الأمم المتحدة: رقعة القتال اتسعت في اليمن ونقص التمويل يهدد بالمجاعة

الأمم المتحدة: رقعة القتال اتسعت في اليمن ونقص التمويل يهدد بالمجاعة

15 أكتوبر 2020
لوكوك: 4 ملايين يمني لم تعد تصلهم مساعدات الأمم المتحدة (Getty)
+ الخط -

حذّر مارك لوكوك، مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية في حالات الطوارئ، في إحاطته الشهرية أمام مجلس الأمن بخصوص اليمن، من أن البلاد "قاب قوسين أو أدنى من المجاعة إذا ما استمرت الدول المانحة بعدم الوفاء بوعودها، حيث حصلت الأمم المتحدة حتى الآن على 42 بالمئة فقط مما تحتاجه من تمويل لعملياتها الإنسانية".

وتعد العملية الإنسانية بقيادة الأمم المتحدة في اليمن الأكبر عالميا، حيث يحتاج قرابة 24 مليون يمني إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية.

وقال إنه ولنفس الفترة العام الماضي، تم تمويل خطة الاستجابة بنسبة 65 في المائة. ولفت الانتباه إلى أن نقص التمويل يعني أن المزيد من البرامج الرئيسية معرضة لخطر الإغلاق. وأعطى مثالا على ذلك اضطرار منظمة الأغذية والزراعة إلى إغلاق برنامج لتلقيح الماشية كان يخدم 3 ملايين أسرة ريفية. وأشار إلى أن وكالات الإغاثة تصل إلى حوالي 9 ملايين شخص شهريًا فقط في اليمن، بعد أن كانت تصل إلى أكثر من 13 مليونًا في بداية العام. وتساءل لوكوك عن مصير الأربعة ملايين الذين لم يعد لدى الأمم المتحدة المال لمساعدتهم.

ولفت لوكوك الانتباه إلى قضية نقص الوقود في الشمال، وقال إن رفع أسعاره يؤدي بدوره إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية.

وشرح في هذا السياق: "دخل فقط 20 ألف طن متري من الوقود التجاري إلى الحديدة في سبتمبر/ أيلول - ثالث أقل رقم مسجل على الإطلاق وأقل بنسبة 76 في المائة عن أغسطس/آب. حاليا، تنتظر 20 سفينة وقود تجارية دخول الميناء وتفريغ ما يعادل متوسط واردات ثلاثة أشهر". واستطرد بأن "الحكومة اليمنية تمنع دخولهم بسبب الخلاف المستمر مع سلطات أنصار الله حول إدارة عائدات الاستيراد". وأشار إلى أن السماح بدخول بعض السفن متواضع في حجمه ولا يفعل الكثير لحل المشكلة.

الضربات الجوية والقصف استهدف المزارع أكثر من 900 مرة منذ عام 2018؛ أي مرة واحدة كل يوم تقريبًا

وتحدث لوكوك عن الاقتصاد اليمني واصفا إياه بالعامل الحاسم والرئيسي لمجابهة خطر المجاعة. وأردف أن "الواردات الغذائية التجارية ظلت مستقرة إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة، مع دخول أكثر من 380 ألف طن إلى الحديدة والصليف في سبتمبر/ أيلول. لكن تكلفة الغذاء والسلع الأساسية الأخرى تعني أنها بعيدة المنال بالنسبة لملايين العائلات". وأشار كذلك إلى انخفاض العملة اليمنية إلى أدنى مستوياتها مما يعيق من قدرة اليمنيين على شراء السلع الغذائية.

وقال لوكوك إن رقع الاقتتال، منذ آخر إحاطة له قبل قرابة الشهر، قد اتسعت. وشرح قائلا: "لقد شهدنا تصعيدًا إضافيًا للنزاع، حيث يوجد الآن 47 رقعة قتال في جميع أنحاء اليمن، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق. ووقعت أعنف الاشتباكات في الأسابيع الأخيرة في الحديدة ومأرب والجوف". ولفت الانتباه إلى أن الخسائر بالأرواح والإصابات بصفوف المدنيين وصلت إلى أعلى المستويات المسجلة هذا العام. وأضاف أنه "في الأيام الأخيرة، خفت حدة الأعمال العدائية إلى حد ما، لكن هذا لا يكفي".

وقال إنه "وعلى الرغم من شبح المجاعة وغلاء الأسعار فإن استهداف الأسواق ما زال مستمرا من قبل أطراف النزاع". وأعطى مثالا على إحصائيات أوردها المجلس النرويجي للاجئين مفادها "أن الضربات الجوية والقصف استهدف المزارع أكثر من 900 مرة منذ عام 2018؛ أي مرة واحدة كل يوم تقريبًا".

 وقال "إن العاملين في المجال الإنساني وخاصة في الجنوب، يوجهون تحديات بسبب انعدام الأمن، بما في ذلك المضايقات من قبل الجماعات المسلحة، ولا تزال المناقشات مع الحكومة اليمنية لتبسيط العمليات البيروقراطية للموافقة على مشاريع المساعدات مستمرة، كما فعلوا خلال الأشهر الستة الماضية".

وحول الوضع في الشمال لفت الانتباه إلى أن "الوكالات الإنسانية تواجه تحديات أكثر صعوبة في الوصول إلى المحتاجين، ويرجع ذلك أساسًا إلى القيود التي تفرضها سلطات أنصار الله".

وأكد لوكوك أن النهوض بالوضع الاقتصادي في اليمن يشكل عاملا رئيسا لموجهة خطر المجاعة، حيث لا تكفي المساعدات لوحدها حتى لو تم الوفاء بالتعهدات وقدمت الدول المزيد من المساعدات الإنسانية.

المساهمون