العراق: هجوم الطارمية يعيد حملة التحريض على البلدة

العراق: هجوم الطارمية يعيد حملة التحريض على البلدة

21 اغسطس 2021
استنفار أمني في بلدة الطارمية (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

أعاد الهجوم الذي تعرّض له، أمس الجمعة، عناصر من "الحشد الشعبي" في بلدة الطارمية شمال بغداد، والذي أوقع قتلى وجرحى، حملة التحريض التي تتبناها فصائل مسلحة وجهات سياسية، والتي وصل بعضها إلى الدعوة لإخلاء المدينة وتهجير أهلها أو تسليمها لفصائل "الحشد الشعبي"، وهو ما ترفضه حكومة مصطفى الكاظمي لغاية الآن.
وارتفعت حصيلة التفجير الذي نفذ بعبوة ناسفة، مستهدفاً قوة لـ"الحشد"، إلى 4 قتلى، بينهم عضو بارز في جماعة "النجباء"، الحليفة لطهران، فضلاً عن 8 جرحى آخرين.
وعقب الهجوم بساعات، نفذت مليشيات "النجباء" المنضوية ضمن "الحشد الشعبي" عملية قصف عشوائي على منطقتي (المشاهدة) و(البساتين) في البلدة، استعداداً لاقتحامها.
ووفقاً لمسؤول عسكري في البلدة، فإن "الوضع متوتر جداً، خاصة بعد وصول تعزيزات من قبل بعض الفصائل المسلحة، التي تريد اقتحام البلدة".
وقال المسؤول إياه، لـ"العربي الجديد"، إن "حالة من الرعب تسيطر على الأهالي، إذ طاول القصف العشوائي عدداً من المنازل الريفية، وسط توقعات باجتياح البلدة من قبل بعض الفصائل".

 وأكد أن "الفصائل تسعى لتنفيذ عمليات انتقامية بمعزل عن القوات الأمنية"، مبيناً أن "القوات الأمنية انتشرت في البلدة، في محاولة منها لمنع انفراد الفصائل بأي عملية تفتيش أو اعتقالات قد تقدم عليها".
وفي السياق، أشار المسؤول إلى أن "قيادات أمنية رفيعة ستصل إلى البلدة وستعقد اجتماعاً عسكرياً فيها".
وبيّن أنّ "الأهالي ووجهاء المنطقة أجروا اتصالات مع القادة الأمنيين في البلدة، وأبلغوهم مخاوف الأهالي من عمليات انتقامية ستعقب موجة التحريض ضد البلدة، وطالبوا بتدخل مباشر من قبل رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، لمنع الفصائل من تنفيذ أجنداتها واجتياح المدينة".
ومنذ ليل أمس، استمرت جهات سياسية وقيادات بالفصائل، حملة تحريض على البلدة، والدعوة لاستنساخ تجربة بلدة "جرف الصخر" فيها، أي اجتياحها من قبل الفصائل وتهجير أهلها ومنعهم من العودة.
واعتبرت كتلة "النهج الوطني"، المنضوية ضمن تحالف "الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، البلدة "معقل الإرهاب"، ودعت إلى تنفيذ عملية عسكرية كبرى فيها.
وقال رئيس الكتلة عمار طعمة، في بيان، إنّ "قواتنا تتعرض في الطارمية لهجمات إرهابية متكررة تؤدي إلى سقوط ضحايا"، محمّلاً الحكومة "مسؤولية ذلك، بسبب التردد في اتخاذ قرارات شجاعة وجريئة بتنفيذ عمليات واسعة تُنهي وجود الجماعات الإرهابية وتطهر المنطقة من شرورها".

وحمّل البلدة مسؤولية "جميع الخروقات الأمنية التي استهدفت العاصمة بغداد وأوقعت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين"، مؤكداً أن "تلك العمليات الإرهابية انطلقت من الطارمية التي شكلت معبراً لنقل الانتحاريين المجرمين".
وشدد على أنه "مع كل هذه التهديدات الجدية المتكررة من منطقة تمثل منفذاً إرهابياً متاخماً للعاصمة بغداد تستنزف القوات الأمنية المرابطة، يجب إطلاق عملية عسكرية كبرى يشارك فيها الحشد الشعبي، والشرطة الاتحادية، تقتلع معقل الإرهاب، وتطهر المنطقة وتنتهي بفرض سيطرة كاملة ومسك للأرض على جميع مساحتها".
بدوره، قال المتحدث باسم مليشيات "العصائب" النائب نعيم العبودي، إنّ البلدة "خاصرة رخوة وخطيرة لبغداد".
وأضاف في تغريدة له: "نزف مستمر في الطارمية، خروقات واعتداءات دائمة على القوات الأمنية في المنطقة ذاتها، ما يدلّ على أنّها باتت خاصرة رخوة وخطرة، تحتاج إلى عمل أمني وعسكري بالتنسيق مع حشد المنطقة، للقضاء على الإرهابيين وكشف المتعاونين معهم".

وتعيش بلدة الطارمية منذ عدّة سنوات تضييقاً أمنياً، بسبب اتهامات توجه إليها من قبل أطراف سياسية وفصائل مسلحة، تعد المنطقة "معقلاً للإرهاب"، وبينما تعيش البلدة أجواءً عسكرية مستمرة، من قطوعات للشوارع وانتشار أمني مستمر، وحواجز إسمنتية، سجلت خلال الفترة السابقة انتهاكات كثيرة من عمليات دهم من دون أوامر قضائية واعتقالات عشوائية لأبنائها، من قبل فصائل مسلحة.