تركيا تعلن مقتل 8 من مسلحي "العمال الكردستاني" شمالي العراق

تركيا تعلن مقتل 8 من مسلحي "العمال الكردستاني" شمالي العراق

12 يناير 2021
تواصل العمليات التركية ضد مسلحي حزب "العمال الكردستاني" في شمال العراق (Getty)
+ الخط -

جدد الطيران التركي، اليوم الثلاثاء، قصفه مواقع لمسلحي حزب "العمال الكردستاني"، داخل بلدات عراقية حدودية مع تركيا تابعة لـإقليم كردستان شمالي العراق.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان، تحييد ثمانية من مسلحي حزب "العمال الكردستاني" في غارات شمالي العراق.

وأضاف بيان الوزارة أنّ "الغارة الجوية على مسلحي حزب العمال الكردستاني جاءت بالتنسيق بين القوات المسلحة التركية وجهاز المخابرات"، ولم يذكر البيان المناطق التي استهدفها القصف التركي.

 

وقال مراسل "العربي الجديد" إنّ المناطق التي تعرضت للقصف هي قرى قريبة من جبل قنديل بين شقلاوة ورانيا في محافظة السليمانية، وأن العملية تمت قبل ثلاثة أيام، ولكن وزارة الدفاع التركية أعلنت حصيلة قتلى الغارات، اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى أن "القصف استهدف ملجأ لعناصر حزب العمال الكردستاني".

من جهته، قال مصدر مسؤول في الحكومة العراقية إن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بحث خلال زيارته إلى أنقرة، في اللقاء الذي جمعه بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، "ضرورة مواجهة خطر حزب العمال ووقف تهديداته وأعماله الإرهابية ضد الأراضي والمصالح التركية وتم التنسيق بشأن ملف الضربات".

وأضاف أنّ "قوات حرس الحدود المسؤولة عن الشريط الحدودي مع تركيا (شمالاً)، تسعى حالياً لمنع تمدد مسلحي الكردستاني إلى مناطق جديدة داخل الإقليم، لكن بالوقت نفسه هناك مخاطر قائمة من اشتباك أو مواجهات مسلحة بين مسلحي الحزب وحرس الحدود العراقي، وهم من الكرد بالغالب، في أي وقت".

 

ولفت إلى أنّ "حزب العمال يتحوّل بشكل تدريجي إلى خطر كبير على أمن الشمال العراقي بشكل عام وليس إقليم كردستان فقط"، محمّلاً في الوقت نفسه حكومة عادل عبد المهدي السابقة المسؤولية "كونها فتحت المجال للحزب لغايات سياسية واستجابت لضغوط مليشيات معروفة"، بحسب قوله.

وأضاف المصدر أنّ "هناك صعوبة غير خافية في إخراج مسلحي العمال الكردستاني، لا سيما أنها منظمة تمتلك الأسلحة والآليات والمدرعات التي حصلت عليها من الحكومة العراقية بصفة رسمية خلال الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، ولذلك، فإن تركيا تتعامل مع جهة تنظيم مسلح ومتمكن داخل الأراضي العراقية".

من جهته، قال عضو "الحزب الديمقراطي الكردستاني" عماد باجلان، إن "حكومة إقليم كردستان لم تتفق مع تركيا على إنهاء وجود العمال الكردستاني"، مشيراً إلى أنّ حزبه "ما زال يرفض أي شكل من أشكال الاعتداء على السيادة العراقية، ويرى ضرورة إلغاء كل الاتفاقيات القديمة بين تركيا وحكومة العراق قبل عام 2003، واللجوء إلى مباحثات سلام لضمان أمن الكرد ومنع استهدافهم".

وأردف، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أن "الحكومة في بغداد لم تحرك ساكناً منذ أشهر، ولم تصدر غير الاستنكارات الشفهية، مع العلم أن حماية حدود العراق واجب الحكومة الاتحادية وفقاً للدستور العراقي"، مستكملاً حديثه بأن "الكاظمي يبدو أنه لم يفاتح أردوغان بشأن قصف مناطق إقليم كردستان، خلال زيارته إلى أنقرة، وإلا فلماذا تستمر تركيا بقصف المناطق الكردية؟". 

 

أما الخبير بالشأن الأمني في العراق سرمد البياتي، فقد أكد أنّ "الأتراك بنوا وأسسوا لقواعد عسكرية طويلة الأمد في أعالي جبال كردستان، وهي التي يطلق عليها عسكرياً "الربايا"، من أجل مراقبة المناطق التي تشكل خطراً على الداخل التركي، وإنهاء وجود مسلحي العمال الكردستاني"، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "القوات العراقية وكذلك الكردية (البشمركة) مقيدة، ولكن يمكن ضبط الحدود العراقية مع تركيا من خلال قوات من بغداد تمسك ملف الشريط الحدودي، وإبعاد الأكراد عن حماية الحدود".

وتتواصل العمليات التركية لتحييد مسلحي حزب "العمال الكردستاني" في مناطق حدودية شمالي العراق، ضمن إقليم كردستان، منذ 17 يونيو/ حزيران العام الماضي، عبر عمليات جوية وبرية مختلفة، موقعة خسائر كبيرة في صفوف الحزب، فضلاً عن تدمير البنى التحتية له من مخازن عتاد وذخيرة وأسلحة وسيارات، عبر ضرب أهداف داخل زاخو ومخمور وقنديل وحفتانين شرقي دهوك وشمالي أربيل، ضمن عملية "مخلب النمر" التركية.

وفي وقتٍ سابق، توغّلت قوات تركية خاصة إلى مناطق في العمق العراقي، وخاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحي الحزب الذين يتخذون من العراق منطلقاً لتنفيذ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية.