عضو الكنيست منصور عباس يقرّ بلقاء خالد مشعل بعلم سلطات الاحتلال

عضو الكنيست منصور عباس يقرّ بلقاء خالد مشعل بعلم سلطة الاحتلال الإسرائيلية

05 فبراير 2021
يحاول منصور القول إن حركته ليست في جيب اليمين ولا جيب اليسار (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

أثار رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية النائب منصور عباس، أمس الخميس، عاصفة من ردود الفعل بعدما أقرّ في مقابلة تلفزيونية مع القناة 12، بأنه التقى في الماضي مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، لبحث ما سماه بـ"مبادرة سلام دينية"، أطلقها مع الوزير الإسرائيلي السابق ميخائيل ملكيور. وقال عباس إن اللقاء تم بمعرفة "الذين يجب أن يعرفوا بأمره"، في إشارة للجهات الإسرائيلية الرسمية.

ووفق ما قاله، فإن لقاءاته التي أجراها في الماضي مع مشعل تمّت في إطار سعيه للدفع بمبادرة السلام الدينية مع الحاخام الإسرائيلي والوزير السابق ميخائيل ملكيور، "وأن هذه اللقاءات تمت بمعرفة من يجب أن يعرف عنها".

وجاءت تصريحات منصور عباس، أمس، بعد تقديم لائحة الحركة الإسمية الانتخابية، والانشقاق عن القائمة المشتركة للأحزاب العربية في الداخل.

وقال، محاولاً تبرير خروجه عن خط الأحزاب العربية التي تشترط معارضة التعاون مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: "هناك أناس يحاولون تجريحي حول هذا الموضوع. كل ما قمت به كان في مجال مبادرة السلام الدينية، ومع الرابي ميخائيل ملكيور، بهدف الدفع قدماً بمواضيع مثل السلام من دون المسّ بأمن الدولة، ومن يجب أن يعلموا بهذا الموضوع يعلمون".

وأضاف: "أن يتم وضعي في خانة داعم للإرهاب أو معانق المخربين، فهذا لم يحدث ولا مرة. من نشر أنني زرت السجون والتقيت بمخربين وعانقتهم، هذا عار من الصحة ولم يحدث. أنا أدعم أجندة مدنية، عندي حلم للسلام والأمن المتبادل للشعبين والتسامح والشراكة بين الشعبين".

ويحاول منصور عباس، الذي انشق عن الأحزاب العربية في القائمة المشتركة بعد إطلاق سلسلة من التصريحات التي أبدى فيها استعداداً للتعاون مع أي حكومة قادمة، القول إن حركته ليست في جيب اليمين ولا جيب اليسار، وأن على القيادات والأحزاب الإسرائيلية أن تقرّر اليوم ما إذا كانت تعترف بشرعية صوت النائب العربي في الكنيست.

وأدّت هذه التصريحات إلى سلسلة من ردود الفعل الرافضة لوصفه الأسرى بـ"المخربين"، ومطالبته بالاعتذار عن هذه التصريحات. ودعاه عدد من الأسرى الفلسطينيين من الداخل، على رأسهم الأسير المحرر أمير مخول، إلى التراجع عن هذه التصريحات والاعتذار للحركة الأسيرة. كما أعربت مختلف الأحزاب والحراكات الناشطة في الداخل عن رفضها لهذه التصريحات.

من جهتها، أصدرت الحركة الإسلامية بياناً على أثر الضجة التي أثارها تصريح عباس، مؤكدة أنها "كانت ولا تزال وستبقى أكثر من حمل قضية أسرى الحرية والدفاع عن حقوقهم والنضال من أجل تحسين ظروف اعتقالهم، والوقوف إلى جانب أسرهم وأطفالهم، فمؤسسها المرحوم فضيلة الشيخ عبد الله نمر درويش كان من أسرى الحرية، ورئيس القائمة العربية الموحدة الأول، المحامي عبد المالك دهامشة كان أيضاً أسير حرية، وجميع أسرى الحرية يشهدون أن أكثر من زارهم في سجون الظلم ووقف معهم مدافعاً عن قضاياهم وحقوقهم وظروف اعتقالهم هم نواب الحركة الإسلامية، حتى جاء القرار الإسرائيلي الظالم بمنع زيارة الأسرى قبل بضع سنوات".

