الرئيس العراقي يدعو إلى إجراء تعديلات دستورية وانتخابات مبكرة

الرئيس العراقي يدعو إلى إجراء تعديلات دستورية وانتخابات مبكرة

30 اغسطس 2022
برهم صالح: لا مناص بعد اليوم من الشروع بإصلاحات حقيقية (Getty)
+ الخط -

أكد الرئيس العراقي، برهم صالح، يوم الثلاثاء، أن الانتخابات الأخيرة لم تحقق ما يأمله المواطن، وأن إجراء انتخابات جديدة يمثل مخرجاً للأزمة التي تعيشها البلاد، داعياً إلى إجراء تعديلات دستورية.

وقال صالح، في كلمة وجهها إلى الشعب العراقي، إن "مشاهد الأمس هزت نفوس كل العراقيين وجرحت مشاعرهم واعتصرت قلوبهم حزناً.. وعلينا الإقرار بأن المنظومة السياسية والمؤسسات الدستورية عجزت عن تفادي ما حصل"، معتبراً أن "موقف الصدر هو موقف مسؤول وشجاع وحريص على الوطن، وهو محل تقدير عال من العراقيين، وينبغي استثماره لمصلحة الخروج ببلدنا من الأزمة السياسية الراهنة عبر حلول مسؤولة ضامنة لتحقيق تطلعات الناس".

ودعا برهم صالح "الإطار التنسيقي إلى التواصل مع الصدر لتهدئة النفوس، والخروج في هذا الحوار الوطني بحل سياسي حاسم يتناول قضية الانتخابات الجديدة المُبكرة وتشكيلة الحكومة وإدارة الفترة المقبلة"، مشدداً على أن "إجراء انتخابات جديدة مُبكرة وفق تفاهمٍ وطني، يُمثل مخرجاً للأزمة الخانقة في البلاد عوضاً من السجال السياسي أو التصادم والتناحر، وأن تضمن الاستقرار السياسي والاجتماعي وتستجيب لتطلعات العراقيين".

 وأضاف "لا مناص بعد اليوم من الشروع بإصلاحات حقيقية، وقطعاً لا منصب أو موقع أهم من مصلحة الوطن، والأهم هو إصلاح الوضع جذرياً لوقف دوامة الأزمات"، مؤكداً "الحاجة لتعديلات دستورية يجب الشروع فيها في الفترة المقبلة وعبر الآليات الدستورية والقانونية، لبنود شهدنا جميعاً على مسؤوليتها عن مشاكل مُستحكمة، وكرّست أزمات بدل حلها، وباعدت المسافات بدل تقريبها".

جاء ذلك بعد ساعات قليلة من توجيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أنصاره بالانسحاب من مبنى البرلمان خلال ساعة واحدة فقط، منهياً اعتصاماتهم التي امتدّت لشهر كامل داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، معتبراً أنها خرجت عن سلميتها، فيما توقف إطلاق النار داخل المنطقة الخضراء وبدأ أنصار التيار بالانسحاب منها.

من جهته، قلل الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرةداغي، من أهمية الانتخابات المبكرة، في ظل وجود الأطراف المسلحة، وقال في تغريدة له "ما قيمة الانتخابات المبكرة في ظل وجود أطراف مسلحة لا تعترف بالنتائج وتفرض نفسها بالقوة؟ لماذا لا يتم التركيز على أصل المشكلة؟".

وكانت البلاد قد شهدت أمس، حتى ظهر اليوم الثلاثاء، مواجهات دامية اندلعت على إثر اعتزال الصدر العمل السياسي، إذ تظاهر المئات من أنصاره داخل المنطقة الخضراء وخارجها وفي المحافظات الأخرى، واشتبكوا مع أمن "الحشد الشعبي"، ما تسبّب بمقتل العشرات من المتظاهرين وجرح المئات، وسط ارتباك أمني خطير.

وتعيش البلاد أزمة هي الأطول من نوعها، إذ حالت الخلافات بين القوى السياسية، لا سيما الشيعية منها، دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة التي جرت في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.