"حزب الله" تعليقاً على اشتباكات بيروت: دماء مظلومينا لن تذهب هدراً

مسؤول من "حزب الله" تعليقاً على اشتباكات بيروت: لن نترك دماء مظلومينا تذهب هدراً

15 أكتوبر 2021
مخاوف من مواصلة تجييش الشارع (إبراهيم عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -

رفع "حزب الله" على لسان رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين، الجمعة، من مستوى الخطاب الذي توجَّه فيه بالدرجة الأولى إلى حزب "القوات اللبنانية" (يترأسه سمير جعجع)، محمِّلاً إيّاه مسؤولية ما حصل الخميس في بيروت من "مجزرة وجريمة قتل متعمّد وموصوف وكمين مخطط"، مركِّزاً كذلك على الدور الأميركي في مشهد الأمس، الذي اعتبره "حلقة من الحلقات التي تديرها الولايات المتحدة".

وشدّد صفي الدين، في كلمةٍ خلال تشييع قتلى "حزب الله" الذين سقطوا في اشتباكات الطيونة، بالعاصمة بيروت، على "أننا لن ننجر إلى فتنةٍ مذهبية ولا إلى حربٍ أهلية، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن أن نتركَ دماء مظلومينا تذهب هدراً، أو أن تضيع هذه الدماء".

ويُتهم "حزب الله" و"حركة أمل" بأنهما مهّدَا لأحداث الخميس التي تطوّرت إلى اشتباكات دامية أسفرت عن سقوط 7 قتلى وأكثر من 30 جريحاً، وكانا يسعيان لحصولها بعد تجييش الشارع ورفع خطاب التهديد والتحذير من الفتنة وتفجير البلد والحكومة في حال لم يصر إلى إقالة المحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت، طارق بيطار، وهما يستمرّان بتعليق جلسات مجلس الوزراء حتى البت بالموضوع في ظلّ إصرارهما الكامل على "قبع" القاضي (قلعه كما يقلع الضرس).

وشهدت مراسم التشييع اليوم إطلاق نار كثيفاً في الهواء، وقد سمع في كل أرجاء العاصمة اللبنانية، وأثار رعباً في صفوف السكان، الذين اعتقدوا للوهلة الأولى أن الاشتباكات عادت إلى بيروت، وقد أفيد عن تسجيل أضرار في بعض المحال التجارية والسيارات نتيجة الرصاص العشوائي.

واعتبر رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" أن "هذا العمل كان يراد منه إشعال البلد وإحداث فتنة عند من امتهن إشعال البلد أيام الحرب الأهلية"، مؤكداً أن "حزب القوات اللبنانية كان يهدف لإحداث حرب أهلية داخلية من جديدٍ في لبنان، وهو كشف بالأمس عن وجهه، ربما هو مضطر ومستعجل، وربما يكون أسياده المهزومون في المنطقة استعجلوا القيام بهذه الخطوة".

ولفت صفي الدين إلى أن "الأجهزة الأمنية تمتلك معلومات تؤكد ضلوع حزب القوات، وبأنه كان يسعى لإحداث حرب أهلية".

وفي وقتٍ نظّم الحزب وحليفه "حركة أمل" تحركاً الخميس تنديداً بقرارات القاضي بيطار، وللمطالبة باستبداله، مع تشكيكهم في عمل القضاء، وكذلك في بعض الأجهزة الأمنية التي يعتبرها "حزب الله" مخترقة أميركياً، طالب صفي الدين الأجهزة الأمنية والقضائية بتحمّل المسؤولية وجلب المجرمين إلى العدالة، مشدداً على أن "أي تلكؤ في هذا الأمر سنعتبره شراكة بسفك هذه الدماء البريئة وسنتابع الموضوع".

ووجّهت "حركة أمل" بدورها اتهامات مباشرة وبالاسم إلى "القوات اللبنانية"، علماً أنّ العلاقة بين جعجع ورئيس الحركة نبيه بري جيدة نسبياً، وقد استخدمت قناة "أن بي أن" التابعة للحركة، خلال تغطيتها الأحداث ومراسم التشييع، وسم "#شهداء_غدر_القوات".

على الضفة الأخرى، تشهد الساحة الإلكترونية تشنجاً ملحوظاً بين مناصري "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" (يرأسه النائب جبران باسيل صهر الرئيس اللبناني ميشال عون)، ما يشي بأن العلاقة بين الطرفين والاتفاق القائم بينهما يعيش أسوأ فتراته، وربما آخر أيّامه، ولا سيما بعد تهديد وزير الثقافة محمد مرتضى، المحسوب على "حزب الله"، عون فيما خصّ تنفيذ مذكرة التوقيف بحق المدعى عليه وزير المال السابق والنائب الحالي علي حسن خليل (ينتمي إلى حركة أمل)، واستخدامه لهجة فيها تعالٍ وفوقية لم تعجب مناصري "التيار" الذين هاجموا "حزب الله".

في الأثناء، عقد رئيس مجلس الوزراء، نجيب ميقاتي، اليوم سلسلة اجتماعات، استهلها مع وزير العدل هنري خوري، وبحث معه ملف أحداث أمس في الطيونة، مشدداً على "ضرورة الإسراع في التحقيقات لكشف التفاصيل الكاملة وإحالة الضالعين في الاعتداء على القضاء المختص"، وفق ما أشار بيان لرئاسة الحكومة.

كذلك اطلع ميقاتي من وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي على أجواء مداولات مجلس الأمن المركزي أمس، واجتمع مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم، واطلع منه على الإجراءات التي يتخذها الجيش.