القصف الإيراني على إدلب: محاولة لخلط الأوراق رداً على الضغط الدولي؟

الضربات الإيرانية على إدلب: محاولة لخلط الأوراق بسورية رداً على الضغط الدولي؟

16 يناير 2024
باحث في الشأن السياسي: هذه خطوة تهدف لإرباك الأطراف المتدخلة في سورية (Getty)
+ الخط -

استهدفت مليشيا "الحرس الثوري الإيراني" في سورية مواقع زعمت أنها لتنظيم "داعش" بالصواريخ البالستية، ليل الاثنين الثلاثاء، في خطوة رجح ناشطون وباحثون أن تكون محاولة من طهران لتوجيه رسالة بعد تصاعد الضغط عليها بـ"أنها قادرة على خلط الأوراق في سورية".

وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري إن "أربعة انفجارات مجهولة المصدر دوت، ليل الاثنين، في الأطراف الجنوبية الشرقية من مدينة حلب"، موضحةً أنه "يجري التأكد من الأضرار الناجمة عن الاستهداف".

لاحقاً، أوضحت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، العاملة في مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غرب سورية، منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء، أنّ "الانفجارات العنيفة الناجمة عن قصف مجهول المصدر"، استهدفت بلدة تلتيتا، قرب مدينة كفرتخاريم، على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال غربي مدينة إدلب.

وبينت المنظمة أنه "بحسب معاينة أولية من قبل فرقنا للمكان، فإن ثلاث ذخائر سقطت على المبنى وبالقرب منه"، موضحةً أن "ذخيرتين أصابتا المبنى، واحدة من السقف وأخرى من الجهة الشرقية للبناء، فيما سقطت الذخيرة الثالثة بملاصقة البناء من الجهة الجنوبية الغربية"، دون أن تشير إلى ماهية الذخائر ونوعها. 

من جهته، قال "الحرس الثوري الإيراني"، في بيان، إن القصف جاء "رداً على جريمتي كرمان وراسك اللتين استهدفتا الشعب الإيراني"، وأدعى البيان أنه قام "بتحديد أماكن تجمع القادة والعناصر الرئيسية للإرهابيين الضالعين في العمليتين الارهابيتين، وخاصة تنظيم داعش، في الأراضي المحتلة في سورية (يقصد المناطق الخارجة عن سيطرة النظام)، ومن ثم تم تدميرها بإطلاق عدة صواريخ باليستية". 

ورداً على هذه التصريحات، قال مصدر محلي رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "النقطة الطبية التي تم استهدافها متوقفة عن العمل أساساً، ولا تحتوي على أي وجود مسلح".

من جهته، قال الباحث في مركز جسور للدراسات رشيد حوراني إنّ "هذا يأتي بعدما تصاعد الضغط الغربي (الأوروبي والأميركي) على وجود ونفوذ إيران في المنطقة (كما حصل في اليمن)، وبالتالي فإن طهران أرادت توجيه رسالة تفيد بأنها قادرة على خلط الأوراق في سورية".

وأضاف حوراني في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "اختيار سورية يأتي لأن الوجود الأميركي فيها ليس كثيفاً، بعكس الوجود الإيراني، بالتالي فإنها خطوة لإرباك الأطراف المتدخلة في سورية". 

من جانبه، رأى العقيد مصطفى بكور، وهو قيادي في المعارضة السورية، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "في ظل التصعيد العسكري من قبل التحالف الدولي وإسرائيل ضد المواقع الإيرانية، فإن طهران تريد في ظل عجزها عن تحمل كثافة الضربات، أن توجه رسالة بأنها موجودة في سورية والعراق لمحاربة تنظيم (داعش)".

المساهمون