اليمن: طارق صالح في تعز للمرة الأولى منذ الثورة

اليمن: طارق صالح في تعز للمرة الأولى منذ الثورة

01 مارس 2023
صورة نشرها صالح على حسابه في "تويتر" (تويتر)
+ الخط -

يبدو أن مشاهد التحولات في الأزمة اليمنية لا تتوقف، إذ وصل نائب رئيس مجلس القيادة، قائد ما تسمّى "المقاومة الوطنية وحراس الجمهورية"، طارق صالح، إلى مدينة تعز، اليوم الأربعاء.

ولم يتمكن صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، من دخول المدينة منذ اندلاع ثورة الشباب في 11 فبراير/شباط 2011.

ووصل صالح إلى تعز، صباح اليوم الأربعاء، برفقة عدد من الوزراء وأعضاء مجلس النواب قادماً من الساحل الغربي، وتجوّل داخل المدينة برفقة محافظ محافظة تعز نبيل شمسان، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية.

وقوبلت الزيارة باستياء من أبناء المدينة، نظراً للدور الذي لعبه طارق صالح ضد الثورة اليمنية، ومن ثم اصطفاف عائلة صالح إلى جانب جماعة الحوثيين عقب اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء، والتمدد إلى باقي المحافظات. ويتهمه هؤلاء بالمشاركة في الحرب التي شنها الحوثيون ضد مدينة تعز عام 2015، ومحاصرة المدينة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم.

وتحدث طارق صالح عن زيارته إلى تعز، في تغريدة له على "تويتر"، قائلاً: "ترأست اجتماعين للسلطة المحلية والمحور في مقر محافظة تعز، ووضعت حجر الأساس لمشروع رفد المصادر المائية للمدينة بتكلفة عشرة مليارات ريال، كما ناقشنا هموم المحافظة وأهمها التحرير". وأكد أن "تعز مفتتح الثورات، ورافعة العمل السياسي، وموجهة العمل الوطني". وأضاف: "غمرتنا بمشاعر الاحتفاء وحملتنا المسؤولية".

بدوره، علّق رئيس مجلس النواب التابع للحكومة الشرعية، الشيخ سلطان البركاني، على زيارة صالح، في تغريدة له على "تويتر"، بالقول "عمل بطولي رائع ومقدّر للعميد طارق صالح زيارته إلى مدينة تعز، ووضع حجر الأساس لـ8 آبار مياه إسعافية للمدينة وبئر بالسواء، وهو عمل مشهود له كرجل دولة وللمنبع الإنساني الذي ارتشف منه العميد وتعلّمه من قائد عظيم".

وقال مصدر في السلطة المحلية في محافظة تعز، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذا المشهد ما كان ليحدث منذ سنتين، لا سيما أنّ "حزب الإصلاح" الذي يتمتع بنفوذ واسع في تعز، كان يرفض أي نفوذ أو اختراق لأقرباء الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح في تعز. وسبق أن تواجه الطرفان (الإصلاح وطارق صالح) في مديرية التربة، عندما حاول موالون لطارق صالح أن يتخذوا منها سكناً لهم، ومحاولة التمدد".

وبحسب المصدر، فإنّ المشهد قد تغير اليوم، إذ دفعت التطورات التي تحدث شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، إلى تليين مواقف الطرفين، ووجد "حزب الإصلاح" في تعز أن طارق قد يكون حليفاً محتملاً.

من جهتها، قالت الكاتبة والباحثة اليمنية ميساء شجاع الدين لـ"العربي الجديد"، إنّ طارق صالح، من خلال منصبه الجديد، لا يحتاج إلى موافقة "الإصلاح" (لزيارة تعز)، لأنه لم يعد مجرد قائد قوة عسكرية مثل السابق. ولفتت إلى أنه، بحسب ما تقول المصادر، فإنّ الزيارة كانت مفاجئة، ولم يتم الترتيب لها حتى أمنياً.

وفيما أشارت إلى أن الزيارة تستفز "الإصلاح"، جددت التأكيد أنه ليس بيد الحزب منعها، لافتة إلى أنها تمت بطريقة غير رسمية، وهذا النوع من الزيارات أصبح ذات أهمية بسبب تباعد الفجوة بين المسؤولين والمواطنين.

وأوضحت أنّ الزيارة هي عمل علاقات عامة ودعاية، لكن حتى الآن لم يترتب عليها أي أمر سياسي، إلا إذا لحقتها أحداث أخرى.

من جهته، قال الإعلامي فهد المخلافي لـ"العربي الجديد"، في تعليقه على زيارة صالح إلى تعز: "أنا مع توحيد كل الجهود في سبيل تحرير مدينة تعز لنتكاتف ونوحد الصف والخطاب الإعلامي، لنكرس جهودنا لمواجهة العدو الذي يحاصر المدينة منذ 8 سنوات، وما يهمنا هو لمّ الشمل وتوحيد الصف".

المساهمون