السنيورة يسير عكس "التيار الحريري": مشاركة سُنية فعالة في الانتخابات

السنيورة يسير عكس "التيار الحريري": نحو مشاركة سُنية فعّالة في الانتخابات

23 فبراير 2022
لم يتضح ما إذا كان السنيورة قد اتخذ قراره بالترشح (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -


دعا رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة، اللبنانيين، وخصوصاً "أهل السُّنة" إلى "عدم مقاطعة الانتخابات النيابية أو الاستنكاف، بل المبادرة إلى المشاركة الفعّالة ترشيحاً واقتراعاً للحؤول دون إخلاء الساحة السياسية للطارئين والمغامرين"، في موقفٍ يتعارض كلياً مع المسار الذي اختاره رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، ووُضِع في خانة المواجهة، وخصوصاً أن السنيورة يُعَدّ من الشخصيات الطامحة إلى خلافة سعد، وملء الفراغ الذي تركه على مستوى زعامة الطائفة السُّنية.

كلام السنيورة الذي طغى عليه التصويب على "حزب الله" وإيران، ورسم فيه المبادئ التي تجعل من الانتخابات محطة يجب عدم تفويتها رغم القانون الانتخابي الأعرج وفق تعبيره، أتاه الردّ الأول والأقوى من الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، الذي أكد أن موقف سعد وحده يمثله قبل أن تتبعه تغريدات من مناصري سعد أكدوا مقاطعتهم للانتخابات.

ولم يحسم السنيورة في مؤتمره الصحافي اليوم قراره بالترشح أو العزوف عن خوض الانتخابات، مكتفياً بالقول: "لا داعي للعجلة، تفصلنا 3 أسابيع عن موعد إقفال باب الترشيحات (15 مارس/آذار المقبل)، وما زلت أدرس الموضوع".

وشدد السنيورة على أن الأزمة في لبنان وطنية لا طائفية أو مذهبية، وقد عبّر عنها الرئيس سعد الحريري، ودق جرس إنذارها البطريرك الماروني بشارة الراعي ومرجعيات إقليمية ودولية.

السنيورة:  لا يمكن إلغاء حزب الله من المعادلة الوطنية ولا دولة مع سلاح حزب الله ولكن هناك إمكانية لدولة مع الحزب من دون سلاحه

ولفت إلى أنه لا يمكن إعادة بناء الدولة ما دام "حزب الله" يسيطر على الدولة مستقوياً بسلاحه، ولا يمكن إقامة علاقات سوية وبناءة مع الدول الشقيقة والصديقة.

لكنه أردف قائلاً: "من جانب آخر لا يمكن إلغاء حزب الله من المعادلة الوطنية، لذلك فإنه لا دولة مع سلاح حزب الله، ولكن هناك إمكانية لدولة مع الحزب من دون سلاحه الذي أصبح بالفعل موجهاً إلى صدور اللبنانيين والاشقاء العرب".

وأشار السنيورة إلى أن "النضال البرلماني يجب أن يستمر ضد الارتهان للنفوذ الإيراني الذي بات يحجب ويحمي الفساد السياسي المستشري في الدولة، أما الدعوى للمقاطعة فتنطوي على شبهة أن لبنان فقد قواه الحيّة ورضخ للهيمنة، وهذا غير صحيح، إذ إن إرادة اللبنانيين لم ولن تنكسر، ولذلك فإن الاقتراع هو تعبير عن الاستنكار والرفض لممارسات الهيمنة والفساد والإفساد".

عاد اسم السفير السابق نواف سلام ليظهر عند كل "فراغ" في سدة رئاسة الحكومة إلى الواجهة من جديد

واعتبر أن "تغليب المصالح المشتركة أولى من الالتفات إلى الانتقادات الثانوية، ولا سيما لدى أولئك المؤمنين بضرورة استعادة لبنان لدولته المدنية وكيانه الوطني وسيادته غير المنقوصة".

في السياق، يضع الكاتب السياسي جوني منيّر لـ"العربي الجديد" حركة السنيورة ضمن خانتين: الأولى ترتبط بوجود هاجس من القضم والتقدم الحاصل من جانب حزب الله وحلفائه على مستوى الساحة السُّنية، التي تعاني من الفراغ الذي تركه سعد الحريري، وخصوصاً في ظلّ إحجام المستقبل أو شارع التيار عن المشاركة في الانتخابات النيابية. والثانية تتصل بالخشية الموجودة لديه من تمدّد شقيق سعد، بهاء الحريري، سُنياً، وحركته أخيراً بلقائه البطريرك الراعي الذي استشهد السنيورة به اليوم، وعلى صعيد دعم بهاء لوائح انتخابية في مناطق لبنانية.

ويضيف منيّر: "من دون أن ننسى أيضاً في الموضوع السعودي عندما حصلت الحادثة مع الحريري عام 2017، طرح بهاء نفسه للمرة الأولى كبديل وظهر ذلك وكأنه بالتناغم مع السعودية ورغم أن العلاقة لم تصبح قوية من بعدها لكنه لا يبدو في الوقت نفسه أنه على عداء معهم".

منيّر: وكأن هناك نية لدى السنيورة بالترشح وترؤسه لائحة انتخابية خصوصاً أن هناك كلاماً جدياً بترشحه في بيروت وهذه النقطة القاتلة للحريري

ويرى أن الأسئلة التي تطرح هنا: "أين الخلفية السعودية مما يحصل؟ هل مهّد السنيورة لحركته على المستوى السعودي؟ وهل ما فعله السنيورة سبّق على بهاء بالخلفية السعودية؟ علينا حكماً انتظار ردّة الفعل".

كذلك، يعتبر منيّر أن الجواب القاسي الأشبه بالصفعة وُجِّه إلى السنيورة من جانب أحمد الحريري الذي يتماهى كلامه مع سعد، ويصبّ في خانة أن لا بديل أو وريث لسعد الحريري.

ولم يحسم السنيورة موقفه من الترشح للانتخابات أو العزوف، أسوة بزميله في نادي رؤساء الحكومات السابقين، تمام سلام الذي أعلن عدم خوضه المعركة، بل وضعه في دائرة "قيد الدرس". وهنا يرى منيّر وكأن "هناك نية لدى السنيورة بالترشح وترؤسه لائحة انتخابية، خصوصاً أن هناك كلاماً جدياً بترشحه في بيروت، وهذه النقطة القاتلة للحريري". 

ويلفت منيّر إلى أن المشهد بات حالياً وكأن "من يتقدم أكثر في الشارع السني، حزب الله أي عبر حلفائه أو بهاء الحريري، أو السنيورة؟".

تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لم يحسم موقفه رسمياً بعد على صعيد الترشح أو العزوف، فيما عاد اسم السفير السابق نواف سلام، الذي يظهر عند كل "فراغ" في سدة رئاسة الحكومة إلى الواجهة من جديد، ولكن هذه المرة من بوابة المقعد النيابي البيروتي المستقل، بينما أعلن وزير الداخلية الأسبق النائب نهاد المشنوق، أمس، عزوفه عن الترشح.