سورية: اغتيالات في درعا ومناورات روسية وأميركية شرق الفرات

سورية: اغتيالات في درعا ومناورات روسية وأميركية شرق الفرات

20 فبراير 2022
تعزيزات عسكرية روسية نحو البادية (سام الحريري/فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل الاغتيالات في محافظة درعا جنوبي سورية، فيما شنت قوات النظام السوري وقوات "سورية الديمقراطية"(قسد) المزيد من حملات الاعتقال في محيط دمشق وشرق الفرات.

وقد امتدت تداعيات الأزمة الأوكرانية إلى سورية، حيث تجري كل من القوات الروسية والأميركية مناورات في مناطق شرق الفرات، فضلاً عن المناورات الروسية في البحر المتوسط التي تشارك فيها قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري.

وذكر "تجمع أحرار حوران" أن عنصرين من قوات النظام قُتلا برصاص مجهولين قرب دوار مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا، ليتبع ذلك استنفار أمني وتحرك آليات ثقيلة لتلك القوات في المنطقة، فيما داهمت قوات من المخابرات الجوية التابعة للنظام منزل المدني محمد ناصر الحميدي في بلدة المليحة الشرقية في ريف درعا الشرقي، ظُهر أمس السبت، من دون أن تعثر عليه.

وانفجرت عبوة ناسفة في منطقة درعا البلد بسيارة يستقلها اثنان من قادة الفصائل سابقاً، وهما أبو عبد الرحمن المسالمة وأبو جزوان أبو نبوت، ما أدى لأضرار مادية. وذكرت مصادر محلية أن القياديين لم ينضما إلى أي جهة عسكرية عقب إجراء التسوية مع النظام السوري.

إلى ذلك، شيّع العشرات القيادي السابق في الجيش الحر جمال شرف الملقب (أبو الزين)، وذلك في مدينة نوى بريف درعا، بعد أن جرى استهدافه، أمس السبت، بطلق ناري من قبل مجهولين يستقلون دراجة نارية.
 
وأجرى شرف تسوية مع النظام السوري بعد سيطرته على الجنوب السوري في 2018، وبقي في مدينة نوى، حيث شارك في عشرات الاجتماعات مع ضباط النظام بهدف تحصيل حقوق لأهالي المدينة، أبرزها تشكيل لجان محلية لحماية الممتلكات الخاصّة من السرقات.

وذكر تجمع "أحرار حوران" أن دوافع اغتياله قد تكون مساهمته في إلقاء القبض على شابين، كانا يتلقيان تعليمات من رئيس مفرزة أمن الدولة في نوى للقيام بعمليات مراقبة لأشخاص في المدينة وإرسال معلومات عنهم، حيث جرى تهديدهم باسم تنظيم "داعش" من أجل دفع مبالغ مالية ضخمة مقابل عدم التعرض لهم، بحجة أنهم مطلوبون للتنظيم.

ونقل التجمع عن مصادر في المدينة تأكيدها وقوف ضباط المفارز الأمنية في مدينة نوى خلف اغتيال جمال شرف نتيجة قيامه بإلقاء القبض على العصابة مؤخراً، واعتراف أفرادها على ضباط من قوات النظام بعملهم في السرقات والابتزاز المالي وعمليات اغتيال أخرى بحق أشخاص من مدينة نوى.

مطاردة "داعش"

من جهة أخرى، حشدت مليشيات "الدفاع الوطني" بدير الزور، التابعة للنظام السوري، عناصرها للبدء بحملة تمشيط ضد خلايا تنظيم "داعش" في بادية دير الزور الجنوبية تحت قيادة روسية، مدعومة بتعزيزات عسكرية من منطقة محردة بريف حماة الشمالي، وفق مصادر محلية.

وفي السياق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية روسية شنت المزيد من الغارات على البادية السورية، مستهدفة مناطق يرجح أن عناصر تنظيم "داعش" يتوارون فيها، في كل من منطقة مثلث حلب-حماة-الرقة ومنطقة جبل البشري وبادية الرصافة، وسط معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
 
وكان "الفيلق الخامس" المدعوم من روسيا و"الدفاع الوطني" دفعا بتعزيزات عسكرية جديدة انطلقت من منطقة سلمية بريف حماة نحو بادية أثريا ضمن ناحية السعن شرقي حماة، حيث تنشط خلايا التنظيم، ضمت مئات العناصر، إضافة لمجموعات من الفرقة الهندسية لإزالة الألغام.

مناورات روسية وأميركية

في غضون ذلك، تواصل روسيا استعراض عضلاتها ارتباطاً بالأزمة مع أوكرانيا، وذلك عبر مناورات عسكرية واسعة أطلقتها في البحر المتوسط بمشاركة أكثر من 140 قطعة بحرية، إضافة إلى قاعدة حميميم الروسية على الساحل السوري، حيث تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قبل يومين، سير المناورات، والتقى في دمشق رئيس النظام بشار الأسد.

