ثقة الأوروبيين بانتصار أوكرانيا على روسيا في أدنى مستوياتها

استطلاع: ثقة الأوروبيين بانتصار أوكرانيا على روسيا في أدنى مستوياتها

21 فبراير 2024
يعتقد المستطلعة آراؤهم أن سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه أوكرانيا كانت سلبية (Getty)
+ الخط -

كشف استطلاع للرأي في أوروبا، صدر عن "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، ونشرت نتائجه اليوم الأربعاء، أن أقلية في أوروبا باتوا يؤمنون بإمكانية انتصار أوكرانيا على روسيا، معتقدين بأن سياسات الاتحاد الأوروبي كانت سلبية.

وتشير أرقام الاستطلاع الذي أجري في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، بمشاركة حوالي 17 ألف مواطن أوروبي، من 12 دولة (النمسا وفرنسا وألمانيا واليونان والمجر وإيطاليا وهولندا وبولندا والبرتغال ورومانيا وإسبانيا والسويد)، إلى أن 10 في المائة فقط باتوا يعتقدون بنصر أوكراني، بينما ضعف هذه النسبة، 20 في المائة، يعتقدون بإمكانية أن تنتصر روسيا، في الحرب المتواصلة منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

ويشير الاستطلاع إلى أن نسبة لا بأس بها من الأوروبيين بواقع 37 في المائة يؤمنون أن الحرب الأوكرانية سوف تؤدي إلى شكل من أشكال اتفاق سلام بين الطرفين. ومن اللافت أن أعلى نسبة من المعتقدين بإمكانية تحقيق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصارا في أوكرانيا كانت في المجر واليونان بواقع 31 و30 في المائة على التوالي. ولم تتجاوز تلك النسبة في بولندا 14 في المائة، بينما وصلت في البرتغال إلى 11 في المائة.

ومن الواضح أنه بعد عامين من الحرب الأوكرانية بات نحو 41 في المائة من المستطلعين يرون أن على أوروبا الضغط على أوكرانيا لإبرام اتفاق سلام مع روسيا. ومثل ذلك الموقف ينتشر في المجر بنحو 64 في المائة واليونان بـ59 في المائة وإيطاليا بـ52 في المائة، في حين أنه فقط 23 في المائة من البولنديين يذهبون إلى ذلك الرأي.

ويعتقد 31 في المائة من المستطلعين الأوروبيين أنه يجب على أوروبا أن تدعم أوكرانيا حتى تتمكن من تحرير المناطق التي سيطر عليها الروس بعد الغزو في 2022.

وتشير دراسة "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" إلى أن الشارع الأوروبي المستطلع يرى أن من الضروري أن تنتبه الإدارات السياسية في الاتحاد الأوروبي إلى حقيقة أن هناك انعدام ثقة واسعا بإدارتها للمسائل، بما فيها الحرب الأوكرانية.

وكشف الاستطلاع عن أنه في العموم ينتشر الشك تجاه الأنظمة السياسية في كل دولة وتجاه نظام عمل الاتحاد الأوروبي. وفي المتوسط يعتقد 65 في المائة أن الأنظمة السياسية في بلدانهم لا تعمل كما يجب. بينما الثقة في الاتحاد الأوروبي أفضل، إذ فقط نسبة 48 في المائة ترى أن الاتحاد لا يعمل كما يجب، وتلك بالطبع ليست نسبة هينة في ظل أزمات متراكمة منذ زمن جائحة كورونا وأزمة الطاقة والتضخم، في وقت يشتد فيه التنافس على أصوات الناخبين الأوروبيين قبل انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو/ حزيران القادم، والذي يقرر شكل وسياسات أوروبا المستقبلية.

في المتوسط يعتقد 65 في المائة أن الأنظمة السياسية في بلدانهم لا تعمل كما يجب

ويرى فقط نحو 29 في المائة في المتوسط أن الاتحاد الأوروبي لعب دورا إيجابيا في الحرب الأوكرانية، بينما اعتبر 37 في المائة أن دوره كان سلبيا.

وبينما تشتعل الجبهة الشرقية في أوكرانيا، ويحقق الجيش الروسي تقدما، مثلما حصل أخيرا في سيطرته على بلدة أفدييفكا، يوجه الأوكرانيين ومؤيديهم في أوروبا نداءات متوالية من أجل المزيد من الأسلحة والذخيرة، الأوروبية والأميركية، حتى لا تنهار الجبهات.

 ونوه "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" إلى "مراهنة (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين على الضجر الغربي من الحرب، لضمان نصر روسي في أوكرانيا". وبدأت بالفعل تتعالى أصوات أكثر من معسكر قومي متشدد في أوروبا، وخصوصا في ألمانيا المهمة في سياق السياسات الأوروبية، لأجل التوقف عن دعم أوكرانيا وفتح باب المفاوضات مع روسيا، بل ولأجل رفع العقوبات، التي يعتبرونها تضرّ بمواطني دولهم ومصالحها.

ويشير معدو الدراسة إلى أن من مصلحة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "أن تصبح أوكرانيا جزءا من الحرب الثقافية الأوروبية"، وذلك في سياق احتمالية عودة الرجل مجددا إلى الرئاسة. ويقدمون ما يشبه النصيحة للأوروبيين بعدم التنازل وبأنه "يتعين على زعماء أوكرانيا وحلفائهم أن يقدموا حججا لأجل مواصلة الدعم الشعبي لأوكرانيا، وبأن يبنوا ذلك على أساس أن الأوروبيين لا يريدون انتصار روسيا".