إطلاق مئات المحتجزين في اليمن بأكبر عملية تبادل.. ودفعة جديدة الجمعة

إطلاق مئات المحتجزين في اليمن بأكبر عملية تبادل... ودفعة جديدة الجمعة

15 أكتوبر 2020
الإفراج عن 730 أسيراً كدفعة أولى (تويتر)
+ الخط -

بدأ مئات الأسرى والمحتجزين في النزاع اليمني، اليوم الخميس، بالتقاطر إلى مطارات مدنهم، بعد سنوات قضوها خلف قضبان جماعة الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والتحالف السعودي الإماراتي.  

ونجحت الأمم المتحدة، الخميس، في تحقيق اختراق جوهري بملف الأزمة، تمثل بالإفراج عن 730 أسيراً كدفعة أولى، من المقرر أن تعقبها، غداً الجمعة، أعداد أخرى كتكملة للعدد الذي اتُّفِق عليه في جنيف بـ1081 كمرحلة أولى، في أكبر تبادل منذ محادثات السلام في ديسمبر/ كانون الأول 2018 التي توقفت منذ ذلك الحين.  

ووصلت الدفعات الأولى من الأسرى الحوثيين قادمة من مطاري أبها السعودي وسيئون اليمني في محافظة حضرموت، فيما وصلت دفعة من الأسرى التابعين للقوات الحكومية إلى سيئون، بالتزامن مع وصول 15 جندياً سعودياً و4 سودانيين كانوا محتجزين لدى الحوثيين إلى السعودية.  

وقبل ساعات من إحاطة مرتقبة له أمام مجلس الأمن الدولي، رحّب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بعملية إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، واعتبرها "علامة جديدة" بأنّ الحوار السلمي يمكن أن يؤدي إلى نتائج حميدة، وفقاً لبيان مقتضب نشره على حسابه الرسمي بموقع "تويتر".

وفيما هنأ العائلات التي ستستقبل أحباءها بعد طول انتظار، أعرب غريفيث عن أمله في أن يلتقي الطرفان قريباً برعاية الأمم المتحدة لمناقشة إطلاق سراح كل السجناء والمعتقلين على خلفية النزاع المتصاعد من 2015.  

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ 5 طائرات تابعة لها تحركت، صباح الخميس، من مطارات أبها وصنعاء وسيئون، ضمن عملية نقل وإطلاق سراح المحتجزين السابقين التي اتفقت عليها أطراف النزاع في اليمن. 

وقالت اللجنة، في تغريدة على حسابها الرسمي بموقع "تويتر"، إنّ عملية تبادل المحتجزين جرت بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني والهلال الأحمر السعودي. 

ولفتت اللجنة الدولية، التي استعانت بطائرة إثيوبية مستأجرة لنقل الأسرى الحوثيين من أبها إلى صنعاء، إلى أنها كوسيط محايد ستساعد مئات المحتجزين السابقين على العودة إلى ديارهم.

وأكد مصدر في اللجنة الحكومية لشؤون الأسرى، لـ"العربي الجديد"، أنّ عمليات التبادل، اليوم الخميس، ستقتصر على 730 أسيراً، وذلك بواقع 480 حوثياً، مقابل 250 من الحكومة الشرعية، وذلك على دفعات صباحية ومسائية.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ الدفعات التي نُقلَت اليوم تمثلت برحلتين من مطاري سيئون وصنعاء ورحلتين من مطار أبها، فضلاً عن رحلة من مطار صنعاء إلى أبها نقلت 15 جندياً سعودياً و4 سودانيين.  

ووفقاً للمصدر، من المقرر أن تستكمل عملية التبادل غداً، الجمعة، بإطلاق سراح 100 أسير حوثي، مقابل 251 أسيراً ومحتجزاً تابعين للحكومة اليمنية. 

وشملت الدفعة الأولى من المحتجزين الذين أفرج عنهم الحوثيون 5 صحافيين اعتُقِلوا بصنعاء في عام 2015، وهم: هشام طرموم وهشام اليوسفي وهيثم عبد الرحمن الشهاب وعصام أمين بالغيث وحسن عناب، فيما استمرّ احتجاز 4 آخرين محكوم عليهم بالإعدام.  

إلى ذلك، اعتبر المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام، أن عملية التبادل التي تمت "تعيد الأمل في بناء السلام"، كما توقع أن تنعكس هذه الخطوة بشكل إيجابي على الملف السياسي، بالتزامن مع الجهود التي يجريها المبعوث الأممي مارتن غريفيث لطرح ما يسمى بالإعلان المشترك لوقف إطلاق النار.  

وقال عبد السلام، في تصريحات نقلتها قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة: "ما وصلنا إليه هو حالة طبيعية، لأنها صفقة إنسانية يستفيد منها الجميع وليست سياسية، ولا بد أن نصل إلى وقف العدوان ورفع الحصار"، في إشارة للعمليات العسكرية والحظر الجوي والبحري المفروض من التحالف السعودي الإماراتي منذ 2015.  

وأشار المتحدث باسم الحوثيين إلى أن وجود الأسرى السعوديين هو من نقاط القوة، لافتا إلى أن الذين خرجوا اليوم "هم جزء بسيط، ولدى الجماعة المزيد من الأسرى السعوديين".  

وأبدى المتحدث استعداد الحوثيين للدخول في تبادل الكل مقابل الكل، بناء على المطالب التي كانوا قد تقدموا بها في مشاورات استوكهولم بالسويد، أواخر 2018.

ونظم طرفا النزاع استقبالات رسمية وشعبية للأسرى والمحتجزين المحررين، وبدت الفرحة على أهاليهم الذين تدفقوا إلى المطارات، فيما نشر ناشطون لقطات لعدد من المحررين وهم يسجدون على أراضي المطارات، في مشهد يعبّر عن فرحتهم بالحرية التي نالوها بعد سنوات من الاحتجاز.

المساهمون