كما امتدت المناورات الروسية إلى خطوط التماس مع القوات الأميركية في شرق سورية، حيث ذكرت مصادر محلية أن القوات الروسية المتمركزة في محافظة دير الزور تجري منذ يومين مناورات بالذخيرة الحيّة لسلاح المدفعية بمشاركة الطيران المروحي.

وتتركز المناورات، وفق المصادر، في بعض القرى، مثل الحسينية شمال شرق دير الزور، وصولاً إلى قريتي الجزيرة طابية والجديد، وهي القرى التي تعدّ قاعدة متقدمة في المنطقة للروس والإيرانيين وقوات النظام السوري.

وفي السياق، ذكر فصيل "مغاوير الثورة" المدعوم من جانب التحالف الدولي، والمنتشر في محيط قاعدة التنف شرقي سورية، أن طائرات روسية حلقت، صباح اليوم، في سماء منطقة التنف التي تنتشر فيها قوات أميركية.

وكانت سماء المنطقة سجلت، خلال الأسبوع الماضي، اختراق طائرات روسية ثلاث مرات متوالية المجال الجوي لمناطق سيطرة التحالف الدولي وقسد شرقي سورية.

كما ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري أن أهالي قرية تل ذهب، جنوب مدينة القامشلي بالحسكة، "تصدوا" لرتل آليات عسكرية أميركية حاول المرور عبر القرية.

وأضافتت أن رتلاً مؤلفاً من 4 مدرعات أميركية ترافقها سيارة من "قسد" حاولت المرور عبر القرية، فـ"تصدى لها الأهالي". 

من جهتها، أجرت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مع مليشيات "قسد" تدريبات عسكرية، بدأت صباح الجمعة بالقرب من بادية أبو خشب، شمال غرب دير الزور، وذلك بمشاركة عربات مدرعة من نوع "برادلي" وقوات أميركية أشرفت على تدريب عناصر "قسد" على استخدام المدفعية وقذائف الهاون والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، ترافقت مع تحليق للطيران الحربي والمروحي التابع للتحالف الدولي.  

اعتقالات

إلى ذلك، اعتقل عناصر من جهة أمنية منزل ناشط في قرية بانى قصري بريف المالكية ضمن مناطق نفوذ "الإدارة الذاتية"، لأسباب غير معروفة.

وذكر مراسل "العربي الجديد"، اليوم الأحد، أن مجموعة ملثمة ومدججة بالأسلحة، يرجح أنها تتبع إحدى المؤسسات الأمنية للإدارة الذاتية، اعتقلت الصحافي أحمد صوفي من منزله ليلة أمس السبت واقتادته إلى جهة مجهولة.

ويعمل صوفي مراسلاً لقناة "آرك" التلفزيونية، ومقرها إقليم كردستان العراق، وهو عضو نقابة صحافيي كردستان ـ سورية، وعضو في اللجنة المنطقية للحزب الديمقراطي الكردستاني، أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي المعارض لـ"قسد".  

وكانت مجموعة مسلحة خطفت، في الـ5 من الشهر الحالي، الصحافي صبري فخري مراسل قناة "آرك" التلفزيونية، ومراسل موقع "يكيتي ميديا" باور ملا أحمد من منزليهما في مدينة القامشلي، وأفرج عن الأخير فيما لا يزال مصير الأول مجهولاً.

كما داهم عناصر من " قسد" ثانوية الرشيد بمدينة الرقة، التي تقطن فيها نحو 40 عائلة كانت "قسد" سمحت لها بمغادرة مخيم الهول للنازحين بكفالة وجهاء المنطقة، من دون معرفة الأسباب.

وأقدمت "قسد" أيضاً على اعتقال 6 شبان من أبناء دير الزور والرقة، كانوا قادمين من مناطق سيطرة الجيش الوطني في رأس العين وتل أبيض وبصحبتهم نساء.

من جهتها، اعتقلت قوات النظام السوري عدداً من أبناء الغوطة الشرقية بريف دمشق، وذلك خلال حملة دهم للبحث عن مطلوبين لـ"أداء الخدمة العسكرية".

وذكر موقع "صوت العاصمة" المحلي أن دوريات تابعة للحرس الجمهوري دهمت بلدة جسرين، وأجرت عمليات تفتيش دقيقة لمنازل وسط البلدة، ثم نصبت 4 حواجز "مؤقتة" أغلقت من خلالها مداخل ومخارج البلدة بشكل كامل، إلى جانب إغلاق الطريق الواصلة بين جسرين وبلدة بيت نايم.

وأشار الموقع إلى أن الحواجز أخضعت جميع المارّة من الشبان لعمليات الفيش الأمني، بعد التحقق من الأوراق الثبوتية ووثائق التأجيل والخدمة العسكرية، واعتقلت 8 شبان من قاطني جسرين، أحدهم جرى اعتقاله على الرغم من إبرازه وثيقة تأجيل دراسي وبطاقته الجامعية.