أوكرانيا تستعيد 30 بلدة.. وروسيا تدفع بتعزيزات إلى خاركيف

أوكرانيا تستعيد 30 بلدة.. وروسيا تدفع بتعزيزات إلى خاركيف

09 سبتمبر 2022
دبابة روسية غنمتها القوات الأوكرانية في خاركيف (Getty)
+ الخط -

أعلن الجيش الروسي، اليوم الجمعة، إرسال تعزيزات باتجاه خاركيف في أوكرانيا رداً على خرق حققته القوات الأوكرانية في هذه المنطقة الواقعة عند الحدود مع روسيا. فيما أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، استعادة 30 بلدة من الروس.

وأعلنت كييف، الخميس، أنها استعادت حوالى ألف كيلومتر مربع في هذه المنطقة الواقعة في شمال شرق أوكرانيا في الأيام الأخيرة ولا سيما مدينة بالاكليا بالإضافة إلى نحو عشرين بلدة. وقال رئيس أركان الجيش الأوكراني فاليري زالوجني عبر تلغرام "إنها مهمة صعبة لكننا نحرز تقدماً".

وقال زيلينسكي، اليوم، إن قوات كييف استعادت 30 بلدة من القوات الروسية في شمال شرق البلاد، حيث أرسلت موسكو تعزيزات لمواجهة هذا الهجوم.

وأضاف زيلينسكي، في مقطع مصور بُثّ على الشبكات الاجتماعية، "في الوقت الراهن، حررت القوات المسلحة الأوكرانية وسيطرت على أكثر من ثلاثين بلدة في منطقة خاركيف" الحدودية مع روسيا.

وأقر رئيس الإدارة المدعومة من روسيا في منطقة خاركيف، فيتالي جانتشيففي، بتقدم الأوكرانيين، وقال في البث اليومي الحي للمذيع التلفزيوني فلاديمير سولوفيوف الذي يعمل في قناة تلفزيونية رسمية: "نؤخر العدو بقدر الإمكان، لكن العديد من التجمعات السكانية أصبحت بالفعل تحت سيطرة التشكيلات المسلحة الأوكرانية".

في بلدة غراكوفي قرب خاركيف التي تمت استعادتها من القوات الروسية قبل يومين، رأى مراسلو فرانس برس الجمعة الدمار الذي يشهد على ضراوة المعارك بينما شرعت الشرطة في نبش جثتين ربما ضحايا جريمة حرب روسية.

قال اناتولي فاسيليف (61 عاماً) وهو من السكان القلائل الذين ظلوا في غراكوفي لوكالة فرانس برس "كان الأمر مخيفاً. كان القصف والانفجارات في كل مكان".

رغم مكاسب القوات الأوكرانية، حث حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينغوبوف السكان الذين غادروا على عدم العودة بسبب أزمة كهرباء وغاز في البلدات التي تمت استعادتها من الروس.

من جهتها، أفادت وسائل إعلام روسية بنشر تعزيزات في هذا الاتجاه وبثت مقاطع فيديو تظهر مدرعات ومدافع وشاحنات تسير بأعداد كبيرة على طرق لم يحدد مكانها. لم تعلق موسكو على هذا الانتشار واكتفت بذكر الخسائر الفادحة التي ألحقها الجيش الروسي بالقوات الأوكرانية.

من بروكسل، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن نشر موسكو تعزيزات يظهر أن روسيا تدفع "ثمناً باهظاً".

وكدليل على التقدم الأوكراني، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في الأراضي المحتلة في المنطقة الجمعة اجلاء السكان إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة موسكو أو إلى روسيا.

معارك شرسة

وقال المسؤول الكبير في إدارة الاحتلال الروسي فيتالي غانتشيف لقناة روسيا 24 الجمعة، إن "معارك شرسة" تدور حول مدينة بالاكليا التي ذكرت كييف الخميس أنها استعادتها.

وأضاف: "لم نعد نسيطر على بالاكليا. محاولات طرد القوات الأوكرانية قائمة لكن المعارك هناك شرسة وقواتنا عالقة عند أطراف" المدينة.

وذكر أن معارك تدور أيضا قرب بلدة شيفتشينكوفي في منطقة خاركيف. وأضاف "تحاول القوات المسلحة الأوكرانية اختراق خطوط الدفاع. تم إرسال جنود احتياط من روسيا إلى هناك وقواتنا ترد".

وفي حصيلته المسائية، أكد الجيش الأوكراني أنه يلحق "خسائر كبيرة" بالعدو، قائلاً إنه لوحظ إحباط في معنويات القوات الروسية.

"انتصارات" أوكرانية أخرى في الجنوب والشرق

بالإضافة إلى الاختراق في هذه المنطقة، أعلنت كييف أيضاً الخميس سلسلة انتصارات في الجنوب والشرق، مؤكدة أنها استولت على مناطق وبلدات عدة.

وفي حال تم تعزيز هذه المكاسب الأوكرانية ستعد الأهم بالنسبة لكييف منذ انسحاب القوات الروسية من ضواحي كييف في نهاية مارس/آذار.

وفي حوض دونباس للتعدين في شرق أوكرانيا، حيث دارت أعنف المعارك في الأشهر الأخيرة، أكدت كييف الخميس أن قواتها تقدمت مسافة كيلومترين إلى ثلاثة كيلومترات قرب كراماتورسك وسلوفيانسك واستعادت السيطرة على بلدة أوزيرني.

وعلى بعد 45 كيلومتراً في باخموت، قتل ثمانية مدنيين الخميس وأصيب 17 آخرون في ضربات روسية، بحسب السلطات الأوكرانية.

