بن غفير يقتحم المسجد الأقصى.. واستشهاد فتى فلسطيني في بيت لحم

بن غفير يقتحم المسجد الأقصى.. واستشهاد فتى فلسطيني في بيت لحم

03 يناير 2023
عملية تضليل قادها نتنياهو وبن غفير حول الاقتحام (الأناضول)
+ الخط -

بخلاف تأكيدات سابقة، اقتحم وزير الأمن القومي في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الجديد إيتمار بن غفير، اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى، وذلك بعد ساعات من توليه المنصب، بالتزامن مع استشهاد فتى فلسطيني في بيت لحم وسط الضفة الغربية.

وأفادت الإذاعة الإسرائيلية، بأنّ بن غفير، اقتحم، في وقت مبكر من صباح اليوم، المسجد الأقصى في القدس المحتلة، على الرغم من تحذيرات من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

واستمر الاقتحام 15 دقيقة، بحسب ما أفادت به مصادر محلية "العربي الجديد"، مشيرة إلى أنّ بن غفير اقتحم المسجد الأقصى برفقة العشرات من أتباعه، وبحماية مشددة من قبل قوات الاحتلال، ثم انسحبوا بعد ذلك.

وتداولت وسائل إعلام مقطع فيديو للوزير المتطرف وهو يقتحم باحات المسجد الأقصى بحراسة من شرطة الاحتلال.

تغطية صحفية: "وسط حماية أمنية مشددة.. وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غبير يقتحم المسجد الأقصى". pic.twitter.com/4XfjdLeb5O

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 3, 2023

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ قرار السماح لبن غفير باقتحام المسجد الأقصى اتخذ من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" في أعقاب مداولات خلصت إلى أنه لن يحدث أي تصعيد أو تطورات ميدانية بعد الاقتحام.

وكان بن غفير أدلى خلال اقتحامه للأقصى بتصريحات استفزازية أكد فيها أنّ حكومته "لا تخضع للتهديدات"، وأنّ ما يسمى "جبل الهيكل" هو الأكثر قداسة لليهود، فيما تزامن اقتحامه مع استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في ظل قيود مشددة على الفلسطينيين.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد ذكرت، أمس الإثنين، أنّ بن غفير تراجع عن قرار الاقتحام، لهذا الأسبوع بعد لقاء خاطف عقده مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.

ويؤكد الاقتحام اليوم أنّ عملية تضليل إعلامي قادها نتنياهو وبن غفير، أمس الإثنين، لإظهار محاولة تهدئة الأوضاع وتفادي تواجد مكثف للمقدسيين في المسجد الأقصى للتصدي لاقتحام بن غفير.

كما يأتي الاقتحام بموافقة نتنياهو، على الرغم من تحذيرات عربية وفلسطينية، لا سيما من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" من تبعات هذا الاقتحام.

إدانات فلسطينية لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى: "استفزاز غير مسبوق"

وقُوبل اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى بإدانات فلسطينية رسمية، باعتباره تحدياً لمشاعر جميع أبناء الشعب الفلسطيني و"استفزازاً غير مسبوق"، محذرة من تبعات ذلك الاقتحام.

وقرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تكليف بعثة فلسطين في نيويورك بالتحرك الفوري في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإدانة ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى، في انتهاك خطير للوضع التاريخي والقانوني في القدس المحتلة.

وأكد عباس، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، على "أهمية هذا التحرك الدولي لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية".

وأشار عباس إلى أن هذا التحرك "يتم بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية والعمل مع المجموعات الشقيقة والصديقة في الأمم المتحدة".

من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في تصريحات له في الجلسة الأسبوعية للحكومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، إنّ "اقتحام بن غفير للأقصى يشكل تحدياً خطيراً لمشاعر جميع أبناء شعبنا الفلسطيني".

ودعا اشتية أبناء الشعب الفلسطيني، الذين أحبطوا مؤامرة البوابات إلى التصدي لمثل هذه الاقتحامات التي تستهدف جعل المسجد الأقصى معبداً يهودياً، مؤكداً أنّ "هذا انتهاك لكل الأعراف والقيم والاتفاقيات والقوانين الدولية وتعهدات إسرائيل للرئيس الأميركي".

وقال اشتية إنّ "الحكومة الإسرائيلية الجديدة تتحمل كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على عدوانها بحق مدننا وبلداتنا وقرانا ومخيماتنا، وما يرافق تلك الاقتحامات من عمليات قتل وهدم واعتقال، كان آخرها فجر اليوم باستشهاد الطفل آدم عياد، وفجر أمس الشهيدين الشابين محمد حوشية وفؤاد عابد، إضافة لعشرات الإصابات، وتفجير ثلاثة منازل".

من جانبه، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريح صحافي: "إن اقتحام المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى المبارك تحدٍ لشعبنا الفلسطيني وللأمة العربية والمجتمع الدولي".

وحذر أبو ردينة من أن استمرار هذه الاستفزازات بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع، محملاً الحكومة الإسرائيلية المتطرفة المسؤولية عن أي نتائج أو تداعيات حيال ما تتخذه من سياسات عنصرية بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وفي السياق، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، الثلاثاء، أنّ اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى يمثل "استفزازاً غير مسبوق وتهديداً خطيراً لساحة الصراع".

وقالت الوزارة، في بيان أوردته وكالة الأناضول، إنّ اقتحام بن غفير يمثل "استفزازاً غير مسبوق، وتهديداً خطيراً لساحة الصراع، واستخفافا بالمطالبات بوقفها". واعتبرت أنّ الاقتحام "شرعنة لمزيد من الاقتحامات واستباحة الأقصى من قبل غلاة المستوطنين بل وتشجيع لهم وحماية لارتكاب أبشع الجرائم والاعتداءات على الأقصى".

