"هآرتس": جندي إسرائيلي أطلق النار على شيرين أبو عاقلة

الاحتلال يراوغ في تحمّل مسؤوليته: جندي أطلق النار عن بعد 190 متراً من أبو عاقلة وربما أصابها

15 مايو 2022
جنود وحدة "دوفدوفان" وراء اغتيال أبو عاقلة (سونو ميهتا/Getty)
+ الخط -

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ أيام، محاولات امتصاص الغضب العالمي والفلسطيني على اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة صباح الأربعاء، من خلال نشر نتائج غير نهائية لتحقيق قال إنه "شرع به"، غير أن الهدف من ورائه التنصل من مسؤوليته عن اغتيال أبو عاقلة.

ورغم تخبط روايات الاحتلال، إلا أن نتائج التقرير المرحلي، غير النهائي لجيش الاحتلال، الذي نشرت تفاصيله صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأحد، تفيد بأن جندياً إسرائيلياً أطلق النار على شيرين أبو عاقلة على بعد حوالي 190 متراً، وقد يكون أصابها.

وأوضح التحقيق، الذي أجراه الجيش، أن جنود وحدة دوفدوفان (وهي إحدى وحدات المستعربين التي تنفذ الاغتيالات الخاصة للجيش)، الذين وصلوا إلى جنين يوم اغتيال أبو عاقلة، كان هدفهم اعتقال أحد نشطاء الجهاد الإسلامي.

وبحسب التحقيق، الذي نقلته "هآرتس"، فقد فتح الجنود النار على الأقل 6 مرات باتجاه المنطقة الحدودية لمخيم جنين مع وادي برقين، في الحي الشرقي للقرية.

ويكمل التحقيق أنه "وفي إحدى الحالات كان مطلق النار على مسافة نحو 190 متراً من الصحافية".

وأضافت الصحيفة نقلاً عن متحدث باسم جيش الاحتلال، أنّ الجندي كان جالساً في سيارة جيب ومسلّحاً ببندقيّة تلسكوبيّة، وقال أثناء استجوابه: "إنّه لم يرَها ولا يعرف أنّه أطلق النار عليها" وفق زعمه.
 
وزعم الجندي بأنه "أطلق النار باتجاه مسلح فلسطيني أطل ثلاث مرات من خلف سور مطلقاً النار باتجاه الجيب العسكري، وكان الصحافيون على مسافة قصيرة خلفه"، علماً بأن إطلاق النار من الجيب يتيح زاوية رؤية محدودة.

وادعى الجندي خلال التحقيق معه بأنه "لم ير أبو عاقلة وبالتأكيد لم يرصد إصابته لها".

وزعم التحقيق العسكري للاحتلال " كان وراء الصحافيين مسلحون أطلقوا نيرانهم باتجاه القوة الإسرائيلية، وبالتالي لا يمكن معرفة ما إذا كانت أصيبت من نيران إسرائيلية أو فلسطينية ما دام الفحص المختبري للمقذوف الذي قتلها لم يُجرَ بعد". 

واستُشهدت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة الأربعاء الماضي، عند مدخل مخيّم جنين، إثر إصابتها برصاصة حيّة في رأسها، حين كانت الزميلة أبو عاقلة تقوم بتغطية الأحداث في المخيم برفقة مراسل صحيفة "القدس" علي سمودي الذي أصيب هو الآخر بجروح متوسطة بعد إصابته بطلق ناري في الظهر، ووصفت حالته بالمستقرة.

ويتذرّع الاحتلال بعدم إمكانية الوصول إلى "الحقيقة" بفعل الرفض الفلسطيني تسليمه المقذوف الذي قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، بالإضافة إلى رفض إشراك الجانب الإسرائيلي بالتحقيق في ظروف استشهادها.

 من جهة ثانية، يختبئ الاحتلال تحت ذريعة "نفي نية الاستهداف المسبق والمقصود" للصحافية أبو عاقلة من أحد عناصر وحدة "دوفدوفان" الخاصة، وتصويره كإصابة عن طريق الخطأ. 

وتتخبط الرواية الإسرائيلية، فبعد أن زعم جيش الاحتلال بداية أن أبو عاقلة أصيبت بعيارات أطلقها مسلحون فلسطينيون، نافياً وجود قوة إسرائيلية في موقع استشهادها، تراجع وغيّر روايته بشكل يتيح إمكانية "قتلها بطريق الخطأ" أو "ربما من نيران مسلحين فلسطينيين" يزعم أنهم كانوا منتشرين خلف الصحافية الفلسطينية وكانوا يطلقون النار على قوة إسرائيلية، وربما يكون أحد الجنود من داخل الجيب المصفح "من زاوية رؤية محدودة أصابها"، وإن كان الجندي لاحقاً قد قال إنه "لم يرصد إصابتها".