تشييع جثمان بوتفليقة بعد إلغاء مراسم "النظرة الأخيرة"

تشييع جثمان بوتفليقة بعد إلغاء مراسم "النظرة الأخيرة"

19 سبتمبر 2021
حضور أمني كبير يرافق مراسم التشييع (العربي الجديد)
+ الخط -

شيع مساء اليوم الأحد جثمان الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، في مربع الشهداء بمقبرة العالية في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية.
وحضر مراسم التشييع الرئيس عبد المجيد تبون، وقائد أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة، ورئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن وكبار المسؤولين في الدولة والوزراء، وكذا أفراد من عائلة بوتفليقة بينهم شقيقه ناصر.
وألقى وزير المجاهدين (قدماء ثورة التحرير) العيد ربيقة، كلمة التأبين، ذكر فيها بمسيرة الرئيس الراحل، وأبرز محطات حياته السياسية والدبلوماسية.

وألغت الرئاسة الجزائرية مراسم "إلقاء النظرة الأخيرة" على بوتفليقة، والتي كانت مقررة صباح اليوم الأحد في قصر الشعب، وقررت نقل جثمانه على مدرعة عسكرية من مقر إقامته في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية إلى مقبرة العالية.

وانطلق الموكب الجنائزي من مقر إقامة بوتفليقة، حيث حدد له مسار سير على الطريق السريع، ما سمح بوصوله بشكل أسرع، ولتفادي مروره وسط شوارع العاصمة.

ويسود اعتقاد أن دوافع القرار تخوف السلطات الجزائرية من أن موقف المواطنين "غير مضمون"، واحتمال وقوع ردود أفعال غاضبة من سياسات بوتفليقة. 

وبدأت السلطات، منذ ساعات الصباح الأولى، نشر عناصر الأمن على طول الطريق لتأمين مرور الجثمان، كما نشرت قوات أمن عند مدخل مقبرة العالية وداخلها، لتوفير ظروف آمنة لتشييع الجنازة.

ولوحظ حضور لافت لوسائل الإعلام لتغطية الحدث، لكن السلطات رفضت السماح لها بالدخول إلى المقبرة، حيث يرتقب أن يسمح فقط للتلفزيون الرسمي ووسائل الإعلام الحكومية بالتصوير داخل المقبرة.

الصورة
تشييع جثمان بوتفليقة

وتوافد عدد من المواطنين إلى مقبرة العالية، لحضور مراسم الدفن، بينهم أنصار الرئيس السابق المتحمسون لسياساته، ورفع بعضهم صوره، وعبروا عن حزنهم لوفاته، مستحضرين إنجازاته في البلاد، كالمسجد الأعظم وميترو الأنفاق والترامواي والطريق السيار شرق غرب.

واستحضروا كذلك مجهوده في إطفاء نار الفتنة في البلاد بعد العشرية الدامية، وإقراره قانوني الوئام المدني والمصالحة الوطنية، وتحسين طفيف لمستوى العيش، وتوزيع آلاف الشقق السكنية على مدار فترة حكمه.

الصورة
تشييع جثمان بوتفليقة

وأعلنت الليلة قبل الماضية وفاة بوتفليقة، عن عمر يناهز 84 عاما، بعد أقل من سنتين على مغادرته السلطة في إبريل/ نيسان 2019، إثر الحراك الشعبي الذي أطاحه.

وكان بوتفليقة يعاني من مرض عضال، جراء تداعيات وعكة صحية، كانت ألمت به منذ 13 أبريل/ نيسان 2013، وجلطة دماغية أقعدته عن المشي وشلت إحدى يديه منذ ذلك التاريخ، كما كان يعاني من صعوبة كبيرة في النطق.

الصورة
تشييع جثمان بوتفليقة

وقرر الرئيس الجزائري تنكيس العلم الوطني لمدّة ثلاثة أيام ابتداء من أمس السبت في كامل البلاد، وسمح القضاء الجزائري، مساء أمس، لشقيق الراحل، السعيد بوتفليقة، بالخروج الاستثنائي من السجن، لإلقاء النظرة الأخيرة على شقيقه، لكنه لن يشارك في مراسم تشييع الجنازة اليوم الأحد.

وتوجه وزير الخارجية رمطان لعمامرة بالتعزية إلى عائلة الرئيس السابق.

وكتب لعمامرة تغريدة على حسابه على "تويتر": "رحم الله عبد العزيز بوتفليقة الذي شاءت الأقدار أن توافيه المنية مع افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة لتذكرنا بدوره الهام ونجاحاته الدبلوماسية، خصوصا خلال رئاسته للدورة 29، ليصبح الآن جزءا من تاريخ شعبه والمجموعة الدولية، تعازينا الخالصة لأهله وذويه. إنا لله وإنا إليه راجعون".