لماذا تفوّفت "الحرب الأهلية" لأبطال مارفيل على "باتمان وسوبرمان"؟

لماذا تفوّفت "الحرب الأهلية" لأبطال مارفيل على "باتمان وسوبرمان"؟

09 مايو 2016
بوستر فيلم باتمان VS سوبر مان (Getty)
+ الخط -
قبل أسابيع قليلة صدر فيلم "باتمان ضد سوبر مان"  للمخرج، زاك سنايدر، ومن إنتاج شركة "وارنر برازرز"، التي حاولت استغلال أشهر أبطالها الخارقين في فيلم واحد، مما جعله يحقق نجاحاً متوقعاً في شباك التذاكر، ولكن مع فتور كبير في آراء الجمهور والنقاد، حيث نال تقييمات منخفصة، وعاب الأغلبية عليه ضعف مستواه الفني. بعد ذلك، وقبل أيام فقط، صدر فيلم Captain America: Civil War، من إنتاج شركة "مارفيل"، والذي خلق من خلاله صراعاً آخر بين فريق "كابتن أميركا" وفريق "الرجل الحديدي". حقق الفيلم حتى الآن نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، وقاربت عائداته الـ200 مليون دولار في أسبوع واحد، ولكن بالإضافة إلى ذلك فإن التقييمات النقدية والجماهيرية كانت مرتفعة جداً، حيث نال إجماعاً نقدياً بـ91% على موقع "روتين توماتوز”، أشهر موقع للنقاد في العالم، كما نال تقييماً 8.5 من 10 من قبل الجمهور على IMDB. واحتلَّ المركز 64 في قائمة الموقع الجماهيري الأكثر انتشاراً، لأفضل 250 فيلماً.
فما هي الفوارق التي رجحت كفة "كابتن أميركا: الحرب الأهلية"، بهذا الشكل على صدام أشهر اثنين من الأبطال الخارقين وهما سوبر مان وباتمان.

العدو يأتي من الداخل



فيلم "الحرب الأهلية" يبتدع صورة مختلفة للخصومة والصراع، لم تحدث في أي فيلم سابق، وهو أن يكون العدو فعلاً من الداخل، والشخصيّة الشريرة في الفيلم عوضاً عن امتلاكها منطقاً إنسانياً قوياً، فهي كذلك ليست خارقة بأي شكل من الأشكال. الشرير هو مجرد شخص ذكي قرر أن يوقع بين أفراد مجموعة "أفينجرز"، بهدف الانتقام، ثم جلس يشاهد النتيجة مثلنا كمتفرج.

 في المقابل فإن "باتمان وسوبرمان"، كان عدوهما الظاهري هو "ليكس لوثر"، وعدوهما الفعلي الذي يتصارعان معه هو كائن هلامي وفضائي وشديد الكرتونية بصورة جعلت الفيلم طفولياً، ويبدو الفيلم عالقاً في نقطة، قد تجاوزتها السينما فعلاً.

استخدام الشخصيات المساعدة



أراد كلا الفيلمين استخدام عدد كبير من الشخصيات الخارقة من أجل التمهيد، أيضاً لأفلام قادمة لتلك الشخصيات في المستقبل. وفي الوقت الذي اكتفى فيه "باتمان وسوبرمان" بشخصية فاترة وغير مفهومة هي "ووندر وومان"، ومشهد واحد سريع لعدد آخر من الشخصيات، تألق كُتَّاب ومخرجو "الحرب الأهلية" في منح كل شخصية خارقة حضوراً على الشاشة، فشاهدنا: الرجل العنكبوت، الرجل النملة، بلاك بانثر، جندي الشتاء، الأرملة السوداء.. وغيرهم، بالإضافة أصلاً لكابتن أميركا والرجل الحديدي، وكان لكل شخصية لحظتها وحضورها وبقاؤها في ذاكرة المتفرج.

سلسلة متصلة

من ناحية أخرى، فإنَّ الشركة الأساسية في إنتاج أفلام الأبطال الخارقين، أي شركة "مارفل"، ومنذ بداية إنتاجاتها السينمائية عام 2008، تميّزت بقدرتها الفائقة على ربط أفلامها وأبطالها الخارقين في سياق متصل متعاقب. ليبدو الأمر في النهاية، كأنك تشاهد سلسلة واحدة طويلة متعددة الأجزاء، يتغير بطلها الرئيسي ولكنها تنتمي لنفس العالم. في الجزء الثالث من سلسلة Captain America، والذي يعرض حالياً بعنوان Civil War، والذي يحقق نجاحاً ضخماً في شباك التذاكر، وآراء النقاد والجمهور، يتم التمهيد لأربعة أفلام جديدة قادمة في عالم أستوديو “مارفيل"، للأبطال الخارقين والقصص المصورة، وهي هنا على الترتيب:

Spider-Man: Homecoming

بعد النجاح المتواضع لجزئي فيلم The Amazing Spider-Man، قررت شركة "مارفيل" إعادة إحياء البطل الخارق الشهير في سلسلة جديدة وبروح مختلفة تماماً. كظهور "الرجل العنكبوت" هنا في مرحلة أصغر عمرياً، وبشخصية أخفّ وحوار أطول.

Black Panther

لم يخطف "بلاك بانثر" الكثير من الأضواء في فيلم Civil War، نظراً لامتلاء الفيلم بالشخصيات الأكثر حضوراً، ولكن مع ذلك تم التأسيس الناجح لشخصيته كملك قبيلة “واكاندا"، الذي قتل والده أمامه، ويحاول أن يتعلم تجاوز رغبته الانتقامية في مقابل هدف إنساني وسامٍ أكبر.

Ant-Man and the Wasp

حقق الجزء الأول من فيلم "الرجل النملة" عام 2015 نجاحاً معقولاً، مما زاد من تعلّق الجمهور بالشخصية، وإحدى الصفات التي تم تأسيسها، والتي يمكن استخدامها لاحقاً في الجزء القادم، هي قدرة الرجل النملة على التضخم، وليس فقط أن يكون صغيراً لدرجة ألا يرى.

Avengers: Infinity War - Part I

يمكن بشكل أو بآخر اعتبار Civil War جزءاً ثالثاً من سلسلة Avengers، أكثر من كونه جزءاً خاصاً بـ "كابتن أميركا"، لأن العمل كان مقسماً بالتساوي بينه وبين "الرجل الحديدي"، ويمتلئ بكل شخصيات "أفينجرز" باستثناء "ثور وهالك”. لذلك فإنّ الفيلم الأكثر استفادة من نجاح وقوة "كابتن أمريكا: الحرب الأهلية”، هو الجزء القادم من سلسلة "أفينجرز"، الذي سيقوم بإخراجه نفس صناع العمل الحالي "الأخوان أنطوني وجو روسو"، وسيستكمل بالأساس الحرب التي بدأت بالفعل بين اثنين من أهم أعضاء الفريق ولكل منهما منطقه الذي لا يلين.

المساهمون