عباس: سأدافع عن "فتح" ولن أسمح بسرقة الثورة ومنظمة التحرير

عباس: سأدافع عن "فتح" ولن أسمح بسرقة الثورة ومنظمة التحرير

24 يونيو 2021
عباس: سأدافع عن حركة "فتح" بإرثها وحاضرها ومستقبلها بدمي (Getty)
+ الخط -

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليل أمس الأربعاء: "إنني لن أسمح بسرقة الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية"، داعياً أعضاء اللجنة المركزية، والمجلس الثوري لحركة "فتح"، إلى العمل معاً ويداً بيد لدحر الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف عباس، في الكلمة الختامية لاجتماعات المجلس الثوري في دورته الثامنة، التي عقدت على مدار ثلاثة أيام بمقر الرئاسة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة: "لقد عاهدت الله والشهداء وشعبنا العظيم أن أدافع عن هذه القضية، ولو اقتضى الأمر الشهادة، لذا سأدافع عن هذه الحركة، بإرثها وحاضرها ومستقبلها بدمي، ولن أسمح بسرقة الثورة والمنظمة".

وتابع عباس: "معكم وبكم سنحيي إرث هذه الحركة العظيمة، قائدة نضال شعبنا العظيم، وأريدكم أن تحملوا راية القيادة بحكمة، وعنفوان، وكبرياء، وبما يليق بتضحيات هذه الحركة الجبارة".


ودعا عباس أعضاء المجلس الثوري، إلى أن "يتم اعتبار دورة الثورة هذه، من اجتماعات المجلس الثوري، بمثابة انطلاقة جديدة نحو العمل والمثابرة، والتغيير، والتقدم إلى الأمام".

ودعا عباس أعضاء اللجنة المركزية، والمجلس الثوري لحركة "فتح"، إلى "العمل معاً ويداً بيد لدحر الاحتلال، وبناء دولتنا المستقلة على أرض الآباء والأجداد، فلسطين الحبيبة، والدفاع عن إرثنا وحاضرنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا".

وتمنى عباس أن "تقوموا بزيارات للدوائر والمؤسسات والوزارات، وأن تلتقوا بين الحين والحين أعضاء المركزية، لتتابعوا الأحداث أولاً بأول، وكذلك أن ألتقي وفداً منكم في المناسبات بمقر الرئاسة لنتناول شتى المواضيع الراهنة والمستقبلية".

وقال الرئيس الفلسطيني: "أتحدث إليكم بعد أن بلغت ما بلغت من العمر، وأمضيت أكثر من 60 عاماً من عمري في هذه الحركة، وفي قيادة هذه الثورة مع أخي ورفيق دربي ياسر عرفات رحمه الله، وإخواني أعضاء اللجنة المركزية الذين سبقونا إلى جنات الخلد مع الأنبياء والشهداء والصديقين، والذين ما زالوا أحياء، أطال الله أعمارهم، الذين أجدد لهم العهد والوفاء، وأن أبقى وفياً لرسالتهم، مخلصاً لفلسطين وشعبها العظيم في أماكن تواجده كافة، حتى رحيل الاحتلال عن أرضنا ودولتنا الفلسطينية بعاصمتها الأبدية القدس".

وتابع: "ربما أقسو عليكم أحياناً، وهذا ليس بقصد الإحباط أو الإساءة أو الإهانة لا سمح الله، وإنما من باب المحبة والاحترام والتقدير والتوجيه والإرشاد".

وختم قائلاً: "تحية لشهدائنا الأبرار، وأسرانا وجرحانا البواسل، وتحية لأهلنا في القرى والمدن والمخيمات، في القدس والضفة وغزة والشتات. وإنها لثورة حتى النصر بإذن الله".

هذا وأكد المجلس الثوري لحركة "فتح" اليوم الخميس، على التزامه بالسلام العادل القائم على تطبيق الشرعية الدولية وقراراتها، واستعداده للانخراط بأي جهد دولي يقود لإنهاء الاحتلال، وتجسيد الاستقلال الوطني الفلسطيني في دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وجاء البيان الختامي لأعمال دورة المجلس الثوري الثامنة، التي استمرت برئاسة الرئيس محمود عباس على مدار 3 أيام، في قاعة أحمد الشقيري بمقر الرئاسة في مدينة رام الله،  بعنوان: "القدس عاصمتنا وعنوان هويتنا وحرية شعبنا".

