حملة اعتقالات غير مسبوقة خلال تظاهرات الحراك في الجزائر

حملة اعتقالات غير مسبوقة خلال تظاهرات الحراك في الجزائر: أكثر من 600 موقوف

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
14 مايو 2021
+ الخط -

رمت السلطات الجزائرية بكامل ثقلها لإجهاض مظاهرات اليوم الجمعة، وكل الفعاليات التي ينظمها الجزائريون في العاصمة ومعظم المدن الجزائرية، حيث أغلقت الشرطة الشوارع والساحات ومنعت التظاهرات بالقوة، وشنت حملة اعتقالات كبيرة وغير مسبوقة في صفوف الناشطين، تطبيقاً لقرار وزارة الداخلية منع أية تظاهرات غير مرخص أو مصرح بها لدى السلطات. 

واستخدمت قوات الشرطة القوة بمواجهة المتظاهرين الذين خرجوا من مسجد الرحمة، وسط العاصمة الجزائرية، حيث استخدمت العصي والهروات لتفريقهم، واعتقلت عدداً كبيراً منهم، بينهم بعض الناشطين البارزين كإسماعيل لالماس، كما اعتقل رئيس حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" محسن بلعباس، والمتحدث باسم الحزب عثمان معزوز، واقتادوهم إلى مركز للشرطة قرب مقر قصر الحكومة، ورئيس حزب "الحركة الديمقراطية الاجتماعية" فتحي غراس، والقيادية في الحزب مسعودة شبالة، والعضو القيادي في "جبهة القوى الاشتراكية" يونسي عيسى، والمناضل السياسي المعروف أحمد بن محمد، ومحامين وطلبة. 

كما تم إيقاف عدد من الصحافيين، ومنعت الشرطة آخرين من التصوير وتغطية المظاهرات. 

ولم تفرق السلطات، خلال حملة القمع والاعتقالات، بين من يرفعون شعارات سياسية مناوئة للسلطة، وبين من يرفعون شعارات التضامن والدعم للشعب الفلسطيني، حيث كان من المقرر أن يتوجه جزء من الشعارات المرفوعة في مظاهرات اليوم لصالح التعبير عن مساندة الشعب الفلسطيني والقدس. 

وتلافياً لما وصف "بالمراوغة" التي تعرضت لها قوات الشرطة الأسبوع الماضي، بعد تغيير المتظاهرين خط السير من ساحة البريد المركزي إلى ساحة أول مايو، أقدمت قوات الشرطة على إغلاق الشارع الذي يربط بين الساحتين بالكامل، عبر إقامة حواجز بمركبات الشرطة، كما أغلقت حي باب الواد الشعبي وانتشرت في قلبه لمنع أية مظاهرة.  

وفي مدينة تيزي وزو، منعت الشرطة المسيرة الأسبوعية للحراك، وقامت باعتقال أزيد من 30 مواطناً. وفي مدينة البويرة قرب العاصمة الجزائرية، نشبت صدامات بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي اعترضت المظاهرة الشعبية للحراك، واستخدمت قوات الأمن القوة والعصي لتفريق المتظاهرين، ولاحقت واعتقلت عدداً منهم واقتادتهم إلى مراكز للشرطة.

وفي مدن سكيكدة وبرح بوعريرج وقسنطينة وعنابة، شرقي الجزائر، قامت قوات الشرطة بحملة اعتقالات استباقية للناشطين قبل بداية المظاهرات، كما منعت تجمعات للحراك في مدن وهران ومعسكر ومستغانم وتيارت وسيدي بلعباس غربي البلاد، واعتقلت أكثر من 30 ناشطاً.

السلطات الجزائرة تواجه مظاهرات الحراك بالقمع والاعتقالات (العربي الجديد)
السلطات الجزائرة تواجه مظاهرات الحراك بالقمع والاعتقالات (العربي الجديد)

وبحسب الناشط زكي حناش، المتخصص في توثيق الاعتقالات منذ بدء الحراك الشعبي في الجزائر، فإنّ مجموع المعتقلين، الذين تم توثيق اعتقالهم حتى عصر الجمعة، يفوق 600 معتقل بحصيلة أولية في عشرين ولاية، نصفهم في العاصمة الجزائرية التي سجل فيها أكثر من 300 حالة اعتقال.

ودان ائتلاف "نداء 22"، أحد مكونات الحراك الشعبي، التدابير الجديدة والتي تدخل بحسبه في "خانة إرادة النظام لإنهاء المسيرات الأسبوعية"، معتبراً أنّ ما يحدث "هو تحول خطير يهدف إلى جعل مظاهرات الحراك الشعبية تبدو كأنها نشاط غير شرعي وغير قانوني، واشتراط إعلان المسار والمنظمين للمسيرات مجرّد ذريعة خاطئة لمحاولة كسر الديناميكية المواطنية"، موضحاً أنّ "الجزائريين مصرون على تحدي القوانين القامعة للحريات، وسيواصلون هذه المسيرات السلمية من أجل ترسيخ دولة القانون والديمقراطية القائمة على احترام حقوق الإنسان والحريات والسيادة الشعبية".

وكان واضحاً منذ صباح اليوم أن التدابير الأمنية المشددة ومستوى الانتشار غير المسبوق لقوات الشرطة في العاصمة الجزائرية، واستقدام السلطات قوات إضافية من الولايات القريبة، تهدف إلى الإجهاز على الحراك الشعبي قبل أسبوع من بدء الحملة الانتخابية للانتخابات المبكرة المقررة في 12 يونيو/ حزيران المقبل.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أكدت فرنسا، يوم الجمعة، وفاة فرنسي و"احتجاز آخر في الجزائر، في حادث يشمل عدداً من مواطنينا"، بعدما أفادت تقارير صحافية مغربية، أمس الخميس، عن مقتل سائحين يحملان الجنسيتين المغربية والفرنسية بنيران خفر السواحل الجزائري.
الصورة
كيف غيّر القائمون على فيلم "باربي" قواعد التسويق بتكلفة 150 مليون؟

منوعات

قرّرت وزارة الثقافة الجزائرية سحب ترخيص عرض فيلم "باربي" من صالات السينما في البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة الشروق الجزائرية. 
الصورة
عشرات الحرائق المستعرة في شرق الجزائر (فضيل عبد الرحيم/ الأناضول)

مجتمع

تتحدث السلطات الجزائرية عن طابع جنائي لعشرات الحرائق المستعرة، في حين يتواصل النقاش حول غياب خطط استباقية للوقاية، وقدرات السيطرة المبكرة على الحرائق، خاصة أنها تتكرر منذ عام 2018.
الصورة
استشهد عسكريون خلال مهمات إخماد حرائق الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أنّ 34 شخصاً لقيوا مصرعهم في حرائق ضخمة نشبت في غابات بمناطق متفرقة شرقي الجزائر، من بينهم 10 عسكريين، فيما أُجليت مئات العائلات من مجمعات سكنية وصلت إليها النيران.