السودان: لجان المقاومة تعلن تصعيداً مفتوحاً ضد الانقلاب

السودان: لجان المقاومة تعلن تصعيداً مفتوحاً ضد الانقلاب وإغلاق شوارع في الخرطوم

26 يناير 2022
تظاهرات وإغلاق طرق في الخرطوم (محمود حجاج/ الأناضول)
+ الخط -

أعلن عدد من لجان المقاومة في السودان، اليوم الأربعاء، تصعيداً مفتوحاً، احتجاجاً على استمرار الانتهاكات ضد المتظاهرين، بينما شهد بعض أحياء الخرطوم تظاهرات ليلية وإغلاقاً للشوارع الرئيسة.

وقالت اللجان إنها تواصل الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني وإبعاد العسكريين عن السلطة.

بدوره، أعلن تحالف في شمال السودان نيته إغلاق الإقليم بالكامل، بما في ذلك الطرق الرابطة بين الموانئ والطريق الرابط بين السودان ومصر، حتى تحقيق مطالب الإقليم الثورية.

وأغلق محتجون حي بري وامتداد ناصر، شرق الخرطوم بالكامل وكذلك شارع عبيد ختم، أشهر شوارع المنطقة، كما أُغلقت شوارع في منطقة الصحافة، وفي مدينة أم درمان، غرب العاصمة، والخرطوم بحري، شمال.

وفي ضاحيتي العمارات والكلاكلة، نظم مناهضو الانقلاب وقفتين احتجاجيتين وحملوا لافتات تندد باستمرار الانقلاب العسكري، وللمطالبة بعودة الحكم المدني. كما نفذ العاملون بقطاع النفط وقفة احتجاجية أمام مباني وزارة الطاقة والنفط استجابة لجدول التصعيد الذي أصدرته لجان المقاومة بولاية الخرطوم، وحملت الوقفة لافتات ضد العسكر. 

ونددت الوقفة بالاعتداء على المتظاهرين السلميين، بالضرب والاعتقال وإطلاق القنابل الصوتية والرصاص.

وكان آلاف الأشخاص شاركوا بقرية السديرة الشرقية بولاية الجزيرة، في تشييع جثمان الشهيد أحمد عبد المنعم، الذي توفي متأثراً بإصابته في موكب 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وكانت لجنة أطباء السودان المركزية، أعلنت اليوم الأربعاء، وفاة عبد المنعم، متأثراً بإصابته في موكب 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي رفضاً للانقلاب العسكري.

وذكرت اللجنة في بيان على صفحتها في "فيسبوك"، أن عبد المنعم (18 عاماً)، أصيب برصاص حيّ في الرأس من قبل قوات السلطة الانقلابية في أثناء مشاركته في مليونية 30 ديسمبر في مواكب أم درمان، وأن السيارة التي حملته لإسعافه جرى اعتراضها، ما أخّر التدخل الطبي حتى وصوله إلى المستشفى ليتوفى اليوم.

وبذلك يرتفع عدد قتلى ما بعد الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 77 قتيلاً، إضافة إلى مئات المصابين.

وتقول لجنة الأطباء إن "القوات الانقلابية لا تزال سادرة في غيّها وتمارس الوحشية والعنف المفرط بحق المتظاهرين السلميين، وما زالت تقتل اليُفّع بناة الأوطان وتحرمهم الحياة لتطيل عمر الظالمين والطغاة الذين ما لقي الوطن منهم إلا كل تدمير وتمزيق"، حسب ما جاء في البيان.

وأشارت إلى أن "رسالتها للعالم أن الشعب يسيّر المواكب السلمية باستمرار، ويستخدم كل أدوات المقاومة اللاعنفية من أجل دولة الحرية والديمقراطية والعدالة، ليُجابه بالآلة العسكرية المغتصبة للسلطة بأبشع الجرائم".

ومنذ إطاحة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حكومة عبد الله حمدوك، تواترت المظاهرات المناهضة للعسكريين، وفي كل مرة كانت قوات الأمن تتصدى للمحتجين، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم، وفقاً لناشطين معارضين للسلطة.

رفض لتدخل البعثة الأممية في الشؤون السودانية

من جهة أخرى، تجمّع مئات السودانيين، اليوم الأربعاء، أمام مقر بعثة الأمم المتحدة بالخرطوم، رافضين تدخل البعثة في الشأن السوداني، ومطالبين بطرد المبعوث الأممي.

ودعا إلى التجمع جسم تحت اسم "سودانيون من أجل السيادة الوطنية"، وهو جسم محسوب على نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

وردد المتجمّعون هتافات مناوئة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس البعثة فولكر بيرتس، وأخرى تطالب بطرده، وثالثة تذكره بمصير غوردون باشا، حاكم السودان إبان الحكم الإنكليزي، الذي قُتل على يد السودانيين عام 1885.