وقال "ثوري فتح": "إننا نقدر عالياً الحراك الإيجابي في الساحة الأميركية، وسنعمل على تكثيف التواصل والعمل فيها لما في ذلك من مصلحة فلسطينية عليا تقصر أمد الاحتلال وتضع عليه المزيد من الضغوط، وترفع من منسوب التأييد للعدالة والاستقلال في فلسطين بمواجهة سياسة التطهير العرقي الذي تمارسه قوات الاحتلال".

ورحب "ثوري فتح" بالمواقف الايجابية لإدارة الرئيس الأميركي جو يايدن وندعو اللجنة العربية للبدء بتحرك جدي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقال: "فلم يعد ممكناً استمرار الوضع القائم، ويجب وقف الاستيطان والاجتياحات وحصار قطاع غزة، والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في القدس، ولا مانع لدينا بتوسيع متفق عليه للجنة الرباعية خاصة إضافة كل من مصر والأردن".

وأكد المجلس الثوري لحركة "فتح" على دعوة الرئيس محمود عباس "لاستئناف الحوار الوطني فوراً، للتوصل إلى اتفاق على برنامج سياسي ينهي الانقسام، وينجز الوحدة الجغرافية السياسية للوطن، والاستعداد لبذل كل جهد ممكن لإنجاح هذا الحوار"، مثمناً دور مصر برعايتها الدائمة ودعمها الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد المجلس أنّ القدس الشرقية المحتلة تبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وعلى المجتمع الدولي الضغط على حكومة الاحتلال لإلغاء إجراءاتها غير القانونية فيها، خاصة في حي الشيخ جراح، وسلوان، وكذلك الأمر وقف تدنيس باحات الأقصى وإزالة العقبات التي تصنعها إسرائيل لمنع إجراء الانتخابات الفلسطينية في المدينة المقدسة.

وقال الثوري: "إن حركة فتح تؤكد على أن منظمة التحرير الفلسطينية – الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا- هي الوطن المعنوي للشعب العربي الفلسطيني في كل أماكن تواجده وهي عنوان الاعتراف الإقليمي والدولي بفلسطين، ونرحب برغبة من يريد الالتحاق بها من فصائل العمل الفلسطيني على نفس الأسس، والاستحقاقات، التي يتم تطبيقها دوما في هذه الحالات، وعلى أرضية قرارات المجالس الوطنية المتعاقبة، وبما يمكن شعبنا وقيادته من التعامل مع المجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال".

وأضاف البيان، "إن حركة فتح تجدّد التزامها بإعادة إعمار قطاع غزة باعتبار ذلك أولوية فلسطينية قصوى، والحكومة الفلسطينية هي العنوان لذلك، وتستعين بالقوى المجتمعية والسياسية وبالشراكة مع المجتمع الدولي، وسنبقى نسعى لتشكيل حكومة توافق وطني تجسد إنهاء الانقسام وتعمل على معالجة أثار الحصار الإسرائيلي الظالم المفروض على قطاع غزة". 

ودعا "ثوري فتح"، المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية كافة، وأن يمنع هذا المسلسل التدميري الدائم الذي ترتكبه قوات الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة.

وقال الثوري: "إن حركة فتح تحيي أمتنا العربية ووقوفها صفاً واحداً بمؤازرة شعبنا ونعمل على تشكيل الجبهة العربية المساندة، ونعزز قنوات التواصل والتنسيق مع الأشقاء خاصة في مصر والأردن، وندعو من تسَرع بالتطبيع المجاني أن يعيد قراءة المشهد ويعود لينتصر للقدس وفلسطين".

وتابع البيان أن "حالة التضامن الدولي مع شعبنا غير مسبوقة ونحن نقدر عاليا مواقف الحكومات والأحزاب والبرلمانات والنقابات والجامعات وجمعيات الصداقة، وكذلك الأمر لتنظيمات الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية في العالم، ونستمر بالحوار مع الاتحاد الأوروبي، وندعو دوله الأعضاء للاعتراف بدولة فلسطين".

وختم بالقول إنّ "حركة فتح وهي تقود المقاومة الشعبية السلمية في كل المواقع الخاصة في الشيخ جراح وسلوان وبيتا ومسافر يطا والأغوار الشمالية ودير استيا لتجدد التزامها نحو الشهداء وأسرهم والأسرى الأبطال وتحيي نضالاتهم وتضحياتهم".