رئيس الأركان الجزائري: سلاح الجيش موجه للدفاع عن بلادنا حصراً

رئيس الأركان الجزائري: سلاح الجيش موجه للدفاع عن بلادنا حصراً

07 يوليو 2022
جزء من الاستعراض العسكري في ذكرى استقلال الجزائر الثلاثاء الماضي (الأناضول)
+ الخط -

قال رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول السعيد شنقريحة، خلال لقائه قيادات المؤسسة العسكرية المشاركة في الاستعراض، مساء أمس الأربعاء، إن "سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن الجزائر وحماية حدودها وسيادتها".

وأضاف رئيس أركان الجيش الجزائري: "لقد حرصنا شديد الحرص على أن يكون هذا الاستعراض العسكري المهيب في مستوى أبعاد ورمزية هذه الذكرى الخالدة، فضلا عن تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الرابطة بين الشعب وجيشه وأفراده".

ويبدو حديث شنقريحة استباقا لأي تعليقات محتملة بشأن النوايا والمسوغات وراء الاستعراض العسكري الذي نظم الثلاثاء الماضي في العاصمة الجزائرية بمناسبة عيد الاستقلال.

وكان قائد الجيش يوضح الرسالة السياسية ذات البعد الدفاعي التي وجهتها الجزائر إلى الخارج والقوى الإقليمية، نفيا لكل القراءات التي يمكن أن تفسر الاستعراض العسكري بأنه "استعراض قوة" من قبل الجزائر واستفزاز لقوى إقليمية تبدو علاقاتها متوترة مع الجزائر، ويؤكد على عدم وجود أية نوايا أخرى لدى الجزائر خارج استخدام قواتها المسلحة للدفاع عن حدودها وأمنها القومي.

وتبدو هذه التصريحات استباقية لكثير من التحليلات والمواقف في الخارج حول الخلفيات والمضامين التي يحملها الاستعراض العسكري للجيش الجزائري، مع إظهار ترسانة أسلحة هجومية ومنظومات دفاعية متطورة على غرار أس 300، وغواصات حديثة، خاصة لتزامنه مع تحولات مفصلية في سياسات الجزائر الخارجية، وتحولها إلى حالة مواجهة دبلوماسية مع عدد الدول، كالمغرب وإسبانيا، عدا عن الفتور في العلاقات مع فرنسا، وعودتها القوية لموقعها في أزمات راهنة في منطقة شمال أفريقيا والساحل.

شنقريحة: الجزائر تتطلع للعب دور محوري على الساحة الدولية والإقليمية

إلى ذلك، أكد شنقريحة أن الاستعراض العسكري يتضمن أيضا "تعبيرا من الجزائر بكل وضوح عن إرادتها وعزيمتها للاضطلاع بدور محوري على الساحة الإقليمية والدولية في إطار القانون الدولي، وكذا المساهمة في إحلال السلم والاستقرار في العالم تحت وصاية الأمم المتحدة".

وقال إن "أصدقاء الجزائر شاركونا بالاحتفال بالذكرى، اعترافا منهم بمكانة الجزائر ومساهمتها الفاعلة في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة الإقليمية، ودورها التاريخي في مساندة القضايا العادلة في العالم".

ويلمح قائد الجيش في هذا السياق إلى التعديل الدستوري في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، والذي أقرّ إمكانية مشاركة قوات الجيش في عمليات خارج التراب الوطني، وفي عمليات حفظ السلام تحت وصاية الأمم المتحدة والهيئات الإقليمية، كالجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، بعد مصادقة البرلمان، لكن العديد من المراقبين يعتبرون أن تصريحات قائد الجيش الجزائري تبقى محكومة بالضوابط الأساسية للسياسات الدفاعية والدبلوماسية للجزائر.

وقال المحلل المختص في الشؤون الأمنية مولود صديق، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "تصريحات شنقريحة بشأن توجيه سلاح الجيش لأغراض دفاعية، هي تأكيد على عدم وجود أي نوايا للجزائر لاستخدام القوة ضد الجيران، وجزء من العقيدة الدفاعية للجزائر، غير أن الردع وإظهار القوة والإمكانية على حسم أي مواجهة محتملة، سواء مع قوى تقليدية أو غير تقليدية، ووضع الجميع في صورة ما يتوفر للجزائر من مقدرات حربية، هو جزء من مفهوم الدفاع، على قاعدة إذا أردت السلم فاستعدّ للحرب".

وأضاف أن "هناك الكثير مما سيقال إقليميا على صعيد ترسانة الجزائر العسكرية.. تصريحات قائد الجيش هي استباق لأي تأويلات محتملة للاستعراض العسكري الأخير".

من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر إدريس عطية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "العقيدة العسكرية للجيش الجزائري عقيدة دفاعية لم تتغير، كما أن التسلح الجزائري هو ذو بعد دفاعي وليس هجوميا، وكذلك منظومة الدفاع الروسي "أس 300"، أو غيرها هي منظومات دفاعية بالأساس".

وتابع عطية: "الآخر يريد أن يشتغل على الاستعراض العسكري الجزائري، ويوظّفه لصالح أجندته، بحجة أن الجزائر تستعرض قواها للهجوم على الغير.. أعتقد أن العقلانية الجزائرية تتجاوز بعض التأويلات أو التخمينات التي يعيش فيها الآخر".

وأضاف المتحدث أنه "ينبغي الإشارة إلى أن الجزائر مستعدة لعمليات حفظ السلام في الفضاء الإقليمي من خلال مشاركة وحدات من الجيش في ذلك، وهذا بعد هام في سياسة الجزائر الإقليمية".

المساهمون