وقد اختير موقعه على أرض "وقف" تابعة للكنيسة القبطية في مصر القديمة، داخل حدود حصن بابليون، أشهر وأضخم الآثار الباقية للإمبراطورية الرومانية في مصر، وقد شُيّد أيام الفرس وحدثت عليه مجموعة من التعديلات في عصور بعض أباطرة الرومان.

استقلال فني
كان يظن في بادئ الأمر، ألا وجود لفن قبطي، وأن تلك الآثار المسيحية التي ترى في كنائس الأقباط ما هي إلا آثار بيزنطية ويونانية؛ غير أن أول من لاحظ استقلال الفن القبطي عن سواه من الفنون هو المسيو ماسبيرو. وكان ماسبيرو قد عمل على جمع الآثار القبطية في قاعة مخصصة بالمتحف المصري.


يقول وديع حنا في كتابه (مرشد المتحف القبطي) الذي صدر سنة 1930: كل ما نراه اليوم ماثلاً في الكنائس والأديرة القديمة يعيد أمامنا مظاهر الفن القبطي في جميع مراتب الحس والخيال، ولا شك أيضاً في أن المعماريين الأقباط، قلدوا في مبانيهم الضخمة المصريين القدماء. كما أن الرسام القبطي – وفقاً لحنا- كان يرسم العذراء مريم تحمل الطفل يسوع بنفس الشكل الذي اتبعوه أجدادهم الفراعنة في تصوير الإلهة إيزيس ترضع ابنها حورس. وأي مسحة تشابه بين الفن القبطي واليوناني انقطعت عراها، واستقل الفن القبطي بتخلص الكنيسة المصرية من نير البيزنطيين بعد الجيل الخامس.

أقسام المتحف
يصل عدد المقتنيات بالمتحف القبطي إلى 16000 قطعة، مقسمة إلى عدة أقسام روعي فيها التصنيف الموضوعي والترتيب الزمني. مثل أقسام: (الأحجار)، و(الأخشاب)، و(المعادن)، و(المخطوطات)...
ومن المقتنيات المشهورة بالمتحف شاهد قبر من الحجر الجيري يعود للقرن الرابع الميلادي. وقطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية تعود للقرن السادس. ونقش على مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح يعود للقرن السابع. وتاج عمود من الحجر الجيري مزين بشكل عناقيد عنب يرجع للقرن السابع.

المساهمون