أبو جابر أقدم أسير أردني في سجون الاحتلال يتنفس الحرية غداً

أبو جابر أقدم أسير أردني في سجون الاحتلال يتنفس الحرية غداً

05 يونيو 2021
أبو جابر واحد من بين 22 أسيراً أردنياً تعتقلهم السلطات الإسرائيلية (تويتر)
+ الخط -

أقدمُ الأسرى الأردنيين والعرب من غير الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي عبدالله أبو جابر، من المنتظر  أن يتنفس نسائم الحرية غدا الأحد، و يخرج من غياهب سجون الاحتلال، ويتخلص من سياسة التنكيل والانتهاكات التي يعاني منها المعتقلون والأسرى في السجون الإسرائيلية.

وعبد الله نوح عوض أبو جابر (44 عاما) هو واحد من بين 22 أسيرا أردنيا تعتقلهم السلطات الإسرائيلية، من سكان مخيم البقعة شمالي العاصمة الأردنية عمّان، وهو الذي تعيش عائلته في الأردن بعدما نزحت عام 1948 من مناطق بئر السبع المحتلة، واستقرت بها الأيام في أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في البلاد، اعتقل في 29 ديسمبر/ كانون الأول عام 2000 بتهمة مقاومة الاحتلال، وصدر بحقه حكم بالسجن 20 عاماً.

فقبل انتفاضة الأقصى الثانية، ذهب عبد الله من الأردن إلى الضفة الغربية إلى أقاربه، من أجل العمل في الداخل الفلسطيني المحتل، بعدما حصل على تصريح بهذا الخصوص، إذ لا يمتلك الهوية الفلسطينية، وهو الذي تعيش عائلته في الأردن، ولم ترق له رؤية أبناء شعبه يقتلون على أيدي قوات الاحتلال من دون فعل شيء، وهنا بدأ بكتابة فصل جديد من حياته في صفحات النضال.

والأسير أبو جابر هو أحد نشطاء انتفاضة الأقصى، تقدم الصفوف وعزم على القتال والثأر لشهداء انتفاضه الأقصى وتغول الاحتلال ومستوطنيه على الشعب الفلسطيني، وقد اعتقله الاحتلال بسبب تنفيذه عملية تفجير حافلة إسرائيلية في "تل أبيب" عام 2000.

وخلال سنوات أسره الطويلة، خاض أبو جابر عدة إضرابات عن الطعام، وكان أبرزها إضراب عن الطعام خاضه في أواخر عام 2015 وبداية عام 2016، حيث استمر 78 يوما، للمطالبة بالإفراج عنه وعودته إلى عائلته في الأردن.

والد الأسير أبو جابر توفي بعد صراع مع المرض العام الماضي، وكان محروماً من زيارته، حيث كانت عائلته قد تقدمت بطلب عن طريق وزارة الخارجية الأردنية منذ أكثر من عام للسماح بزيارة والده الذى اشتد عليه المرض، إلا أن الاحتلال ماطل إلى أن انتقل إلى رحمة الله، حتى إنه رفض السماح للأسير أبو جابر بإلقاء نظرة الوداع على جثمان والده قبل مواراته الثرى، وكان رفض قبل سنوات أيضاً السماح له بتوديع والدته التي توفيت عام 2005، والتي رحلت معها أمنيتها برؤية ابنها متزوجاً وله أبناء، كما توفيت إحدى شقيقاته وهو في السجن.

خاض أبو جابر أكثر من إضراب عن الطعام وأقدم على خطوات احتجاجيه لإجبار الاحتلال على معاملته وفق الاتفاقيات المبرمة بين المملكة الأردنية والحكومة الإسرائيلية، والتي تنص على أن من حق الأسير الأردني، بعد مضى ثلث مدة حكمه في سجون الاحتلال، أن يتم نقله لقضاء ما تبقى من حكمه في السجون الأردنية من أجل تمكين عائلته من زيارته، أو إكمال مدة حكمه في الأردن، وفق ما تم من اتفاق بين إسرائيل والأردن ضمن اتفاقية وادي عربة للسلام.

وأبو جابر هو أحد الأسرى القدامى الذين مضى على اعتقالهم فترات طويلة من دون أن ينال ذلك من عزيمته وقوة إرادته، وبقي محافظا على عهد الشهداء وتطلعات الأحرار في الحرية والكرامة، مؤكدا عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين الفلسطيني والأردني.

هذا وأبلغت السفارة الأردنية في تل أبيب وزارة الخارجية أن السلطات الإسرائيلية ستفرج، الأحد 6 حزيران/يونيو 2021، عن المواطن الأردني المسجون عبد الله عوض أبو جابر بعد انتهاء مدة محكوميته، حيث اعتقل في 29 كانون الأول/ديسمبر 2000.