وبحسب الحاكم المحلي بافلو كيريلينكو، فإن باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألفاً قبل اندلاع النزاع في أواخر شباط/فبراير محرومة من الماء والكهرباء لليوم الرابع على التوالي.

وخلال زيارة لبراغ، أشاد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بالانتصارات الأخيرة التي حققتها أوكرانيا مشيراً إلى أن الأسلحة الغربية مثل HIMARS الأميركية، تم استخدامها "لتغيير المعادلة في ساحة المعركة". وقال "نشهد الآن نجاحاً في خيرسون (جنوب) وفي خاركيف ولهذا السبب الأمور مشجعة للغاية".

الأمم المتحدة: أكثر من 400 أوكرانيّ مغيّبون لدى روسيا

أعلن محقّقو الأمم المتحدة الجمعة أنّهم وثّقوا أكثر من 400 عملية اعتقال تعسّفي واختفاء قسري بأيدي القوات الروسية في أوكرانيا، وعشرات الحالات المماثلة من قبل القوات الأوكرانية.

وأشارت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان الموجودة في أوكرانيا منذ العام 2014، إلى ارتفاع حاد في انتهاكات حقوق الإنسان منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط.

وفي لقاء للصحافيين من أوديسا، تحدّثت بالتفصيل عن آلاف القتلى المدنيين ومئات الاعتقالات التعسّفية، كما وثّقت التعذيب وسوء معاملة أسرى الحرب.

وأضافت أنه إذا ثبت أمام محكمة أنّ "أسير حرب تعرّض للتعذيب وسوء المعاملة أثناء الاحتجاز، فإنّ ذلك سيكون جريمة حرب".

وقالت إن فريقها تحقّق من أنّ القوات الروسية والمجموعات التابعة لها احتجزت بشكل تعسّفي أو أخفت 416 شخصاً في المناطق التي تحتلّها أو تسيطر عليها.

وأشارت إلى أنه "من بين هؤلاء، وُجد 16 شخصاً ميتاً وأُطلق سراح 166".

وتابعت بوغنر أن الفريق وثق أيضاً 51 حالة اعتقال تعسّفي و30 حالة أخرى قد ترقى إلى مستوى الاختفاء القسري، قامت بها هيئات إنفاذ القانون الأوكرانية.

وقالت إنّ البعثة تمكّنت من "الوصول بدون عوائق" إلى أماكن الاحتجاز في المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا، لكنّ روسيا لم تسمح بالوصول إلى أسرى الحرب المحتجزين في أراضيها أو المناطق التي تسيطر عليها.

وأضافت "يعدّ ذلك الأكثر إثارة للقلق منذ أن وثّقنا أنّ أسرى الحرب الخاضعين لسلطة الاتحاد الروسي... عانوا التعذيب وسوء المعاملة، وافتقروا في بعض الأماكن إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية والصرف الصحي".

ووصفت "عملية ترحيب" يخضع لها المعتقلون الجدد، يُجبرون خلالها على السير في ممر يصطف على طوله حرّاس مسلّحون يضربونهم بقوة أثناء مرورهم.

وبحسب الأمم المتحدة هناك على الأقل أربع حوامل بين أسيرات الحرب المعتقلات لدى موسكو والمجموعات المسلحة الموالية لها.

وحثّت بوغنر روسيا على النظر في الإفراج الفوري عن عدد من أسيرات الحرب الحوامل المحتجزات في أماكن تسيطر عليها لأسباب إنسانية، وأكدت أن البعثة تتابع هذه الحالات من كثب.

وأعربت بوغنر عن قلقها الكبير بشأن الوضع الصحي في معتقل أوليفنيفكا، حيث قالت إن أسرى الحرب يعانون أمراضاً معدية، بما في ذلك التهاب الكبد أو السل.

كذلك وثّقت البعثة بعض حالات التعذيب وسوء المعاملة للأسرى الروس الذين يحتجزهم الأوكرانيون، خصوصاً خلال القبض عليهم ونقلهم إلى معسكرات الاعتقال.

وقالت بوغنر "في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة (الأوكرانية)، قمنا أيضاً بتوثيق حالات التعذيب وسوء المعاملة لأسرى الحرب، عادةً عند القبض عليهم، أثناء الاستجواب الأولي أو نقلهم إلى معسكرات الاعتقال".

وتمكّنت الأمم المتحدة من تفقّد معسكر لأسرى الحرب في أوكرانيا، إلا أن غالبية الأسرى "معتقلون في سجون ما يشكل انتهاكاً للقاعدة التي تنص على أن أسرى الحرب يجب ألا يوضعوا في عزل مشدد".

وفي القرم، ندّدت بوغنر بـ"تدهور كبير" في وضع حقوق الإنسان، مشيرة إلى قيود مفروضة على ممارسة الحريات الأساسية، والتعذيب وسوء المعاملة، والاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية.

وبحسب الأمم المتحدة تم سوق أفراد اعتُقلوا في خيرسون التي تحتلها روسيا إلى القرم.

وأوردت بوغنر: "نحن قلقون من أن أنماط انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة في شبه جزيرة القرم منذ العام 2014 قد تتكرر في الأراضي التي احتلتها روسيا الاتحادية حديثاً حول أوكرانيا".

ومن المقرر أن تُصدر البعثة في 27 سبتمبر/أيلول تقريراً كاملاً عن تداعيات الغزو الروسي على حقوق الإنسان في أوكرانيا.

(فرانس برس)

المساهمون