تحذيرات من إثارة الفتنة العرقية بالجزائر في ذكرى الربيع الأمازيغي

تحذيرات من إثارة الفتنة العرقية بالجزائر في ذكرى الربيع الأمازيغي

21 ابريل 2022
محاولات لتنظيم وقفات للمطالبة بالحقوق بمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -

حذرت أحزاب سياسية من محاولات لإذكاء الفتنة العرقية في الجزائر باستغلال بعض الأحداث، منتقدة اعتقال ناشطين كانوا يحتفلون بذكرى الربيع الأمازيغي (إبريل/نيسان 1980)، والربيع الأسود (إبريل 2002).

وجرت أمس بمناسبة ذكرى الربيع الأمازيغي محاولات لتنظيم وقفات سياسية للمطالبة بالحقوق الديمقراطية وملاحقة المسؤولين المتورطين في مقتل الشباب خلال الربيع الأمازيغي والربيع الأسود في عدد من مدن منطقة القبائل، لكن الشرطة تصدت لهذه المحاولات، واعتقلت عدداً من الطلبة والناشطين في كل من تيزي وزو وبجاية.

ودانت جبهة "مناهضة القمع والحريات" التي تضم أحزاباً سياسية، بينها "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، في بيان، منع الشرطة للمظاهرات والاعتقالات التي طاولت عدداً من الطلاب والأساتذة والناشطين قرب جامعة مولود معمري في تيزي وزو وفي بجاية، وطالبت بالإفراج الفوري عن المعتقلين.

وأكدت جبهة القوى الاشتراكية بمناسبة الذكرى المزدوجة للربيع الأمازيغي والربيع الأسود أن "هذه المحطات التاريخية مفصلية في حياة الأمة الجزائرية، ومحطة أساسية في مسار النضال الشعبي من أجل الديمقراطية، الهوية الوطنية". 

واعتبرت أن إحياء هذه الذكرى يتزامن هذا العام مع تجدد "محاولات إذكاء الفتن ومناورات زرع الشقاق والفرقة بين أبناء الشعب الواحد من جهة، ومع غلق غير مسبوق لمجال الحريات الفردية والجماعية من جهة أخرى". 

من جانبه، وجه قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، خلال لقائه قيادات جهاز الدرك الوطني مساء الأربعاء، تحذيرات من خطورة إثارة النعرات العرقية والإثنية في الجزائر، ومن دس مزيد من عوامل التفرقة بين مكونات الشعب والتوظيف السلبي لقيم الهوية الجزائرية.

وفي 20 إبريل 1980، شهدت عدة مدن في منطقة القبائل مظاهرات صاخبة بعد منع السلطات تحت حكم نظام الحزب الواحد، الأديب مولود معمري من إلقاء محاضرة عن الشعر الأمازيغي، ما اعتبره الطلاب والسكان المحليون إقصاءً للهوية الأمازيغية، ونتج من تلك المظاهرات التي كانت تطالب بالاعتراف بالهوية الأمازيغية، أحداث عنف وصدامات بين المتظاهرين والشرطة التي استخدمت القمع وشنت حملة اعتقالات. 

وفي إبريل 2002، تجددت الصدامات بالمناسبة ذاتها، ما أدى إلى مقتل أكثر من 160 شاباً من المنطقة، قبل أن تهدأ الأحداث بعد مفاوضات بين ممثلين عن المنطقة والسلطات انتهى إلى إقرار اللغة الأمازيغية لغةً رسمية في الدستور الجزائري للمرة الأولى.

شنقريحة: عقيدتنا دفاعية ولا نتطلع إلى أي توسع خارج الحدود

على صعيد آخر، أكد قائد الجيش الجزائري السعيد شنقريحة، اليوم، أن الجزائر ليس لها أية نوازع أو تطلعات للتوسع خارج أراضيها، مشدداً على أن الجزائر سترد بقوة على أي مساس أو اعتداء يطاول حدودها.

وقال قائد الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة في لقاء مع القيادات العسكرية للقوات البرية، إن الجزائر سترد بقوة على أي اعتداء يستهدف أراضيها، مضيفاً: "الجزائر ستعرف، في المقابل، كيف ترد وبقوة، على كل من تسول له نفسه المساس بحرمة حدودها ووحدتها الترابية والشعبية وسيادتها الوطنية".

ونفى المسؤول العسكري وجود أية طموحات للجزائر للتوسع خارج حدودها، رداً على تحاليل تربط بين دعم الجزائر وجبهة البوليساريو في منطقة الصحراء برغبتها في الحصول على منفذ بري إلى المحيط الأطلسي. 

وقال شنقريحة: "ندرك تمام الإدراك أن الجزائر أكبر من مجرد رقعة جغرافية، بل هي وجود حضاري، وبلد يعرف حدوده الترابية بدقة، ولا يتطلع أبداً إلى التوسع وراءها، لأن عقيدته دفاعية".