عفاريت "الإخوان"

عفاريت "الإخوان"

20 أكتوبر 2016
+ الخط -
ظلّ المهندس خيرت الشاطر يمثل دور (الشيطان) الفعلى للإخوان المسلمين لدى الإعلام المصري، كمفتتح للانقلاب على أول تجربة ديمقراطية في تاريخ مصر، حتى ظنّ الناس أن الشاطر هو راسبوتين الذي يتزوج الفتيات السوريات البكر يومياً بأرخص الأثمان، وهو الذي يدير الاقتصاد المصري من بيته، وهو الذي يدير ميدان رابعة العدوية، وهو الذي يدير قصر الاتحادية، وهو الذي يدير محمد مرسي نفسه، وهو الذي يدير مكتب الإرشاد، وهو الذي يدير الأرض والزرع والسوق والضرع ولبنه. حتى تم مسك الرجل في غرفة نومه بأخس أسلوب أمني رأيته في حياتي، وهو بجلباب منزلي متواضع مع السيدة زوجته، ولا معه سلاح ولا معه حتى فتاة سورية من اللاتي تزوجهن، ولا أبدى الرجل أياً من وسائل العنف أو المقاومة، فأين ذلك الراسبوتين والشيطان، والذي يتحكم في أرض المحروسة مصر بقوة قتالية تصل إلى 50 ألف مقاتل، كما ذكرت صحف ونخب مصرية احترفت الكذب لصالح أية سلطةٍ بشكل فج، منذ 1952 نظير الفتات، وبعض الصحف الأخرى هوّنت من الأمر، وقالت هم عشرة آلاف فقط. ألم يكن حتى خمسة أو ستة من هذه الخمسين تطمع في الشهادة، وترمي طلقة في سبيل الله، حماية لزعيمهم ليلة القبض عليه من غرفة نومه. ولكن، دائما الأكاذيب وصنّاعها لا يشعرون بالخجل ولا الاعتذار، حتى إن الشيطان الثاني، وهو رجل الأعمال، حسن مالك، الذي اتهمته الصحافة أنه هو سبب أزمة الدولار (وهو شيطان الدولار والصرافة أيضا)، قبضوا عليه، وقد وصل إلى عامه الثاني في السجن، فتضاعفت قيمة الدولار في السوق السوداء (وما زال شيطان الدولار في السجن بلا محاكمة)، فأي عار هذا؟.
ولو مددنا خيط الشيطنة إلى منتهاه، لوصلنا إلى أن كل المدارس الإخوانية والإسلامية عامة هي التي أفسدت الأجيال في مصر، وهي سبب فساد الأجيال التي قامت بالثورة، فتم تأميم المدارس، وبالمرّة مدّوا الخط، فطاول التأميم المتاجر والمستشفيات، والغريب أن فضائح تسريبات الثانوية العامة لم تخجلهم، على الرغم من أن الإخوان في السجون ومدارسهم مغلقة، والأكثر غرابةً أن يكون أولاد المسجونين ظلماً منهم أوائل في الثانوية العامة بالفعل (إذن، هؤلاء عفاريت يديرون الكنترول)، حتى وهم وراء القضبان. أما الخسّة، وقد تجلّت ثمارها وعناقيدها، فتتأكد في وزير التعليم، حينما يرفض تكريم الثانية من أوائل الثانوية العامة، لأنها مجرّد ابنة (لشيطان إخواني محبوس)، فأية مهانةٍ للعقل وأية مهانة للإنسان بعد؟.
أما لو مددنا خط الشيطنة المفضوح إلى منتهاه، فسنرى خجلاً يندى له جبين الإنسانية من هول فجوره، لأن الصبي (مخترع أسيوط) الذي فرّ بجلده إلى أميركا، سيكون إخوانيا هو الآخر. أما أوباما الإخواني وأعمامه (فهذه شهادة المستشارة تهاني الجبالي التي لا تُنسى)، واكتمل الخط الإخواني، حتى طاول مدام هيلاري كلينتون بشحمها ولحمها (إخوان برضه)، وهذه المرّة، بشهادة الدكتور عماد جاد. وواضح أن الدكتور عماد جاد رآها تصوم الإثنين والخميس في مقر جماعة الإخوان في المقطم، فهل كانت ساعتها منتقبةً أم مختمرة؟
أما لو ممدنا خط الشيطنة إلى منتهاه، فسنرى أن مطلقي التماسيح في محافظة البحيرة ومياه البحر الأحمر كانوا (إخواناً برضه)، ومن يحرّضون الخليجيين على إفساد العلاقات مع مصر إخوان، وقناة الجزيرة يديرها من ساسها إلى راسها إخوان، ومحمد ناصر ومعتز إخوان، وأردوغان إخوان وداعش أيضاً، حتى وإن قاتل داعش، وخالد أبو النجا إخوان، ومحمد أبو تريكة ومانويل جوزيه إخوان (بس مانويل تابع للشعبة الإخوانية في شبه جزيرة إيبريا، ويصلي الفروض الخمسة في سره خوفاً من الفضيحة)، حتى إن فصيلا في اتحاد كتّاب مصر(إخوان برضه)، وبالطبع عمر الليثي إخوان، وسواق التوكتوك إخوان ويجري حصر ملفه الضريبي، بعدما تبيّن أنه يمتلك مصنعاً للتكاكت في سوهاج يتعامل مع إسرائيل وإثيوبيا رأسا (راس براس)، وبالطبع تشمل القائمة الحاج نعيم تشوميسكي والحاج روبرت فيسك.
أما لو مددت الخيط إلى منتهاه، وهذا هو مكمن الضحك، فسيكون المشير عبد الفتّاح السيسي نفسه إخواناً، فهو يصلي الفروض الخمسة في مواعيدها من دون أن يتخلف عن فرض، وهو يرى في نومه الملائكة، وقد أرسلت له سيفاً وقد كتب عليه بالخط الأحمر القاني: لا إله إلا الله.. محمد رسول الله.

دلالات