تظاهرات طلابية ودعوات إلى انتخابات مبكرة في تركيا بسبب انهيار الليرة

تظاهرات طلابية ودعوات إلى انتخابات مبكرة في تركيا بسبب انهيار الليرة

24 نوفمبر 2021
تظاهرات تدعو إلى استقالة الحكومة التركية (Getty)
+ الخط -

دفع تراجع سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية في الأيام الأخيرة، إلى حراك في صفوف المعارضة، وعقد لقاءات من أجل وضع تصور مشترك، في ظل دعوات إلى انتخابات مبكرة، تزامناً مع تظاهرات طلابية محدودة شهدتها عدة مدن تركية، ليل أمس الثلاثاء.
وتواصل الليرة التركية تراجعاً تاريخياً أمام بقية العملات، حيث انخفضت، أمس الثلاثاء، في التعاملات المسائية إلى أكثر من 13 ليرة مقابل الدولار، في وقت يسابق فيه الرئيس رجب طيب أردوغان الزمن لخفض سعر الفائدة والحفاظ على معدل نمو الاقتصاد في مستوى معقول، قبل حلول الانتخابات في عام 2023.

تظاهرات طلابية تطالب باستقالة الحكومة

وإزاء تراجع سعر صرف الليرة التركية أمام بقية العملات، شهدت عدة مدن تركية تظاهرات شارك فيها المئات، معظمهم من الطلبة، تطالب باستقالة الحكومة على خلفية هذا التراجع وتأثيره المباشر على الأسعار.
وأظهرت لقطات تم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي لهذه التظاهرات في العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول وإزمير.
ودفعت هذه التطورات، المعارضة التركية، إلى تجديد موقفها الداعي للذهاب إلى الانتخابات المبكرة، حيث طالبت زعيمة الحزب الجيد والقيادية في تحالف الشعب المعارض، ميرال أكشنر، في كلمة لها اليوم، الرئيس أردوغان، بأن يجلب صناديق الاقتراع.

وخلال كلمة لها أمام اجتماع كتلة حزبها في البرلمان، اليوم الأربعاء، قالت أكشنر مخاطبة أردوغان "كنت قبل أسبوعين فقط تمجّد في الاقتصاد وتكتب كتاباً حوله، فماذا حصل؟ هل اختلطت حساباتك أم انتهت قصصك؟ أنت من تحتل الاقتصاد عبر موالين لك، وأنت سبب انحطاط الاقتصاد وهبوطه للقاع، فمع من ستحارب بالاقتصاد؟ مع نفسك؟".
وأضافت مخاطبة أردوغان "كلما تهذي فإن الفاتورة تكون على البلاد، تعال ولا ترهق الشعب، وأحضر صندوق الانتخابات ونحن من نحل الباقي، ويكفي أن لا تلقي بأي ظلال على الانتخابات ولا نطلب منك إحساناً آخراً"، ملقية باللوم لما حصل على "النظام الرئاسي الذي يقف عائقاً أمام الدولة".


لا مجال لأي انتخابات مبكرة

وكان الرئيس أردوغان قد أعلن، أمس، في كلمة له، أنه "لا مجال لأي انتخابات مبكرة، وأن موعدها في صيف عام 2023"، مؤيداً إعلان حليفه زعيم حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، في كلمة له قبل يومين، بأن لا انتخابات مبكرة في أجندة التحالف الجمهوري الحاكم.
وتدفع المعارضة، منذ أكثر من عام، باتجاه الانتخابات المبكرة، بسبب السياسات التي تجدها خاطئة من قبل الرئيس أردوغان، فيما يتعلق بالاقتصاد، مع ارتفاع التضخم وانخفاض سعر صرف العملة التركية، وارتفاع الأسعار بشكل كبير.
من جهته، عقد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كلجدار أوغلو، اجتماعاً طارئاً للطاولة الاقتصادية التي تتبع لحزبه، اليوم الأربعاء.

واستغرق الاجتماع ساعتين ونصف الساعة، وقال كلجدار أوغلو إن "الحكومة في تركيا لم تعد لها الأهلية الكافية من أجل حل مشاكل البلاد، وأهم مشكلة تتعلق بالوضع الاقتصادي هو فقدان الثقة فيه".
وأفاد بأن "حزب الشعب الجمهوري سيعمل على إعادة الثقة للأسواق والمواطنين والمستثمرين، حيث على الشعب أن يدرك أن الليرة التركية هي مسؤولية حزب الشعب، وسيعمل الحزب على وضع برنامج اقتصادي يعيد الثقة، وسيعمل الحزب على استقلال المصرف المركزي واستقرار الأسعار"، في إشارة إلى أن الحزب قادر على الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.

محتاجون للخبز

كما قاد زعيم حزب المستقبل، ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، سلسلة من اللقاءات مع بقية أحزاب المعارضة، ملتقياً بزعيمة الحزب الجيد أكشنر، اليوم، وكلجدار أوغلو، وسياسيين آخرين، أمس الثلاثاء.
وقال عقب لقاء كلجدار أوغلو "كرئيس وزراء سابق، أرى من الضروري أن أشارك الشعب المخاوف التي أشعر بها، وأقول للحكومة إن الوضع الحالي هو بسبب سياساتهم، وأناشدهم بالقول: حان الوقت للتراجع عن الطريق الخاطئ الذي تسيرون فيه".
وعقب اللقاء، أمس، جدد كلجدار أوغلو دعوته إلى الانتخابات المبكرة، قائلاً "لماذا لا تثقون في الشعب؟ فإن انتخبوكم تعودوا للحكم. عندها تقولون بوضوح إن الشعب جدد الثقة فيكم، فلماذا تهربون منها؟".
ووجّه نائب رئيس الوزراء السابق والاقتصادي المنشق عن حزب العدالة والتنمية ورئيس حزب دواء، علي باباجان، رسالة إلى أردوغان، عبر "تويتر"، قال فيها "توقف يا سيد أردوغان، فالدولار تجاوز عتبة 12 ليرة، فالخبز بات على وشك أن يكون بـ4 ليرات، وهذا ما يجعلنا محتاجين للخبز أيضاً، إننا ننحدر للعمق فتوقفوا".
كما تفاعل مختلف أطياف الشعب ومفكرون وسياسيون مع تقلبات سعر الليرة التركية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل توقعات بتواصل ردود الأفعال الشعبية والرسمية على التطورات الجارية.

المساهمون