وحمّلت الوزارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "المسؤولية عن هذا الاعتداء الصارخ على الأقصى". وصرحت بأنها "ستتابع ذلك على المستويات كافة بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية".

بدوره، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حاتم البكري، في بيان صحافي: "إن خطوة بن غفير الخطيرة تأتي في ظل الاتفاقات التي شُكِّلت على أساسها الحكومة الإسرائيلية الحالية، الأكثر يمينية في تاريخ الحكومات الإسرائيلية".

وحذر البكري من تبعات إجراءات الاحتلال التهويدية بحق الأقصى على استقرار المنطقة بأسرها، محملاً حكومة الاحتلال مسؤولية التصعيد بشكل عام، والتصعيد الأخير على وجه الخصوص.

من جهتها، نددت حركة "حماس"، الثلاثاء، باقتحام بن غفير، للمسجد الأقصى، معتبرةً أنّ الخطوة "حرب" على هوية المسجد.

وقال حازم قاسم متحدث الحركة في بيان أوردته "الأناضول": "جريمة اقتحام الوزير الصهيوني الفاشي بن غفير للمسجد الأقصى استمرار للعدوان على المقدسات وحربه على هويّته العربية".

وأضاف: "المسجد الأقصى كان وسيبقى فلسطينياً عربياً إسلامياً، ولا يمكن لأي قوة أو شخص فاشيّ أن يغيّر هذه الحقيقة". وأشار قاسم إلى أن "الشعب سيواصل الدفاع عن المقدّسات والمسجد الأقصى لتطهيره من دنس الاحتلال، والمعركة لن تتوقف إلا بانتصاره".

استشهاد فلسطيني في بيت لحم

في الأثناء، استشهد فتى فلسطيني، اليوم الثلاثاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في بيت لحم، وسط الضفة الغربية.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأنّ فتى في مخيم الدهيشة ببيت لحم استشهد صباح الثلاثاء، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال.

ولاحقاً أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها، "استشهاد الطفل آدم عصام شاكر عياد (15 عاماً) برصاصة بالصدر أطلقها عليه جنود الاحتلال خلال العدوان على بيت لحم فجر اليوم".

وحول اقتحام بيت لحم، قال منسق فصائل العمل الوطني في بيت لحم محمد الجعفري لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات خاصة إسرائيلية (مستعربون) اقتحمت المخيم بسيارات مدنية، بإسناد جيش الاحتلال وطائرات استطلاع، لاعتقال مطلوبين لهم، بحسب زعم الاحتلال، ما أدى لاندلاع مواجهات أصيب فيها عدة شبان كان الشهيد الفتى عياد بينهم، وهو وحيد والديه، علماً بأنّ جثمانه سوف يشيع اليوم".

وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم، الإضراب الشامل حداداً على روح الشهيد الفتى آدم عياد، على أن يقدم طلبة المدارس امتحاناتهم.

وباستشهاد الفتى عياد يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام 2023 إلى 3، فيما بلغت حصيلة الشهداء خلال العام الماضي 2022، 230 شهيداً من كافة أنحاء فلسطين.

حملة اعتقالات 

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر أحمد عبد ربه من مخيم طولكرم شمالي الضفة، واعتقلت الشاب رائد عساكرة من بلدة العساكرة شرق بيت لحم، كما اعتقلت الشاب فراس سمارة من بلدة كفر قليل جنوبي نابلس (شمال).

واعتقلت قوات الاحتلال الشاب أدهم القاضي من مخيم جنين أثناء مروره على حاجز عسكري، الليلة الماضية، واعتقلت شرطة الاحتلال الفتى جواد توفيق كميل (17 عاماً) من بلدة قباطية جنوب جنين أثناء عمله في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

اقتحام مدينة جنين ومحيط مخيمها

على خط موازٍ، اقتحمت قوات الاحتلال، صباح اليوم الثلاثاء، مدينة جنين ومحيط مخيمها، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين وتلك القوات، حيث أعلنت "كتيبة جنين" استهداف تلك القوات بالرصاص والعبوات الناسفة محلية الصنع.

ونشرت قوات الاحتلال قناصتها على البنايات في عدة مناطق من جنين ومحيط مخيمها، وسيرت آلياتها في الشوارع، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة، فيما حذرت الصحافيين وطواقم الإسعاف من التنقل والتحرك في المناطق المتواجدة فيها، كما قررت مديرية التربية والتعليم تأخير بداية دوام المدارس في مدينة جنين للساعة التاسعة صباحاً، وكذلك الأمر ذاته أعلنته الجامعة العربية الأميركية، وذلك حفاظاً على سلامة الطلبة.

وأكد مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين، منتصر سمور، لـ"العربي الجديد"، أنّ وحدات إسرائيلية خاصة "مستعربون" تسللت إلى مدينة جنين، وتبعها اقتحام عدد كبير من آليات الاحتلال، واعتقلت الأسير المحرر بسام عبدالله سعيد أبو عبيد ونجله تقي، وذلك للضغط على نجله عبد بتسليم نفسه بحجة أنه مطلوب.

على صعيد آخر، فقد المواطن الفلسطيني عبد الله مسعود رواجبة من بلدة عصيرة الشمالية شمالي نابلس عينه اليسرى، خلال تواجده بعمله في مدينة جنين أمس، حيث استهدفته قوات الاحتلال بقنبلة صوت أثناء مروره بمركبته في شارع جنين- حيفا غرب جنين، متوجهاً إلى عمله.

وأمس الإثنين، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة كفل حارس شمال سلفيت (شمال)، لتأمين اقتحام المستوطنين، الذين اقتحموا البلدة ودنسوا مقامات إسلامية يزعمون أنها يهودية.

المساهمون