سورية: قتيل وجريح بإنزال للتحالف الدولي والتظاهرات تتجدد في السويداء

سورية: قتيل وجريح بإنزال للتحالف الدولي والتظاهرات تتجدد في السويداء

09 فبراير 2022
رجحت مصادر أن العملية جاءت بذريعة انتماء الأشخاص لـ"داعش" (Getty)
+ الخط -

قتل فتى وجرح والده فجر اليوم الأربعاء، في عملية إنزال جوي نفذها التحالف الدولي بالتعاون مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف دير الزور الشرقي شرقي سورية، تزامناً مع استمرار عمليات التمشيط في حي غويران بالحسكة بحثاً عن متوارين من عناصر تنظيم "داعش"، في حين تجددت التظاهرات ضد حكومة النظام في السويداء جنوبي البلاد.

وقالت مصادر مقرّبة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إنّ الأخيرة شاركت في عملية إنزال جوي للتحالف الدولي لأحد المواقع وسط مدينة البصيرة فجر اليوم، مشيرة إلى أنّ العملية أدت إلى مقتل شخص وجرح والده، واعتقال ثلاثة آخرين كانوا في المنزل.

وذكرت المصادر أنّ القتيل هو نجل أحد وجهاء عشيرة البكير، مضيفة أنّ والده حسون الجميل أصيب ببتر في الساق خلال عملية الإنزال، مرجحة أنّ العملية جاءت بذريعة انتماء الأشخاص لتنظيم "داعش".

وجاءت هذه العملية تزامناً مع استمرار عمليات التمشيط من قبل "قسد" في حي غويران بالحسكة، بحثاً عن متوارين من عناصر تنظيم "داعش".

وكانت المليشيا قد تعرّضت، أمس الثلاثاء، لهجوم من خلايا التنظيم أدى إلى مقتل اثنين من عناصرها، فيما قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ "قسد" لا تزال تحاصر عدة مواقع في الحي لوجود خلايا من تنظيم "داعش" فيها.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّ "قسد" كانت تداهم المنزل بغية اعتقال شخص يعمل ضمن معابر التهريب النهرية نحو مناطق نفوذ النظام، حيث وقع تبادل إطلاق نار بين القوة المداهمة ووالد الشخص بعد رفضه تسليم ابنه، الأمر الذي أدى لمقتل الطفل دون سن الـ18، وهو شقيق المطلوب، وشارك مع والده في عملية إطلاق النار.

والخميس الماضي، قُتل زعيم تنظيم "داعش" أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، بعد عملية إنزال لقوات أميركية خاصة في مبنى كان يسكن فيه في بلدة أطمة بمحافظة إدلب شمال غربي سورية.

جرحى من المعارضة بريف حلب

إلى ذلك، جرح أربعة عناصر من "الجيش الوطني السوري" المعارض، بينهم اثنان بحالة خطيرة، اليوم الأربعاء، جراء قصف من قوات النظام السوري على معبر أبو الزندين في ناحية الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، شمال غربي البلاد.

وقالت مصادر من "الجيش الوطني"، لـ"العربي الجديد"، إنّ 4 عناصر من "الجيش الوطني" جرحوا، بينهم اثنان إصاباتهم خطيرة، جراء قصف مدفعي طاول نقطة لهم في معبر أبو الزندين بناحية الباب بريف حلب، مضيفاً أنّ مصدر القصف هو مناطق سيطرة النظام السوري في حلب.

وبحسب المصدر، فإنّ القصف طاول بشكل مباشر سيارتين تابعتين لـ"الجيش الوطني" في نقطة الحاجز ما أدى إلى احتراقها.

وكانت مدينة الباب قد تعرضت، الأسبوع الماضي، لقصف مدفعي مصدره مناطق النظام التي يتشارك السيطرة فيها مع "قسد".

تجدد التظاهرات في السويداء

وفي جنوب سورية، أفاد مراسل "العربي الجديد"، بأنّ التظاهرات تجددت لليوم الرابع على التوالي في مناطق بمحافظة السويداء احتجاجاً على قرارات حكومة النظام التي كان آخرها إزالة الدعم الحكومي عن قرابة 600 ألف عائلة.

وأوضح أنّ الظاهرات تجددت في بلدة نمزة وفي مدينة السويداء، إذ قطع المحتجون العديد من الطرقات الفرعية في المحافظة.

النظام يخلي أكبر حواجزه في السويداء لأسباب مجهولة

وفي شأن متصل، قالت مصادر محلية إنّ النظام السوري أجلى عناصر القوات الخاصة التابعة لـ"الفرقة 15" من أكبر حواجزه في نقطة يقيمها عند سد العين على طريق صلخد السويداء، وذلك لأسباب مجهولة، مضيفة أنه جرى فقط إخلاء النقطة دون إزالة التحصينات، ما يرجح نية النظام العودة إليها قريباً.

وكان النظام قد أجرى، مطلع الشهر، تغييراً في قيادة الفرقة إذ عيّن اللواء محمد الصافتلي في قيادة "الفرقة 15"- قوات خاصة، التابعة للفيلق الأول، بدلاً من سابقه اللواء علي أسعد.

ويعد حاجز سد العين التابع لهذه الفرقة أكبر حاجز للنظام في محافظة السويداء وأكثرها عتاداً.

ويتهم عناصر هذه النقطة بارتكاب انتهاكات بحق الأهالي أثناء مرورهم، ومن غير الواضح إذا كانت عملية الإخلاء مرتبطة بالاحتجاجات المستمرة منذ أيام في المحافظة، لا سيما مع تعزيز النظام قواته في مركز المدينة، بحسب مصادر محلية.

قتيل للنظام السوري في درعا

من جهة أخرى، قتل قيادي في مليشيات النظام السوري وجرح آخرون في هجمات وقعت بدرعا، جنوبي البلاد.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إنّ مجهولين هاجموا القيادي بمليشيات الأمن العسكري التابعة للنظام شادي بجبوج، على مفرق خربة غزالة في مدينة درعا، مضيفاً أنّ الاستهداف نفذ بعبوة ناسفة أدت إلى مقتله، حيث شهدت المدينة عقب ذلك استنفاراً كثيفاً من قبل قوات النظام.

وكان بجبوج سابقاً ضمن فصائل "الجيش السوري الحر" ويقود مجموعات محلية تتبع لـ"الأمن العسكري" منذ صيف عام 2018 عقب انخراطه في اتفاق التسوية مع النظام.

وفي غضون ذلك، أصيب شاب بجروح خطيرة جراء إطلاق النار عليه من مجهولين في مدينة نوى بريف درعا الغربي. وأوضح الحوراني أنّ المستهدف شخص مدني وعاد حديثاً إلى سورية من الإمارات، ولا يعرف عنه أي انخراط في أعمال معارضة للنظام السوري.

وقال الناشط إنّ مجهولين هاجموا دورية لقوات النظام بعبوة ناسفة على الطريق الواصل بين صيدا والنعيمة، شرقي درعا، وأدى ذلك إلى وقوع جرحى، تلاه استنفار على الطريق ومحيطه من قوات أمن النظام.

وبحسب الناشط، شهدت درعا خلال الساعات الـ24 الأخيرة خمس هجمات متفرقة استهدفت مدنيين وقوات النظام وعناصر سابقين في المعارضة.

وتشهد درعا بشكل شبه يومي هجمات مماثلة على قوات النظام وعلى أشخاص سابقين في فصائل المعارضة أجروا تسوية مع النظام ويعملون حالياً ضمن المليشيات التابعة لقوات النظام وفروعه الأمنية.

المساهمون