وأضافت الحركة الإسلامية أنها عبر مؤسساتها الإغاثية ترعى آلاف أسر الشهداء والأسرى من شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع، كواجب وطني وديني وإنساني.

وأكدت الحركة أن التوصيف الذي استخدمه رئيس القائمة العربية الموحدة الدكتور منصور عباس في المقابلة في نشرة أخبار قناة 12 العبرية، الليلة الماضية، هو توصيف غير موفق، وكان من الأجدر استخدام تعريفاتنا نحن لأسرانا البواسل في معرض ردّه على السؤال وليس وفق تعريفهم هم، مع تفهمنا الكامل وحسن الظن والثقة في مواقف وتوجهات أخينا الدكتور منصور عباس الذي أصدر بياناً أوضح فيه بشكل واضح أن التوصيف الذي ذكره في المقابلة جاء وفق تعريفاتهم هم وليس وفق تعريفه هو لأسرانا البواسل.

بدورهم، أصدر الأسرى في الداخل الفلسطيني بياناً شديد اللهجة ضد تصريحات عباس. وجاء في البيان الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي: "منذ سبعين عاماً وأكثر وشعبنا الفلسطيني لم يبخل وقدّم بسخاء خيرة أبنائه شهداء وأسرى في سبيل الانعتاق من نير الاحتلال ونيل الحرية، وما زال شلال الدم الفلسطيني يتدفق وقوافل الأسرى تتوالى. الأسرى الذين يضحّون بأجمل سني أعمارهم في غياهب السجون".

وتابع: "في خضم هذه المسيرة، احتضن شعبنا هذا العطاء للشهداء والأسرى، وقلّده وسام شرف وكرامة، وتعامل معه كقيمة وطنية وأخلاقية ومعياراً للعطاء والتضحية والصدق، اعتباراً منه بأن الإنسان منظومة في صلبها القيم والصفات والمواقف وليس كتلة من اللحم والشحم". وأضاف: "انتهت كل المحطات التاريخية والنضالية بالذين ساوموا على الشهداء والأسرى ومواقفهم ومبادئهم إلى مزابل التاريخ، أما الذين حافظوا عليها فارتقوا إلى علياء المجد والتقدير، وعلى أساس هذه المعادلة سيبقى الصراع محتدماً بين نهجين: نهج النضال والتضحية والكرامة، ونقيضه الذي يمثله منصور عباس، فها هو يتعرض اليوم للأسرى واصفاً إياهم بـ(المخربين)، متنكراً لهذه القيمة ودورها في حياة شعبنا بكل ما تعنيه من نضال ودماء ومعاناة، وهنا نقول للسيد منصور عباس وبكل إصرار ويقين، إن هذا نهج خطير ومرفوض ومدان ولن يتغلب على أكثر من سبعين عاماً متراكمة من النضال والتضحية".

وأضاف: "لتعلم يا سيد منصور عباس أنه عندما قرّر الأسرى والشهداء المضي في هذا الطريق، لم ينتظروا شكراً أو ثناءً من أحد، وبالمقابل لن نقبل منك اعتذاراً عن هذه الإساءة لنا ولعائلاتنا ولدورنا ولتاريخنا ولتضحياتنا ومعاناتنا". وختم البيان: "إن صدورنا أنقى وأطهر من أن تحتضن أمثالك يا سيد منصور عباس، وإن قافلتنا تسير قُدماً، وسندعك أنت وسقطاتك المخزية والمعيبة، فدع الأسرى وشأنهم ولا تزج بقضيتهم العادلة والمشرفة في ألاعيبك الانتخابية".

المساهمون