ضغوط على الحكومة اليمنية بعد تجدد معارك الحديدة

ضغوط على الحكومة اليمنية بعد تجدد معارك الحديدة

16 نوفمبر 2021
تتعرض قوات الحوثي لخسائر هي الأولى من نوعها منذ ما يقرب من سنة (فرانس برس)
+ الخط -

تتسارع التطورات في اليمن شرقاً وغرباً في ظل عودة تصاعد العمليات العسكرية في أغلب الجبهات ونقاشات سياسية على ضوء التطورات في الساحل الغربي، وسط اختلافات وجهات النظر بين التحالف السعودي الإماراتي والحكومة اليمنية في ما يخص الانسحابات في الحديدة والمرحلة الجديدة من المعارك.

وقال مصدران سياسيان في الحكومة لـ"العربي الجديد" إن التوصيف الذي بات يُطلق من قبل التحالف على المعارك الحالية في الحديدة، أنها معارك خارج اتفاق استوكهولم (الموقع في عام 2018)، والذي كان قد حدد حدود الانسحاب من مواقع في مناطق داخل الحديدة. مع العلم أن الحوثيين كانوا قد استغلوا الانسحابات المفاجئة التي قامت بها القوات المشتركة بقيادة طارق صالح وشنوا هجمات عسكرية استولوا بموجبها على مناطق خارج اتفاق استوكهولم، وهو ما دفع تشكيلات في القوات المشتركة إلى إعادة ترتيب صفوفها والاشتباك مع الحوثيين في أكثر من نقطة. فضلاً عن تدخل التحالف جوياً لاستعادة ما سيطر عليه الحوثيون خارج الاتفاق.

لكن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، تركي المالكي، عاد ليؤكد في بيان أمس الإثنين أن "القوات المشتركة بالساحل الغربي نفذت يوم الخميس الماضي إعادة انتشار وتموضع لقواتها العسكرية بتوجيهات من قيادة القوات المشتركة للتحالف، وقد اتسمت عملية إعادة التموضع بالانضباطية والمرونة بحسب ما هو مخطط له، وبما يتماشى مع الخطط المستقبلية لقوات التحالف".

ودعا العميد المالكي "الأمم المتحدة وبعثتها بالحديدة إلى القيام بدورها لتنفيذ اتفاق استوكهولم، وكذلك دعوة المجتمع الدولي للضغط على المليشيا الحوثية الإرهابية بالالتزام الكامل وتنفيذ نصوص الاتفاق".

وكشف المصدران أن هناك نقاشات بين الشرعية والتحالف من طرف، وبين أطراف غربية، من بينها واشنطن والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، حول مسار الصراع المتجدد في الساحل الغربي، وضرورة التزام الجميع باتفاق استوكهولم.

وأشارا إلى أن الشرعية أبلغت كل الأطراف التي تضغط في هذا الإطار أن الحوثيين هم من اخترقوا اتفاق استوكهولم رغم حسن النوايا، التي أظهرتها، وهو وضع جعلها اليوم ترفض أي نقاشات مع الحوثيين، حتى العودة إلى المناطق المتفق عليها في استوكهولم.

ميدانياً، تواصلت المعارك العسكرية في محيط الخوخة وفي أطراف مركز مديرية التحيتا في الحديدة، بين تشكيلات من القوات المشتركة التابعة للحكومة (باستثناء الألوية التابعة لطارق صالح) وبين الحوثيين، ما أدى إلى سقوط أعداد من القتلى والجرحى من الطرفين، في ظل اتهامات للحوثيين بتنفيذ إعدامات ميدانية وعمليات سحل للأسرى في الحديدة.

وقال اللواء الأول زرانيق، التابع لألوية المقاومة التهامية، في بيان له إن الحوثيين نفذوا إعدامات ميدانية وسحل جثث الأسرى في منطقة الطائف في الحديدة، يتبعون اللواء نفسه، مطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي والإنساني بضرورة تقصي الحقائق حول تلك الأعمال الدموية والمخالفة لحقوق الأسرى.

من جهة ثانية، أخلت قوات سعودية معسكر الخالدية الذي كانت تتخذه مقراً لها في محافظة حضرموت، إلى جهة غير معلومة، وتم تسليم المعسكر لقوات من الجيش الوطني، وفق مصادر صحافية، وتزامن ذلك مع تأكيد مصدر عسكري في مأرب لـ"العربي الجديد" أن قوات الجيش الوطني التابع للحكومة دفعت بتعزيزات كبيرة ومدربة إلى محافظة مأرب شرقي اليمن، توزعت على الجبهات، للاشتراك في العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الوطني وقبائل مأرب.

وذكر المصدر العسكري أن الحوثيين لجؤوا إلى قصف مأرب بالصواريخ في محاولة لوقف تقدم الجيش الوطني وقبائل مأرب، كما استهدفوا أبراج اتصالات غير خاضعة لهم في مأرب للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، من خلال استهداف أبراج شركة النقال سبأفون، التي نقلت مقرها إلى عدن، وأصبحت شركة الاتصالات الوحيدة خارج رقابة الحوثيين وسيطرتهم.

في موازاة ذلك أعلن التحالف السعودي الإماراتي، الثلاثاء، أنه شن خلال 24 ساعة الماضية 27 غارة في محافظتي البيضاء ومأرب، أسفرت عن تدمير 16 آلية عسكرية ومقتل 130 من مسلحي الحوثي.

المساهمون