انتخابات غير معروفة النتيجة في كتالونيا بخضمّ أزمة كورونا

انتخابات غير معروفة النتيجة في كتالونيا بخضمّ أزمة كورونا

14 فبراير 2021
يأمل رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز إزاحة الانفصاليين عن الحكم (Getty)
+ الخط -

يتوجّه الناخبون في إقليم كتالونيا شمال شرقيّ إسبانيا، اليوم الأحد، إلى مراكز الاقتراع، في خضمّ جائحة كوفيد-19، في انتخابات محلية يأمل رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز، من خلالها، إزاحة الانفصاليين عن الحكم بعد أكثر من ثلاث سنوات على محاولة انفصال فاشلة.
وإلى جانب نتائج الانتخابات المرتقبة جداً، يلفّ الغموض نسبة المشاركة التي يُتوقع أن تشهد تراجعاً كبيراً بسبب الوضع الصحي الراهن في إسبانيا، وهي من أكثر دول أوروبا تضرراً من كوفيد-19، رغم تسجيل تحسن طفيف في الأيام الأخيرة.
وإثر تسجيل ارتفاع كبير في الإصابات جراء أعياد نهاية السنة، قررت حكومة كتالونيا إرجاء الانتخابات إلى نهاية مايو/ أيار، إلا أن القضاء تدخل لإقامتها في موعدها الأساسي.

وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش، على أن تغلق في الساعة 17:00. لكن الساعة الأخيرة ستكون مكرَّسة للأشخاص المصابين بكوفيد-19 أو الموضوعين في الحجر الصحي، وهو وضع استثنائي سيرغم المشرفين على هذه المراكز على ارتداء بزات واقية.
وتتوقع استطلاعات الرأي أن تكون نسبة المشاركة أقل من 60% في مقابل 80% خلال الانتخابات السابقة في عام 2017.
وفي مؤشر على عدم ارتياح في صفوف الناخبين البالغ عددهم 5,5 ملايين تقريباً، تقدم 35600 من أصل 82 ألفاً اختيروا للإشراف على حسن سير العملية الانتخابية بطلب لأعفائهم من هذه المهمة. ورغم الموافقة على 23 ألف طلب، أكدت السلطات أن ذلك لن يؤثر بسير الاقتراع.

معركة ثلاثية
ويزيد التراجع في نسبة المشاركة من عدم اليقين على صعيد نتائج الانتخابات، إذ إن استطلاعات الرأي تظهر نتائج متقاربة جداً (20%) بين ثلاثة أحزاب، هي الحزبان الانفصاليان الرئيسيان في كتالونيا، "معاً من أجل كتالونيا" واليسار الجمهوري في كتالونيا، اللذان يشكلان الحكومة الراهنة، والحزب الاشتراكي الكتالوني، وهو فرع من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بزعامة رئيس الحكومة المركزية بيدرو سانشيز.
وتنظم هذه الانتخابات بعد أكثر من ثلاث سنوات بقليل على فشل محاولة انفصال، إثر تنظيم استفتاء في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2017 على تقرير المصير منعه القضاء، وأدى إلى تدخلات عنيفة للشرطة.
ولا يزال رئيس الحكومة الكتالونية في تلك الفترة كارليس بوتشيمون، يعيش في المنفى في بلجيكا، فيما حُكم على تسعة من القادة الانفصاليين عام 2019 بالسجن لفترات تراوح بين تسع سنوات و13 سنة.

ويبدو رئيس الحكومة المركزية بيدرو سانشيز، مصمماً على إنهاء هيمنة الانفصاليين على السلطة في برشلونة. وقد استعان بوزير الصحة السابق والشخصية الرئيسية في مكافحة كوفيد-19 في إسبانيا سلفادرو إيا، لقيادة الاشتراكيين في هذه المعركة.
وقد تدخل شخصياً في الحملة مشاركاً في اجتماعات انتخابية عدّة مع أن فشل إيا قد يحسب فشلاً عليه.
وحتى لو فاز الاشتراكيون بالعدد الأكبر من الأصوات، فهم سيحتاجون إلى شركاء للوصول إلى الغالبية المطلقة المتمثلة بـ68 نائباً من أصل 135 في البرلمان المحلي، وعليهم في سبيل ذلك كسر الكتلة الانفصالية.
وهم يعوّلون على اليسار الجمهوري في كتالونيا، الحزب المنفتح على الحوار مع مدريد، الذي سمح دعمه لحكومة سانشيز المركزية بتمرير برنامجها في البرلمان.
إلا أن هذا الحزب و"معاً من أجل كتالونيا" وثلاثة أحزاب صغيرة أخرى التزمت خطياً خلال هذا الأسبوع عدم المساهمة "بأي شكل من الأشكال" في تشكيل حكومة مع إيا.
ويعني ذلك أن فوز الاشتراكيين، الأحد، قد لا يكون له أي مفاعيل، إذ يرجّح محللون بقاء الائتلاف الحالي في الحكم، وهو مؤلف من حزب "معاً من أجل كتالونيا" الذي يعتمد نهجاً متشدداً حيال مدريد وحزب اليسار الجمهوري.

(فرانس برس)

المساهمون