وسلّم التجمع مذكرة لبعثة الأمم المتحدة، انتقدت أداءها خلال الفترة الماضية، وتغاضيها عن الانتهاكات لحقوق الانسان، وصمتها عن خروقات الوثيقة الدستورية، وانحيازها إلى أطراف سياسية، ومساهمتها في إقصاء الآخرين في السنوات الماضية.

ومنذ 3 أسابيع، تجري بعثة الأمم المتحدة بدعم غربي، مشاورات مع أطراف الأزمة السياسية في البلاد، تمهيداً لعقد حوار يخرج باتفاق حول إدارة ما بقي من الفترة الانتقالية.

وأشارت المذكرة إلى أن الأمم المتحدة فشلت من قبل في سورية وليبيا وغيرها، وأن نهجها الحالي في السودان لن يقود إلى حلول، بل إلى تمزيق النسيج الاجتماعي، وتكرار تجربة الدول القريبة.

وطالب محمد عبد الله شيخ إدريس، وهو قيادي سابق بحزب البشير، في خطاب له أمام التجمع، بمغادرة المبعوث الأممي فولكر بيرتس، سريعاً، محذراً في سياق آخر، المكون العسكري من محاولاته التطبيع مع إسرائيل، وحثه على وقف ما سماها الفوضى في الشوارع.

عمر الدقير: المعركة ضد الانقلاب العسكري تحسمها إرادة السودانيين

من جهته، قال القيادي في تحالف الحرية والتغيير، عمر الدقير، إن المعركة ضد الانقلاب العسكري تحسمها إرادة السودانيين الموحدة.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي لقوى إعلان الحرية والتغيير، عقدته، اليوم الأربعاء، بالخرطوم، ورحبت فيه بالتضامن الدولي مع مطالب الشعب السوداني.

وأشار الدقير إلى أن التحالف أبلغ بعثة الأمم المتحدة التي تخطط لعملية سياسية لإنهاء الأزمة، أن أية عملية سياسية لحل الأزمة الحالية، يجب أن يكون هدفها إنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عنه، وإيقاف العنف ضد قوى الثورة، والتأسيس لوضع دستوري يفضي إلى النأي بالقوات المسلحة عن السياسة، وتكوين سلطة مدنية كاملة تباشر إنجاز مهام الفترة الانتقالية وتعد لانتخابات عامة حرة ونزيهة.

وطلب الدقير من السلطة الانقلابية "الاتعاظ من وقائع التاريخ السوداني، التي تؤكد أن هذه المواجهات محسومة لمصلحة الشعب، والمهزوم هو عدو الحياة والحرية وكل ما هو أخضر على هذه الأرض"، مشدداً على أهمية الحفاظ على وحدة لجان المقاومة، وتكاملها مع قوى الثورة الأخرى لهزيمة الانقلاب ومواصلة العمل الجماعي لتنفيذ أهداف الثورة.

السودان يغلق حدوده مع أفريقيا الوسطى بسبب "مخاطر أمنية"

على صعيد منفصل، أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الأربعاء، إغلاق حدود السودان مع أفريقيا الوسطى المجاورة للبلاد، لأسباب تتعلق بمخاطر أمنية.

حسب تصريحات قائد القوات المشتركة لتأمين الشريط الحدودي بين السودان وأفريقيا الوسطى العقيد أبشر بلايل، اليوم الأربعاء، على الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع على "فيسبوك"، فإنه "تمّ إغلاق الحدود بين السودان وأفريقيا بشكل كامل، لأسباب تتعلق بمخاطر أمنية".

ولم يشر القائد العسكري إلى طبيعة هذه المخاطر الأمنية.

وأضاف أن "القوات التي نفذت إغلاق الحدود عبارة عن قوات مشتركة ضمت (القوات المسلحة وقوات الدعم السريع) السودانية، إلى جانب قوات من دولتي أفريقيا الوسطى وتشاد".

وكشف عن "مخاطر أمنية وممارسات سلبية بين الحدود، استدعت إجراء السودان تنسيقاً مع أفريقيا الوسطى، من جهة، ومع تشاد من جهة أخرى، لغلق الحدود بين البلدين".

وأظهر مقطع مصور، نشرته الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع على "فيسبوك"، انتشار رتل من السيارات العسكرية في منطقة أم دخن الحدودية للسيطرة على المداخل بين السودان وأفريقيا الوسطى والشريط الحدودي بطول 95 كيلومتراً.

المساهمون