لعمامرة في لبنان استباقاً للقمة العربية: عودة سورية ضمن المشاورات

لعمامرة في لبنان استباقاً للقمة العربية: عودة سورية للجامعة ضمن المشاورات

07 مارس 2022
لعمامرة خلال زيارته اليوم (حسين بيضون)
+ الخط -

تسلّم الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الاثنين، رسالة خطية من الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، حول الأوضاع العربية والتحضيرات الجارية لعقد القمة العربية التي تستضيفها الجزائر، وذلك خلال استقباله وزير الشؤون الخارجية في الجزائر رمطان لعمامرة في قصر بعبدا الجمهوري.

وقال لعمامرة إن "الجزائر تبذل قصارى جهدها من أجل جمع الشمل وتحضير الظروف الملائمة لانعقاد قمة شاملة وجامعة تتكلل بالنجاح الذي سيقاس بقدرة القيادات العربية على صنع التوافقات واتخاذ القرارات التي من شأنها أن تساعدنا على رفع التحديات الوجودية المترتبة على جائحة كورونا".

واعتبر أن "البلدان والشعوب العربية مطالبة باتخاذ المواقف والتحضير لأداء الدور الملائم في إعادة بناء العلاقات الدولية في ظل ما يحدث حالياً من اصطدامات ومواجهات تتطلب المزيد من العمل كي تتجاوز المجموعة الدولية هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الإنسانية"، مشيراً في المقابل إلى أن جزءاً من المشاورات يدور حول دعوة سورية إلى القمة.

من جهته، رأى الرئيس عون أن "الظروف الراهنة في الشرق الأوسط وفي العالم أسره تحتّم أكثر من أي وقتٍ مضى تضامناً بين الدول العربية وتعزيزاً لوحدة الموقف بعد التباعد الذي حصل خلافاً لميثاق جامعة الدول العربية والاعتبارات التي تفرض اجتماع العرب على كلمة واحدة"، معلناً ترحيبه بأي لقاء عربي جامع.

وتضمنت جولة وزير الشؤون الخارجية في الجزائر لقاء مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في مقره في عين التينة بيروت حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

كذلك، عقد اجتماع بين رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ولعمامرة، اطلع خلاله ميقاتي على التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية في الجزائر.

وأشار المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء اللبناني إلى أن "ميقاتي طلب من الوزير الجزائري أن تستثني الحكومة الجزائرية لبنان من قرار وقف تصدير السكر للخارج لتأمين حاجة السوق اللبناني".

في سياق ثانٍ، جال وفد من حزب الشعب الأوروبي على المسؤولين اللبنانيين اليوم على رأسهم الرئيسان عون وميقاتي، لكنه لم يعقد لقاءً مباشراً مع رئيس البرلمان نبيه بري لتأخر الوفد عن موعده المحدد فتولى اللقاء مستشار بري علي حمدان.

وفي تصريحاتٍ له، قال رئيس الوفد النائب الفرنسي فرانك بروست إن "زيارتنا للبنان تتمحور حول درس الإمكانات المتوافرة لدى أوروبا من أجل مساعدة أصدقائنا اللبنانيين بشكل أفضل، في ظل تحديات جيوسياسية راهنة تجعل الوضع في أوروبا أكثر حساسية، خصوصاً في ما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا وتداعياته على أوروبا، وهي تداعيات بدأت تظهر بشكل مباشر على مسألة الأمن الغذائي في لبنان".

واستطرد قائلا: "نعمل على محاور وقضايا أساسية ثلاث، أولها الأجندة السياسية في لبنان والتي تتضمن جملة استحقاقات مفصلية منها الانتخابات النيابية في 15 مايو، والانتخابات البلدية والاختيارية التي أرجئت نحو سنة، إضافة إلى الوضع الاقتصادي عبر قناة المفاوضات الجارية بين لبنان وصندوق النقد الدولي، وهي مفاوضات تتسم ببعض التعقيدات تمهيداً لحصول لبنان على قروض إضافية، كما أن هناك أيضاً مسألة العلاقات بين لبنان وعدد من دول الخليج العربي".

وضمن مواقف المسؤولين اللبنانيين، فقد أكد عون أمام الوفد الأوروبي أن "لبنان يعيش اليوم ظروفاً صعبة نتيجة تراكمات وسياسات اقتصادية خاطئة وفساد مستشر، إضافة إلى تداعيات الأزمات العالمية والإقليمية"، مشدداً على أن "الانتخابات البرلمانية والرئاسية ستحصل".

وركّز رئيس الجمهورية على أن "الوضع في أوروبا حالياً يؤثر على الاقتصاد العالمي كما على لبنان، خصوصاً أن معظم الدول اتخذت قرارات بإيقاف تصدير المواد الأولية والاساسية إلى الخارج وطبعاً منها أوكرانيا، والجميع يعلم أن الاقتصاد اللبناني هو اقتصاد ريعي يجب أن يتحول إلى اقتصاد منتج لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومواجهة هذه الظروف الصعبة".

وقال عون "في ظل نسبة الدين العام المرتفعة اليوم، بات لبنان في حاجة إلى قروض مالية ليتمكن من مواجهة الانهيار الاقتصادي، ونحن اليوم في عملية تفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على هذه القروض في سياق خطة تعاف مالي واقتصادي".

وفي الإطار، أكد رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، خلال لقائه الوفد الأوروبي، أن "لبنان الذي عانى من اجتياحات وحروب على مر تاريخه متمسك بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولا يقبل أي اعتداء على سيادة أي دولة وسلامتها، ويعتبر أن المشكلة بين روسيا وأوكرانيا تحل بالمفاوضات وليس بالخيارات العسكرية".