قوات روسية تدخل إلى قاعدة تتمركز فيها قوات أميركية في النيجر

قوات روسية تدخل إلى قاعدة تتمركز فيها قوات أميركية في النيجر

03 مايو 2024
الجيش النيجري يجري تدريباً مشتركاً مع قوات دولية، 11 مارس 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قوات روسية دخلت قاعدة جوية في النيجر تستضيف قوات أميركية بعد قرار المجلس العسكري بالنيجر بطرد القوات الأميركية عقب انقلاب عسكري، مما يعقد العلاقات بين البلدين ويثير تساؤلات حول مستقبل الوجود الأميركي.
- التوتر يتصاعد في القاعدة الجوية بنيامي بين القوات الأميركية والروسية، مع تزايد التنافس العسكري والدبلوماسي بين الولايات المتحدة وروسيا، خاصة في ظل الصراع في أوكرانيا.
- الأحداث تعكس تحولاً في النفوذ العالمي بأفريقيا، حيث تسحب الولايات المتحدة قواتها بعد انقلابات، بينما تعزز روسيا علاقاتها مع دول القارة، مما يثير مخاوف أميركية من توسع نفوذ المجموعات المسلحة.

قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في حديث مع وكالة رويترز، إن قوات روسية دخلت قاعدة جوية في النيجر تستضيف قوات أميركية، في خطوة تأتي في أعقاب قرار المجلس العسكري في النيجر طرد القوات الأميركية من البلاد. وطلب ضباط الجيش الذين يحكمون الدولة الواقعة في غرب أفريقيا من الولايات المتحدة سحب قرابة ألف فرد عسكري من البلاد التي كانت حتى انقلاب العام الماضي شريكاً رئيسياً في حرب واشنطن على جماعات مسلحة في البلاد.

وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير، طالباً عدم نشر اسمه، إن القوات الروسية لا تختلط مع القوات الأميركية، وإنما تستخدم مكاناً منفصلاً في القاعدة الجوية 101 المجاورة لمطار ديوري حماني الدولي في نيامي عاصمة النيجر. وتضع هذه الخطوة التي اتخذها الجيش الروسي الجنود الأميركيين والروس على مسافة قريبة للغاية بعضهم من بعض في وقت يتزايد فيه التنافس العسكري والدبلوماسي بين البلدين بسبب الصراع في أوكرانيا.

وتثير الخطوة أيضا تساؤلات حول مصير المنشآت الأميركية في البلاد بعد الانسحاب. وقال المسؤول إنّ "(الوضع) ليس رائعاً، لكن يمكن إدارته على المدى القصير". ولم ترد سفارتا النيجر وروسيا في واشنطن بعد على طلب للتعليق.

 واضطرت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى سحب قواتهم من عدد من الدول الأفريقية في أعقاب انقلابات أوصلت إلى السلطة مجموعات حريصة على أن تنأى بنفسها عن الحكومات الغربية. وبالإضافة إلى الرحيل الوشيك من النيجر، غادرت القوات الأميركية تشاد أيضاً في الأيام القليلة الماضية، بينما طُردت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو. وفي الوقت نفسه، تسعى روسيا إلى تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية وتصوير نفسها كدولة صديقة ليس لها أي ماضٍ استعماري في القارة. وأصبحت مالي، على سبيل المثال، في السنوات القليلة الماضية واحدة من أقرب حلفاء روسيا في أفريقيا مع انتشار قوة المرتزقة التابعة لمجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة هناك لمحاربة المتشددين.

ووصفت روسيا العلاقات مع الولايات المتحدة بأنها "تحت الصفر" بسبب المساعدات العسكرية والمالية الأميركية لأوكرانيا في الحرب التي دخلت عامها الثالث. وقال المسؤول الأميركي إن سلطات النيجر أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأن نحو 60 عسكرياً روسياً سيكونون في النيجر، لكن المسؤول لم يتمكن من التحقق من هذا العدد.

وبعد الانقلاب، نقل الجيش الأميركي بعض قواته في النيجر من القاعدة الجوية 101 إلى القاعدة الجوية 201 في مدينة أجاديز. ولم يتضح على الفور ما هو العتاد العسكري الأميركي المتبقي في القاعدة الجوية 101. وأنشأت الولايات المتحدة القاعدة الجوية 201 في وسط النيجر بكلفة تزيد على 100 مليون دولار. ومنذ عام 2018، استُخدمت القاعدة لاستهداف مقاتلي تنظيم داعش وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة بطائرات مُسيرة. وتشعر واشنطن بالقلق إزاء المسلحين في منطقة الساحل الأفريقي الذين قد يتمكنون من التوسع في غياب القوات والقدرات المخابراتية الأميركية.

وجاءت خطوة النيجر للمطالبة بسحب القوات الأميركية بعد اجتماع في نيامي، في منتصف مارس/ آذار، عندما أثار مسؤولون أميركيون كبار مخاوف منها الوصول المتوقع للقوات الروسية وتقارير عن سعي إيران إلى الحصول على مواد خام من البلاد، بما في ذلك اليورانيوم. وقال المسؤول إنه على الرغم من أن الرسالة الأميركية إلى مسؤولي النيجر لم تكن إنذاراً نهائياً، فقد تم توضيح أن القوات الأميركية لا يمكن أن توجد في قاعدة واحدة مع القوات الروسية. وقال المسؤول "لم يتقبلوا ذلك الأمر".

(رويترز)